مسلسل اغتيال العلماء في العراق
17 محرم 1425

يتواصل مسلسل اغتيال العلماء والأكاديميين العراقيين، إذ تعرضوا خلال الأشهر القليلة الماضية إلى عمليات اغتيال، أو محاولات اغتيال أدت إلى إصابة بعضهم بجروح خطيرة، وقد تم مؤخرا اغتيال الدكتور/ شاكر الجنابي (رئيس جهاز التقييس والسيطرة النوعية) أمام بيته في بغداد، في ظل ظروف انعدام الأمن وشيوع الفوضى والتناحر العرقي والطائفي التي تسود العراق..<BR> <BR>ويشير العديد من المحللين السياسيين بأصابع الاتهام إلى " الموساد " الإسرائيلي الذي يتولى ملف هؤلاء العلماء، ويقود حملة لاجتثاثهم أو تهجيرهم او اغتيالهم خشية أن يهاجروا إلى دول عربية أو إسلامية، مؤكدين أن ذلك المخطط الإجرامي أصبح أمراً معروفاً ومكشوفاً،وقد أشارت له الكثير من وسائل الإعلام الغربية. <BR><BR><font color="#0000FF"> الرعب في الجامعات: </font><BR>ونتيجة لتصاعد عمليات القتل تملك الخوف والرعب بعض الأساتذة بالرغم من أنه لم يتم إثبات أي علاقة بين هذه الاغتيالات ووظائفهم.<BR> وبحسب مصادر إعلامية فإن العشرات من العلماء والكفاءات العلمية العراقية بدؤوا بالفعل بمغادرة بلادهم للنفاذ بجلدهم من التصفيات الجسدية التي تنفذ أحياناً لأسباب تتعلق بوجهات النظر والآراء السياسية، فضلاً عن أسباب أخرى تتعلق بتدني أجورهم التي يقولون: إنها لا تتناسب مع شهاداتهم العلمية ولا مع الظروف المعيشية. <BR>وكان أساتذة جامعتي البصرة وبغداد قد أعلنوا مؤخراً إضراباً محدوداً عن العمل لهذه الأسباب، كما نظموا عدداً من المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية على تلك الاغتيالات، وطالبوا مجلس الحكم بملاحقة المنفذين. <BR>وقال أسامة عبد المجيد (رئيس دائرة البحوث والتطوير في وزارة التعليم العالي العراقية في تصريح نشرته صحيفة (السبيل) الأردنية الأسبوعية الصادرة قبل أيام:"إن 15500 عالماً وباحثاً وأستاذاً جامعياً عراقياً فصلوا من عملهم في إطار الحملة الإسرائيلية". <BR><BR>ومن جهة أخرى اتهم (الأمين العام للرابطة الوطنية لأكاديمي ومثقفي العراق) هاني إلياس "الموساد" الإسرائيلي بالوقوف وراء اغتيالات العلماء والمثقفين العراقيين. <BR><BR>وقال: إن معظم الضحايا لم يكونوا محسوبين على النظام العراقي السابق مما يجعل أسباب تصفيتهم ترتبط بمخطط يهدف إلى تحطيم مؤسسات العراق الوليدة مشيراً إلى أن "القتلى هم من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والقضاة والمحامين، وهو ما يعزز القناعة بأن الهدف من وراء الاغتيال هو قتل الخلايا النوعية في جسد المجتمع العراقي لمنعه من النمو والتطور". <BR><BR><font color="#0000FF"> الموساد هو المسؤول: </font><BR>وتتحدث الأوساط الجامعية والعلمية العراقية عن فريق اغتيالات مرتبط بجهاز الاستخبارات الخارجي الإسرائيلي "الموساد"، وقد حمل هذا الفريق اسم "الجيش الجمهوري السري، وقال: إن معظم العلماء والمثقفين وأساتذة الجامعات الذين تم اغتيالهم تمت تصفيتهم في إطار يخرج عن الانتقام الثأري أو تصفية الحسابات. <BR>وقد أجملت سلطات التحالف عدد الذين تمت تصفيتهم في العراق عن طريق الاغتيالات منذ مطلع أيار الماضي بـ1000 مواطن عراقي غالبيتهم من النخبة، فيما قال مسؤول عراقي آخر رفض الكشف عن هويته: " إن سياسة فصل العلماء العراقيين من وظائفهم وضعت في تل أبيب بهدف الاقتصاص من منفذي برامج العراق العلمية". <BR>وأكدت أوساط عراقية مطلعة في بغداد أن الموساد الإسرائيلي طلب من المخابرات الأمريكية ترك ملف العلماء العراقيين برمته إلى عملاء الموساد في العراق، مشيرين إلى أن الموساد يريد تهجير هؤلاء العلماء أو اغتيالهم إذا رفضوا التعامل معه. <BR><BR>وكشف (الناطق باسم قوات التحالف) الجنرال مارك كيميت أن حملة واسعة من الاغتيالات استهدفت من وصفهم بـ"ذوي الياقات البيضاء" من الطبقة المتعلمة، وقد نفذتها أيد مجهولة. <BR><BR><font color="#0000FF"> صدمة حقيقية: </font><BR>وأوضح الأستاذ أحمد الراوي (مدير مركز البحوث العربية) الذي قتل أحد أساتذته البارزين في 19 كانون الثاني/يناير "منذ ثمانية أشهر فقدت هذه الجامعة العديد من الأساتذة. وأطلقت على عبد اللطيف المياحي 30 رصاصة حينما كان بصدد مغادرة منزله. <BR> وأضاف الراوي : كان المياحي يحظى بسمعة كبيرة ومحبوباً من طلبته، وكان عضواً في حزب البعث بيد أنه انسحب منذ أكثر من 15 سنة، وجاء مقتله بعد يوم واحد من ظهوره على شاشة إحدى الفضائيات العربية.<BR> وتابع الراوي : إنها صدمة حقيقية ولا نملك أي خيط يدل على الفاعلين، ومهما يكن من أمر فإن الاتهامات والإشاعات خلقت أجواء متوترة في الحرم الجامعي، <BR>وشهدت جامعة المستنصرية مثل باقي جامعات العراق إثر الإطاحة بنظام صدام حسين عملية تطهير، وتم استبعاد كبار المسؤولين البعثيين، كما تم التنديد رسمياً بممارسات النظام السابقة، إلا أن الأساتذة فيها يجمعون على أن هذه الاغتيالات ليست من فعل العراقيين، وإنما هي جرائم تقف خلفها أجهزة المخابرات الإسرائيلية " الموساد " الذين ينتشرون اليوم في العراق بصورة مكثفة غير مسبوقة،وتحت عشرات الأسماء والعناوين. <BR>الدكتور/ خالد السحار (نائب عميد الكلية العلمية)، قال : "نعيش وقتاً بالغ الاضطراب يعكس الفوضى التي غرقت فيها البلاد. يفترض أن تظل الجامعة بمنأى عن التوتر السياسي والديني غير أن الوضع ليس كذلك للأسف". <BR><BR><font color="#0000FF"> تصفية حسابات: </font><BR>ويضيف نائب العميد الذي يصف نفسه بأنه "مستقل نجح في تفادي كافة العثرات في العهد السابق" أن "الوضع تقريباً تحت السيطرة بيد أن التوتر لا يزال قائماً. لدينا هنا كل التيارات: أنصار الولايات المتحدة والمتعاطفون مع النظام السابق، والذين ينتظرون جلاء الوضع، وأضاف أن المشاحنات السياسية أو الدينية يمكن أن تستخدم ذريعة لتصفية حسابات شخصية. <BR><BR>وقال محمد الجوران (رئيس نقابة الطلبة المستقلين) التي أنشئت بعد الإطاحة بنظام صدام حسين: "إن عمليات القتل هذه تعد مواضيع حساسة"، وأشار إلى أول أستاذ قتل أمام الجامعة في 10 أيار/مايو، وقال: "كان معروفاً بقناعاته البعثية وبقسوته الشديدة مع الطلاب" في حين نفت أرملته أن يكون متورطاً في قضايا سياسية أو عشائرية". <BR><BR>ويقول أستاذ طلب عدم كشف هويته ،أكد أنه تلقى مؤخراً ظرف تهديد يحتوي على رصاصة الحياة لا تساوي الشيء الكثير حالياً في العراق، وأحمل هذه التهديدات على محمل الجدية الكاملة وأنا واثق أن إسرائيل وعملاء الموساد هم الذين يقفون وراء ذلك. <BR><BR><font color="#0000FF"> مجرد أقاويل: </font><BR>ومن جهة أخرى وصف (وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي) رشاد مندان عمر ما تردد عن هجرة العلماء والأكاديميين العراقيين إلى الخارج بأنها مجرد أقاويل. <BR>وأشار في تصريح له نشر مؤخراً إلى أن وزارته" ترعي العلماء وتعطي لهم الأهمية وتوفر الجو الديمقراطي للحوار معهم ؛لأنهم ثروة البلد الوطنية، مؤكداً أن العلماء العراقيين متفائلون بمستقبل العراق، ويبحثون عن فرصة ليساهموا في بناء العراق الجديد. <BR><BR>وطالبت الشبكة العراقية لثقافة حقوق الإنسان والتنمية بملاحقة قتلة الأكاديميين والعلماء العراقيين وتقديمهم إلى العدالة. <BR>وقد أحدث اغتيال المياح هزة عنيفة في الوسط الجامعي، حيث اعترف الكثير من الأكاديميين في تصريحات صحفية أنهم باتوا يشعرون بأنهم جميعاً مستهدفون وأنهم سيفكرون من الآن فصاعداً ألف مرة قبل أن يعلنوا عبر وسائل الإعلام عن وجهات نظرهم الصريحة إزاء مستقبل الوضع السياسي في العراق.. <BR><br>