مستوطنات قطاع غزة.. بؤرة الموت
12 ذو الحجه 1424

<font color=”#0000FF”><span dir=”RTL” style=”font-size: 14.0pt; font-family: Monotype Koufi”><span lang=”AR-SA” > بؤرة الموت!!</span></span></font><BR>لا يختلف اثنان علي أن المستوطنات قد نجحت في تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يطاق، و هذا يتضح من عدد الشهداء الذين قضوا علي يد المستوطنين أو على مشارف المستوطنات أو من خلال القصف اليومي التي تتعرض له المناطق السكنية الفلسطينية من قبل المستوطنات التي تحيط بالفلسطينيين ومناطقهم السكنية إحاطة السوار بالمعصم ، و مواقعها التي تتحكم بتحركات الفلسطينيين ، حيث تستولي المستوطنات على كافة مفترقات الطرق المهمة في الضفة و غزة.<BR>إلا أن المقاومة الفلسطينية -فيما يبدو-استطاعت أن تقلب المعادلة، و تحول حياة المستوطنين أنفسهم إلى جحيم، و تحول مستوطناتهم إلى عبء ثقيل على كاهل الدولة العبرية ، و هذا ما ترجمه رئيس الوزراء الاسرائيلي (ارئيل شارون) على أرض الواقع حينما أعلن عن نيته إخلاء مستوطنات قطاع غزة .<BR>و تستولي مستوطنات القطاع على ما مساحته 40 ألف دونم، وهو ما نسبته 11 % من أراضي القطاع البالغ مساحتها 365 كم2 ، و بحسبة بسيطة يتبين أن المستوطن المقيم في القطاع يمتلك 21 دونماً (الدونم ألف متر مربع )، أما الفلسطيني فلا يمتلك إلا ثلث دونم فقط. <BR><BR>و تتعرض المستوطنات المقامة في قطاع غزة إلى غارات شبه يومية من قبل رجال المقاومة الفلسطينية، وذلك بقذائف الهاون و صواريخ القسام، و كذلك تتعرض إلى محاولات متواصلة لاقتحامها من قبل بعض خلايا المقاومة.<BR>و لم يتم اختيار المستوطنات في القطاع بصورة عشوائية، ولكن بعد مسح شامل و معاينة للمكان المطلوب، ومن ثم الاستيلاء عليه و تحويله لمستوطنة ، فجميعها قريبة من تجمعات الفلسطينيين و تتحكم في مفترقات الطرق الرئيسة، وتحتكر أجود الأراضي الزراعية ، و تحتها مخزون هائل من المياه العذبة ، الشحيحة بالقطاع .<BR><BR>و يبلغ عدد مستوطنات القطاع سبعة عشر مستوطنة أنشئت أولها في العام 1968م، وهي مستوطنة (إيرز) ،و آخرها في العام 1993م، وهما مستوطنتا (أيلي سيناي) و (ونفي ديكاليم) ، و يمكن تقسيم مستوطنات القطاع إلى ثلاثة أقسام، وهي: مستوطنات الشمال ، و الوسط ، و الجنوب .<BR><BR>و كان شارون قد صرح الثلاثاء 3-2-2004م أنه ينوى القيام بعملية إخلاء لـ 17 مستوطنة إسرائيلية من أصل 21 مستوطنة مقامة على أراضي قطاع غزة، ويقطنها 7500 مستوطن إسرائيلي، يعملون بمختلف المجالات الزراعية والصناعية".<BR><BR><font color=”#0000FF”>مستوطنات الشمال</font><BR>تعد منطقة (ايرز) الصناعية أول مستوطنة أقيمت في القطاع في العام 1968م بعد احتلال القطاع بعام واحد، وهي مستوطنة من نوع خاص، وتبلغ مساحتها 100 دونم، و تلعب دوراً هاماً في التحكم و العبور إلى داخل الخط الأخضر ، و تأتي ثانياً مستوطنة (نيسانيت)، و تقع شمال شرق بيت لاهيا، ومساحتها 1610 دونم ، و ثالثها مستوطنة (إيلي سيناي)، وتقع على شاطئ البحر مباشرة، و مساحتها 291 دونماً ، و رابعها (دوغيت)، ومساحتها250 دونماً .<BR> و جميع هذه المستوطنات مقامة على أراضي بلدة بيت لاهيا، و تعد أراضيها من أجود أراضي القطاع ، كما أنها تتحكم بمخزون ضخم من المياه العذبة، و لها وظائف هجومية تؤهلها للسيطرة و الدفاع و حماية الحدود الشمالية، كما أنها تعد قواعد عسكرية بما تحتويه من أسلحة و عتاد ، و جهزت للسيطرة على التجمعات الفلسطينية المجاورة لها، وهي (بيت حانون)، و(بيت لاهيا)، و (جباليا)، و (النزلة)، و (حي الشيخ رضوان بغزة) .<BR><BR>و تحولت حياة سكان المناطق المجاورة لهذه المستوطنات إلى مأساة حقيقية منذ بداية الانتفاضة، حيث تتعرض للقصف شبه اليومي بالرشاشات الثقيلة على منازلهم، و الذي أدى إلى سقوط شهداء و جرحى و إلحاق خسائر جمة بالممتلكات ، كما يحدث في القرية البدوية المحاذية لها .<BR><BR><font color=”#0000FF”>مستوطنات الوسط</font><BR>و تمثلها مستوطنتي (نيتساريم) و (كفار داروم) ، و تقع الأولى جنوب غرب مدينة غزة على مساحة 2200 دونماً، و مهمتها السيطرة على جنوب و غرب المدينة، و كذلك على المعسكرات الوسطي كـ(النصيرات) و (البريج) و (المغازي) ، كما تسيطر على مفرق الطرق الرئيس الرابط شمال القطاع بجنوبه، والذي يطلق عليها الفلسطينيون اسم مفرق الشهداء ؛ نظراً لكثرة عدد الشهداء الذين سقطوا فيه ، و كان من بينهم الشهيد الطفل محمد الدرة.<BR>و المستوطنة الثانية هي مستوطنة (كفار داروم) المقامة علي أراضي مدينة (دير البلح)، ومساحتها 265 دونماً، و تتحكم بمدخل مدينتي (دير البلح) و (خان يونس) تطل كذلك على قرية (وادي السلقا) ، و قد ذاقت أيضاً التجمعات الفلسطينية القريبة من هذه المستوطنة الويلات منذ بدء الانتفاضة، حيث تتعرض للقصف شبه اليومي من قبلها ، و إلى التوغل و مداهمة المنازل و تجريف الأراضي و اقتلاع الأشجار، كما يحدث في قرية (وادي السلقا) ، و منطقة (أبو العجين).<BR><BR><font color=”#0000FF”>مستوطنات الجنوب</font><BR>و يبلغ عددها إحدى عشرة مستوطنة، وهي : (نتصير حزاني) 2038 دونماً، و(غوش قطيف) 1993 دونماً ، و (جني تال) 2450 دونماً ، و (نفي ديكاليم) 1171 دونماً ، و (جان اور) 1692 دونماً، و جميعها مقامة على أراضي مدينة (خان يونس) و (بدولح) 1456 دونماً، و( بني عتصمونة) 882 دونماً ، و (بات سدي) 100 دونم ، و (رفيح يام) 574 دونماً ، و(موراج) 1400 دونماً، و تقع على أراضي مدينة رفح.<BR>و تعد هذه المستوطنات سلسلة متشابكة تبدأ من مستوطنة (نتصير حزاني) شمالاً، و حتى الحدود المصرية جنوباً، و أخطرها مستوطنة (نبفي ديكاليم) الواقعة على مفترق طرق رئيس، و يحدها شرقاً مخيم (خان يونس)، وغرباً منطقة (المواصي) و شاطئ (خان يونس).<BR><BR>و مع انطلاقة انتفاضة الأقصي قبل نحو 17 شهراً قامت هذه المستوطنات بدور كبير في قمع و اضطهاد الفلسطينيين، حيث تتعرض التجمعات القريبة منها لعمليات قصف شبه يومي يطال منازل المواطنين، خصوصاً في مناطق (خان يونس) وأحيائها (النمساوي الغربي)، و(الربوات الغربية)، و(العرايشة)، و(مخيم خان يونس)، ومدينة رفح وأحياؤها المحاذية للمستوطنات، مثل: (البرازيل)، و (مخيم رفح)، و (بلوك o)، والشريط الحدودي .<BR><BR><font color=”#0000FF”>عبء كبير</font><BR>و تتيح مواقع المستوطنات للجيش الإسرائيلي إمكانية التنغيص على سكان القطاع ، مثلما يحدث بعد كل عملية فدائية من إغلاق للطرق الرئيسة بالقطاع و تحويله إلى ثلاثة أجزاء معزولة عن بعضها، إضافة إلى عمليات القصف، و تجريف الأراضي، و اقتلاع الأشجار التي يتبعها الجيش الإسرائيلي.<BR><BR>ورغم كافة ألوان البطش و القمع التي يتعرض لها الفلسطينيون من المستوطنات و ساكنيها، سواء كانوا مستوطنين أو جنوداً إلا أن أعمال المقاومة الفلسطينية تزداد يوماً بعد يوم ، و عمليات اقتحام المستوطنات مستمرة ، و إطلاق قذائف الهاون عليها يتواصل ، وهو ما حول المستوطنات منذ بداية انتفاضة الأقصى إلى ثكنات عسكرية أكثر منها تجمعات سكنية ، فغالبية سكانها فروا منها نظراً لانعدام الأمن فيها ، وبدأنا نسمع أصواتاً من داخل الإسرائيليين تنادي بضرورة إخلاء المستوطنات فوراً ، نظراً لتحولها إلى عبء أمني و اقتصادي كبير على كاهل الدولة العبرية.<BR><br>