المدن الفلسطينية تنتفض ضد الجدار العازل
3 محرم 1425

شهدت مدن قطاع غزة ظهر اليوم الاثنين مظاهرات شعبية، شارك فيها الأطفال والشباب والشيوخ، إلى جانب الشخصيات الوطنية والإسلامية، والتي كان على رأسها الشيخ أحمد ياسين (زعيم حركة حماس).<BR><BR>وتأتي التظاهرات الحاشدة متزامنة مع انعقاد أولى جلسات محكمة العدل الدولية في (لاهاي) للنظر في شرعية الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل على أراضي المواطنين الفلسطينيين بالضفة الغربية.<BR><BR>ففي مدينة غزة انطلقت مسيرات حاشدة من مختلف أنحاء المدينة، والتقت في مقر المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث ردد المتظاهرون الشعارات و الهتافات المنددة باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والرافضة لإقامة الجدار العازل.<BR>وقد توقف الفلسطينيون عن العمل كما توقفت حركة المرور الساعة الثانية عشر بالتوقيت المحلي لمدة خمس دقائق تقريباً، بينما أغلقت المؤسسات العامة والمدارس أبوابها بقية ساعات النهار لتسمح للفلسطينيين بالمشاركة في المظاهرات .<BR><BR>وقد أدان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطاب ألقاه بهذه المناسبة الجدار العنصري، ووصفه بأنه محاولة من جانب الدولة اليهودية لمنع الفلسطينيين من إقامة دولة ذات مقومات.<BR><BR><font color="#0000FF"> سنسقط الجدار: </font><BR>وفي تصريح خاص لمراسلنا قال الشيخ أحمد ياسين (الزعيم المؤسس لحركة المقاومة الإسلامية حماس): " محكمة لاهاي إذا التزمت القانون ستصدر قراراً ببطلان هذا الجدار"، مضيفاً "شعبنا شعب حر، و شعب صابر ومجاهد، ولذلك مشاركته في التظاهرة تعبر عن المعاناة التي يعانيها من الاحتلال، و_إن شاء الله_ يكتب له النصر ضد هذا العدو".<BR>وتابع يقول: " حماس ستستمر في المقاومة والجهاد والاستشهاد حتى يزول الاحتلال و يسقط الاستيطان ويسقط الجدار _إن شاء الله_ ".<BR><BR>كما دعا إسماعيل هنية (القيادي في حركة حماس) محكمة لاهاي إلي إصدار قرار يتلاءم مع طبيعة الأعراف والشرائع السماوية والقوانين الأرضية، مؤكداً أن " الاحتلال يجب أن يحاكم، وكل ما نتج عن هذا الاحتلال يجب أن يكون في دائرة الاتهام وفي دائرة المحاكم".<BR>وتابع هنية يقول لمراسلنا: " إن ما يجري اليوم في لاهاي ليس فقط حديث عن جدار، فشعب فلسطين يرى أن هناك محاكمة للاحتلال الإسرائيلي، و يجب أن تصدر محكمة لاهاي قراراً يتلاءم مع طبائع الأشياء؛ لأن هذا الجدار مرفوض و الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين أيضاً مرفوض".<BR><BR><font color="#0000FF"> العالم انحاز لشعبنا: </font><BR>تعددت أشكال التعبير عن رفض الجدار خلال التظاهرة، حيث عرض عناصر لجان المقاومة الشعبية مجسماً خشبياً للجدار العازل، محاطاً بالأوراق المزينة بالعبارات المشيرة للدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي، حيث قام المشاركون في التظاهرة بتحطيمه أمام وسائل الإعلام.<BR>و تعانقت الأعلام والرايات الفلسطينية مجسدة الوحدة في وجه العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، كما رفعت اليافطات المنددة بإقامة الجدار الفاصل على الأراضي الفلسطينية. <BR>و توجه المشاركون في التظاهرة صوب مقر هيئة الأمم المتحدة بمدينة غزة، يتقدمهم قادة العمل الوطني والإسلامي الذين اصطفوا صفاً واحداً، تعبيراً عن الوحدة في وجه العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.<BR><BR>و أمام مقر هيئة الأمم ألقى إبراهيم أبو النجا (النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي) كلمة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية، و قال مخاطباً الجماهير: " أعلامكم تتعانق من أجل قضيتكم، تتعانق أعلامكم وراياتكم ووحدتكم الوطنية ".<BR><BR>وأضاف "ها هو العالم اليوم انحاز إليكم (...) انحاز لعدالة قضيتكم، العالم اليوم يقف معكم، فأنتم اليوم لن تكونوا ضعفاء، أنتم اليوم أقوياء، وستنصرون بفضل دماء شهدائكم، و بفضل توحدكم ".<BR>و أكمل أبو النجا " ها أنتم بإصراركم أجبرتم العالم أن يقتنع بعدالة قضيتكم، رغم كل المحاولات التي سعت لمنع انعقاد المحكمة " ، مشدداً على " المحكمة اليوم ستسمع صوتكم، وستسمع صوت مؤيديكم، وصوت محبي السلام، وستسمع صوت شهدائكم، وجرحاكم ، وستسمع صوت أسراكم ".<BR><BR><font color="#0000FF"> معازل: </font><BR>من جهته شدد الدكتور محمد الهندي (أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي) على رفض الشعب الفلسطيني للجدار العازل، و قال في تصريح خاص لمراسلنا: " اليوم يخرج الشعب الفلسطيني في كافة المدن والقرى الفلسطينية، وبكافة التوجهات من أجل أن يتظاهر ضد بناء الجدار العنصري الذي يلتهم الأرض الفلسطينية، ويحولها إلى معازل حقيقية ".<BR>واتهم الهندي إسرائيل بالسعي إلي رسم حدود سياسية عبر التمسك بإقامة الجدار العازل، مضيفاً " الجدار يأتي من أجل رسم حدود سياسة للكيان الصهيوني، وعزل المناطق الفلسطينية في معازل حقيقية، فاليوم شارون يحاول بقوة السلام وبقوة الإرهاب أن يفرض وقائع على الأرض ".<BR><BR>و قال القيادي في حركة الجهاد: " بالنسبة لمحكمة لاهاي ليس لها أي قيمة، ونحن نعول أساساً على تكاتف شعبنا، إضافة إلى الوسيلة الإعلامية التي تؤكد ذلك، وتكشف مؤامرة الاحتلال " ، موضحاً أن " فائدة محكمة لاهاي كونها وسيلة إعلامية لإبراز الحق الفلسطيني ".<BR><BR><font color="#0000FF"> مصيره كسور برلين: </font><BR>و رأى صالح زيدان (عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية)، في التظاهرات العارمة " ساحة مواجهة ضد الجدار " ، وقال لمراسلنا " ننتظر من محكمة العدل الدولية إدانة إسرائيل على بناء الجدار العنصري على أرض الضفة ".<BR>و أضاف " ينبغي أن نشدد الضغوط من أجل أن تصدر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي قرارات بفرض عقوبات على إسرائيل، وأن تكون هذه خطوة على طريق تدمير هذا الجدار ونيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه الوطنية ".<BR><BR>و تابع زيدان " يبقى التعويل على نضال الشعب الفلسطيني بكافة أشكاله، فمعركة الجدار مهما طالت فستنتهي بإزالته وانهياره، كما حدث في سور برلين الذي قسم ألمانيا النازية قسمين، والذي انهار عام 1991 م عندما توحدت ألمانيا ".<BR><BR><font color="#0000FF"> مظاهرات رفح: </font><BR>وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، نظمت القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية، مسيرة جماهيرية حاشدة، للتنديد بالجدار العنصري، حيث جابت المسيرة الحاشدة شوارع رفح، بعدما انطلقت من ميدان العودة.<BR><BR>وشارك في المسيرة كافة أطياف أبناء الشعب الفلسطيني في رفح، رافعين اللافتات الداعية إلى تدمير الجدار العنصري واجتثاثه من جذوره، والتي كتب عليها "من أجل أطفالنا..أوقفوا جدار الموت"، " لنوقف السرطان جدار الفصل العنصري"، وردد المشاركون الشعارات المناوئة للجدار، مثل: " شعبي واصل النضال.. شعبي دمر الجدار".<BR><BR>وأكد متحدثون على عدم شرعية الجدار الفاصل، حيث قال زياد المصري في كلمة الفعاليات الشعبية في رفح: " إن هذه الحملة ستكون موجهة لمحكمة العدل الدولية للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني يرفض الجدار وكافة الإجراءات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والتي تستهدف تدمير حياته وعزله في (جليتوهات) معزولة تفصله عن أرضه وتمزقه وتشتت شمله.<BR><BR>من ناحيتها بعثت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى المسيرة ببرقية عاجلة تؤكد فيها على عدم شرعية الجدار الفاصل، وجاء فيها:" أن الجدار العنصري الفاصل لن يثنيننا عن مواصلة جهادنا الحتمي حتى زوال الاحتلال، وستعمل حماس وجناحها العسكري كتائب القسام على استمرار عملياتها النوعية داخل الكيان الصهيوني "،مشددة في الوقت ذاته على أن الجدار العنصري ما هو إلا ورم خبيث في جسد الأرض الفلسطينية يجب اجتثاثه من جذوره.<BR>وفي نهاية المسيرة أحرق مجموعة من الملثمين الأعلام الصهيونية ودمروا مجسماً على شكل الجدار الفاصل.<BR><BR><font color="#0000FF"> في خان يونس: </font><BR>كما شهدت محافظة خان يونس عدة فعاليات مختلفة، للتنديد بالجدار الفاصل، و قد شملت هذه الفعاليات مسيرات جابت شوارع المدينة، و مهرجانات خطابية.<BR> وقد رفع المشاركون في المسيرات الشعارات المنددة بالجدار، و الداعية لإزالته عن الأراضي الفلسطينية.<BR><BR>وأكد حسنى زعرب (محافظ خان يونس) في كلمة ألقاها أن الجدار الفاصل هو جزء من سلسلة طويلة في الاستيطان الصهيوني الهادف لابتلاع أكبر كمية ممكنة من الأرض الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا الجدار لا يمكن أن يحقق أي نوع من الأمن طالما بقي الاحتلال جاثماً على الأرض الفلسطينية".<BR>وشهدت المسيرة حرق الأعلام الإسرائيلية و مجسمات للجدار الفاصل، كما تم تعليق العمل في المؤسسات المجتمعية منذ الصباح الباكر.<BR><br>