المنطلقات الأصولية للحملة الأمريكية1
1 ربيع الأول 1424

غير خاف على المتابعين أن لأمريكا جملة أهداف استراتيجية سياسية واقتصادية، في منطقة الشرق الأوسط، وهذه الأهداف كل منها كفيل بزجها في مثل حرب العراق الجارية، بل إذا سارت الأمور وفقاً لخطتها فستجرها إلى حروب أخرى في المنطقة.<BR>ولكن من أعظم الأهداف الاستراتيجية الآيديولوجية للولايات المتحدة، هو توطيد أركان دولة بني صهيون، وهذا الهدف مع كونه الهدف الرئيس، يغفل عنه أو عن أبعاده بعض المحللين، مع أن الوقائع التي تؤكده تزداد مع مضي الأيام.<BR>ولو أن قائلاً قال قبيل حرب الخليج الثانية، أن الولايات المتحدة تشكل خطراً على المنطقة، وأنها ربما هددت سوريا ولبنان، لعد قوله هذا مجازفة وبعداً عن الواقعية، وتضخيماً لدور اللوبي الصهيوني! أما الآن فقد غدا البعيد قريباً.<BR>وقد بدأ يتكشف ذلك إبان انتهاء أبرز الأهداف التكتيكية للإدارة الأمريكية ألا وهو انهيار الاتحاد السوفيتي، ولعل من أبرز معالم انتهاء تلك المرحلة تصريحات المسؤولين بشأن (الخطر الجديد)، وتلك التصريحات لم تكن جوفاء بل صحبتها تغيرات في بعض المنظمات كحلف شمال الأطلسي الذي تغير دوره المعلن بانتهاء (الاتحاد السوفيتي) والذي أنشأ الحلف من أجل درء أخطاره.<BR>ثم تتالى الأحداث مثبتة أن للولايات المتحدة هدفاً استراتيجياً أصولياً في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.<BR>هذا الهدف الأصولي (توطيد دعائم دولة إسرائيل) نظراً لحساسيته عند المسلمين، بل وعند كثيرين من غيرهم ممن يمقتون التمييز ويحبون العدل، كان لابد أن يصحب التحركات التكتيكية تجاهه غطاء إعلامي كاف يعمي على الرأي العالمي ولايتعارض مع الهدف الاستراتيجي، ومن هنا ظهرت مصطلحات مثل: (حرب الإرهاب) (الضربات الوقائية) (تدمير أسلحة الدمار الشامل) (التحرير من الأنظمة المستبدة)، وقد يرى الناس شعارات أخرى في السنوات المقبلة تبرر للعالم الحروب المصطنعة ولا يشق حينها على العرب ربطها بقيام دولة (إسرائيل الكبرى).<BR><BR>ولكن على الرغم من هذا الغطاء الإعلامي فقد بدأ يظهر للمتابعين بجلاء ووضوح أن توطيد دعائم دولة بني صهيون، وتمهيد الطريق لها من أجل إتمام إنشائها، والقضاء على كل قوة من الممكن أن تقف في وجهها أو تتصدى لها إذا حاولت توسيع دولتها التي خطط لها، هو الهدف البعيد الذي تصبو إليه الولايات المتحدة، وهي تعي أن ذلك لن يتم بين عشية أو ضحاها أو بغزو العراق وحدها.<BR><BR>ومما يساعد على إدراك هذه الحقيقة معرفة الديانات والعقائد التي يعتنقها الأمريكان وأثرها في صنع (بعض) القرارات السياسية المتعلقة بالشرق الأوسط -كما يقولون- بالإضافة لتصور التنظيمات والمنظمات المؤثرة الفاعلة في تلك المجتمعات، وفي هذه الدراسة محاولة لإلقاء بعض الأضواء، ونصب بعض علامات التوجيه والإرشاد.<BR><center><font color="#0000FF" size="4">نفوذ يهود أمريكا: </font></center><BR>اليهود يمثلون قوة ضاغطة ولاسيما في الإدارات الأخيرة ولعلك تعجب إذا علمت أن تعدادهم في إدارة كلينتون الماضية يفوق الأربعين ، كما أنهم كثر في الإدارة الحالية (بضع وأربعين) وبعضهم يفوق الليكوديين تطرفاً،كما أنهم يتبوؤن مناصب سياسية قيادية هامة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:<BR>1- أيليوت ابرامز (Elliott Abrams): مسؤول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي.<BR>2- بول وولفوفيتر (Paul Dundes Wolfowitz): نائب وزير الدفاع.<BR>3- ريتشارد بيرل (Richard Perle): رئيس مجلس سياسات الدفاع، الجدير بالذكر أن هذا الرجل أعد تقريراً يحض فيه على ضرب سوريا بعد العراق .<BR>4- دوغلاس فايث (Douglas Feith): الرجل الثالث في وزارة الدفاع.<BR>5- آري فليشر (Ari Fleischer): الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض أو الرئيس بوش.<BR>6- جوش بالتن (Josh Bolten): المدير والنائب السياسي الأول عن الرئيس.<BR>7- ديفيد فروم (David Frum): كاتب الخطابات ومتولي صياغتها، وقد استقال مؤخراً وأصدر كتاب الرجل الأنسب عن الرئيس The Write man، ويرى بعض الكتاب أن مذكراته فترة عمله ظهر منها أنه قرر التوجهات السياسية للخارجية الأمريكية أكثر مما فعل أركان الإدارة الأمريكية في الخارجية والدفاع ومجلس الأمن الوطني!<BR>8- دانيال كارتزر (Daniel Kurtzer): سفير إسرائيل في الحكومة الأمريكية!<BR>وغير هؤلاء، والكلام عن أدوراهم التي يقومون بها، يحتاج إلى تقرير مستقل .<BR>ويتعزز الأثر السياسي لليهود بالأثر الاقتصادي والإعلامي، يقول الكاتب اليهودي وأستاذ العلوم السياسية (بنيامين جنزبرج): "توصل اليهود منذ الستينات إلى امتلاك واستخدام النفوذ القوي بنواحي الحياة الأمريكية الاقتصادية والثقافية والفكرية والسياسية، ولعب اليهود دوراً مركزيا في الشئون المالية الأمريكية خلال الثمانينيات وكانوا من بين المنتفعين الرئيسيين من عمليات اندماج وإعادة تنظيم الشركات الكبرى. أما اليوم فرغم أن اليهود يصل عددهم بالكاد إلى حـوالي 2% من تعداد السكان إلا أن قرابة نصف بليونيرات هذه الأمة من اليهود. ومن اليهود أيضا المديرون التنفيذيون لأكبر ثلاث شبكات تلفازية وأربعة من أكبر استوديوهات السينما وأكبر دار لإصدار الصحف وجريدة النيويورك تايمز أكبر الجرائد وأعظمها أثرا .. ودور اليهود ملحوظ أيضا في الحياة السياسية الأمريكية .. " <BR>ثم يقول مارك وبر: "يشكل اليهود 3% فقط من تعداد السكان [بالولايات المتحدة] ويشكلون 11% ممن تطلق عليهم هذه الدراسة تسمية الصفوة ولكنهم يشكلون ما يزيد عن 25% من صفوة الصحافة والنشر وأكثر من 17% من رؤساء المنظمات التطوعية والعامة الهامة وأكثر من 15% من المناصب الرسمية الهامة.<BR>وقد أورد ستيفن شتاينلايت Steinlight Stephen المدير السابق للشئون القومية باللجنة اليهودية الأمريكية أن لليهود قوة سياسية لا تتناسب مع عددهم .. وهي أعظم من قوة أي مجموعة عرقية أو ثقافية في أمريكا، ويمضي ليشرح أن النفوذ الاقتصادي لليهود وقوتهم يتركزان بصورة غير متناسبة في هوليوود والتلفاز وفي مجال الأخبار.<BR>وقد أشار إلى ذلك اثنان من الكتاب اليهود المعروفين هما (سيمور ليبست) Seymour Martin Lipset و(إيرل راب) Earl Raab بكتابهما (اليهود والحال الأمريكي الجديد) المنشور عام 1995 حيث يقولان: شكل اليهود خلال العقود الثلاثة الماضية 50% من أفضل 200 مثقف [بالولايات المتحدة] .. 20% من أساتذة الجامعات الرئيسية .. 40% من الشركاء بالمكاتب القانونية الكبرى بنيويورك و واشنطن .. 59% من الكتاب والمنتجين للخمسين فيلما سينمائيا التي حققت أكبر إيراد مابين عامي 1965 - 1982 وأيضا 58% من المديرين والكتاب والمنتجين لاثنين أو أكثر من المسلسلات بوقت الذروة التلفازي.<BR>وفي جريدة (جيروسالم بوست) اليومية الإسرائيلية: علق القادة اليهود والرسميون الأمريكيون بأن نفوذ اليهود الأمريكيين بواشنطن لا يتناسب وحجم مجتمعهم، وكذلك الحال مع المبالغ التي يسهمون بها في الحملات الانتخابية.<BR>ويقدر أحد الأعضاء البارزين لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية أن اليهود قد أسهموا بحوالي 50% من أموال الحملة الانتخابية لإعادة انتخاب الرئيس الأمريكي بل كلنتون عام 1996" .<BR>إذاً بهذا النفوذ الاقتصادي والإعلامي والفكري استطاع اليهود -على الرغم من نسبتهم الضئيلة- الوصول إلى سدة الحكم وإدارة دفة السياسة الأمريكية والكثير من المرافق الهامة.<BR><BR>وإذا نظرت إلى أهم المناصب الاقتصادية في فترة كلنتون الأخيرة وبدايات فترة بوش بل حتى الآن يلفت انتباهك اعتلاء اليهود أو أتباعهم من الإنجيليين لجميع المناصب الاقتصادية ولعل من أبرزها: منصب رئيس مجلس إدارة البنك المركزي الأمريكي ورئيس منصب الاحتياطي الاتحادي، والذين شغلهما (آلان جرينسبان) الذي لم يتغير في كل من الإدارتين الجمهورية والديمقراطية.<BR>وغيره من رؤساء مؤسسات الدولة الاقتصادية بل من رؤساء الوزارات التي مرت على الحكومة الأمريكية، بل حتى في مؤسسات القطاع الخاص العظمى تجد أن نسبة المؤسسات المملوكة لليهود نسبة معتبرة، فإذا نظرت لسوق برمجيات الحاسب الآلي مثلاً، وجدت أن أشهر شركتين هما مايكروسوفت وأوراكل يهوديتين، وبالأخص المتعصبة الأخيرة!<BR><BR><font color="#0000FF"> نفوذهم في الإعلام: </font><BR>والحال في المجال الإعلامي كالحال في الاقتصادي والسياسي:<BR>• شركة CNN الإخبارية التي تملكها شركة Time Warner يرأسها (جيرالد ليفين) اليهودي. وقد تم دمجها في عام ألفين مع شركة (أمريكان أون لاين) لتتربع بذلك على عرش خدمات الإنترنت، كما تربع اليهودي الآخر(بل قتس) على عرش البرمجيات. وبموجب هذه الصفقة أصبح رئيس شركة تايم وورنر كبير المديرين التنفيذيين لشركة أميركا أون لاين. وبذلك يكون أمام اليهود الذين كانوا يسيطرون على شركة (تايم وورنر) فرصة السيطرة على سوق خدمات "الإنترنت" حيث تعتبر شركة (أميركا أون لاين) أكبر مجهز لخدمة الإنترنت في الولايات المتحدة، بل في أميركا الشمالية عموماً.<BR>• شركة ABC جزء من شركة Eisner’s Disney Company كل مدراء الإنتاج فيها يهود ومنهم (بوب ريتشبلوم)، (فيكتور س نيوفلد)، (ريك كابن).<BR>• شركة CBS الإخبارية جزء من شركة Westinghouse Electric Corporation، الرئيس التنفيذي لها: (إريك أوبر)، وقد اشترت شركة CBS شركة VIACOM التي يرأسها اليهودي (سومنر ريدستون).<BR>• شركة MBC الإخبارية تملكها شركة General Electric ورئيس MBC هو اليهودي (أندرو لاك).<BR>• شركة The newhouse التي تمتلك ستاً وعشرين جريدة، و ثنتي عشرة محطة تلفزة، و وسبعاً وثمانين محطة للكابلات، و وأربعاً وعشرين مجلة يملكها الأخوان اليهوديان (صمويل) و (دونالد نيوهاوس).<BR>• شركة Newyork Times التي تمتلك ثنتي عشرة مجلة، و سبعَ إذاعات ومحطات تلفزة، ومحطات للكابلات، وثلاثة دور نشر، يملكها اليهودي (آرثر أوتش).<BR>• جريدة The Washington post يملكها اليهودي (دونالد جراهام).<BR>• جريدة The Wall Street Journal مملوكة لشركة Daw Jones & Company التي يرأسها اليهودي (بيتر آر. كان)" وغيرها كثير.<BR><BR><font color="#0000FF">المنظمات اليهودية وأثرها في المجتمع الأمريكي: </font><BR>ولعل مما أعانهم على الوصول إلى سدة الحكم وملك الاقتصاد، ما أنشئوه من منظمات وتنظيمات لخدمة الأهداف الصهيونية، والتي من أبرزها منظمات الضغط السياسي.<BR><BR>وعموماً فإن المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية كثيرة جداً، لا يعرف بالتحديد عددها. وفي موضوع نشرته أسبوعية (جون افريك) الفرنسية عن اليهود في أمريكيا ذُكر أن هناك 281 منظمة يهودية، و 250 إتحاداً إقليميا.ً أما صحيفة (جيروزلم بوست) الصهيونية فقالت إن لليهود 900 جمعية يهودية في الولايات المتحدة الأمريكية.<BR>أما المنظمات اليهودية الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية فأهمها: <BR>1. اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة إيباك والتس (AIPAC)، ومن بين مهامها حشد تأييد أعضاء مجلس الكونجرس بوسائل الترغيب والترهيب، كلما عرضت مسألة تتعلق بالشرق الأوسط، وكذلك شن الحملات الإعلامية لتوجيه الرأي العام الأمريكي نحو وجهة معينة! وتعتبر هذه المنظمة أم المنظمات جميعاً وأكبرها والمسؤولة عن التنسيق ووضع برامج العمل لكل المنظمات في أمريكيا والمسؤولة عن جمع التبرعات وتقديم الدعم لإسرائيل وتعمل ليلاً ونهاراً لفتح القنوات الدولية لإسرائيل، أما بالنسبة لعملها داخل الكونجرس فهي تزود الأعضاء بالبيانات والوثائق الخاصة بالمشاريع التي تطرح عليهم، والتي تهم إسرائيل وتدعم وجهة نظرها، وتصدر نشرة دورية (Near east report) (تقرير الشرق الأدنى) تتضمن تقارير وأخبار عن الشرق الأوسط وتوزع على المسؤولين الأميركيين الذين لهم علاقة بالتصرفات السياسية الموالية لإسرائيل، كما أنها تقدم مساعدتها في كتابة الخطابات الرسمية لكثير من أعضاء الكونغرس وهي تكاد تكون كما يقول بول فندلي: "تتحكم بكل تصرفات الكابيتول هيل -مقر البيت الأبيض والكنغرس الأمريكي- بشأن السياسة الشرق أوسطية ويكاد جميع أعضاء مجلس الشيوخ والنواب يطيعون بلا استثناء أوامر هذه اللجنة لأن معظمهم يعتبر ايباك الممثلة المباشرة للكابيتول هيل وذات القدرة السياسية التي تتيح أمامهم فرص النجاح في الانتخابات أو تقضي عليها". ويصل نفوذ ايباك إلى أن رئيسها يبقى على اتصال مباشر برئيس الولايات المتحدة، حيث يحثه على دعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها وتقديم المزيد من الهبات والمعونات المادية والعسكرية والتقنية للكيان الصهيوني وكذلك تهديده باستعمال نفوذها في الكونغرس إن هو رفض التعاون معها. بل يصل تأثير ايباك على أعضاء الكونغرس أن أحداً لا يجرؤ حتى على انتقاد بسيط للسياسة الإسرائيلية ولذلك يعتبر أعضاء الكونغرس أن عضو الكنيست الإسرائيلي لديه الحرية في انتقاد سياسة الحكومة الإسرائيلية, أما عضو الكونغرس الأميركي فإنه معرض لأن يتهم بمعاداة السامية إذا هم بهذا الأمر ويقول أحد قادة الفكر اليهودي في أميركا وهو ارمينغ هاو" أن الأساليب التي يستخدمها اللوبي الصهيوني لتدمير سمعة خصومه هي أساليب فظيعة لم يعرف تاريخ الجالية اليهودية مثيلاً لها". ولذلك لم يكن من المستغرب أن يطلق (كولن باول) تهديده مؤخراً لسوريا وتحذيره من مساعدة العراق من مقر هذه المنظمة إيباك.<BR>2. مؤتمر الرؤساء: الذي يتألف من رؤساء مجموعة من المنظمات اليهودية ويعتبر نفسه ممثلاً للاجتماع اليهودي، لكن وجوده على الساحة السياسية أقل قليلاً بعد بزوغ نجم ايباك، ومع ذلك ما زالت له مكانته المرموقة في البيت الأبيض. وهذه المنظمة أساسية يتبع لها 52 منظمة يهودية قطرية، وهي المنظمة المسؤولة عن العلاقات الأمريكية الصهيونية و اليهودية. والجدير بالذكر أن هذه المنظمة يترأسها الدكتور (ناحوم غولدمان) الذي رأس مؤتمر الصهيونة العالمي لمدة ثلاثين سنة.<BR>3. مجلس الاتحاد اليهودي -لفدراليات اليهودية: منظمة تأسست عام 1932 تضم كل الاتحادات اليهودية في أمريكيا وكندا ومهمتها الأساسية هي تنسيق الأفكار و البرامج بين الاتحادات وتقديم التمويل المالي لـ 275 إتحاد يهودي في أمريكا الشمالية .<BR>4. ناكراك: منظمة قطرية من مجالس يهودية تهتم بالعلاقات بين الجاليات اليهودية وتشرف على إقامتهم وتوزيعهم، في أمريكا حسب مصالحهم الخاصة، ومن ذلك مراعاة التوزيع الفاعل المؤثر عند التصويت على الناخبين.<BR>5. الحركة الصهيونية الأمريكية: منظمة جديدة تأسست عام 1993 غايتها توحيد كل المنظمات الصهيونية الأمريكية تحت صوت واحد وتضم أكثر من عشرين منظمة صهيونية صغيرة.<BR>6. المجلس اليهودي العالمي: يمثل المنظمات المركزية في العالم وليس في الولايات المتحدة فقط ويقوم بالتنسيق بين اليهود في أكثر من 70 دولة تأسس عام 1936.<BR>7. اللجنة اليهودية الأمريكية:من المنظمات القديمة جداً في أمريكيا الشمالية تأسست عام 1906 من يهود الألمان الذين قدموا إلى أمريكيا، وتشرف على اليهود الجدد القادمين إلى أمريكا ولها مكاتب وعلاقات في دول عديدة يتواجد بها اليهود.<BR>8. عصبة منع الازدراء (بئناي بئرت):تأسست عام 1913 وتدعي أنها تحارب الظواهر المعادية للسامية وتشرف على التقرير السنوي الصادر عن المنظمات اليهودية الأمريكية، كما أنها تقوم بازدراء والتشهير بكل من يحاول مس سمعة إسرائيل، أو يمتنع عن مد يد العون لها، فيتم إرسال الرسائل والبرقيات، وتنشر الإعلانات وتذيع عنه معاداة السامية!<BR>9. منظمة "الأساتذة الجامعيون الأميركيون من أجل السلام في الشرق الأوسط" التي لها نفوذ كبير في الجامعات الأميركية على صعيد الطلاب والأساتذة والإداريين، ورغم أنها تدعي العمل من أجل السلام إلا أنها في منشوراتها وندواتها تنظر إلى هذا الموضوع من زاوية أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، وتبرز أهمية هذه المنظمة في كونها متغلغلة في الوسط الطلابي.<BR>10. أما المنظمات العمالية فأبرزها مجلس اتحاد العمال الأميركي للهستدروت الذي يعمل على تعبئة العمال الأميركيين لمساعدة إسرائيل والدفاع عنها في التجمعات الصناعية.<BR><BR>وبالإضافة لمنظمات صغيرة كثيرة منها :<BR>المجلس اليهودي الأمريكي، منظمة صندوق الشباب الصهيوني الأمريكي، منظمة الأمريكيين لصالح أمن إسرائيل، منظمة الأمريكيين لصالح السلام الآن،منظمة اتحاد الصهيونية الإصلاحية في أمريكيا وغيرها.<BR>هذه مجموعة قليلة من المنظمات الصهيونية في أميركا التي تمارس نفوذها على أكمل وجه فتارة ترغب المرشحين وتارة أخرى ترهبهم، وأحياناً تضلل الشعب وتغير الحقائق ليبدو الحق باطلاً والباطل حقاً.<BR>أما الجمعيات الخيرية والتي أنشئت لهدف دعم المهاجرين اليهود إلى فلسطين عن طريق التبرعات لهم ومساعدتهم بالمال والخدمات الطبية إضافة إلى كل المرافق الاجتماعية، نذكر منها: (النداء اليهودي الموحد) والتي لعبت دوراً مهماً على صعيد جمع المال لدعم الصهيونية. ومنها المنظمة النسائية الأميركية (هداسا) التي تقدم الدعم الطبي خاصة إلى مستشفى هداسا الجامعي ومدرسه هداسا الطبية في القدس. كما تركز في ندواتها ومخيماتها على جيل الشباب الذي تلقنه التعاليم الصهيونية.<BR><BR>ومن الجمعيات أيضاً اللجنة العالمية لإسرائيل (WCI) وهي جمعية ظهرت حديثاً وقد أوجدتها مجموعة دولية من اليهود الأقوياء والأغنياء، وهي منظمة تكرس نفسها للحفاظ على أمن إسرائيل وسلامة أراضيها، من أرائها أن أي قرار يتخذ بشأن أرض إسرائيل ينبغي أن ينال موافقة اليهود في الشتات خاصة على صعيد القدس والجولان والضفة الغربية. <BR>"أما الجمعيات السرية الخطيرة فكانت ولا تزال من أهم المؤسسات التي اعتمد عليها اليهود لتنفيذ أغراضهم والوصول إلى أهدافهم، وقد ينشئ اليهود جمعيات لهذا الغرض، أو يوعزون بإنشائها لغيرهم، وقد يجد اليهود جمعيات قامت لغرض أو لآخر فيندسون فيها، وينفثون فيها سمومهم، ويوجهون أتباعها وجهتهم التي يريدونها، ولا تكاد توجد جمعية ذات أسرار وأخطار إلا كان اليهود يعيشون فيها خلف الستار‏.‏ <BR>والمراجع العديدة .. في هذا الباب توحي بأن اليهود كانوا خلف الحركات التي هبت في وجه المسيحية والإسلام، فقد كانوا خلف جمعية ‏"‏فرسان المعبد‏"‏ وجمعية‏:‏ القدّاس الأسود‏"‏ وجمعية: "الصليب الوردي‏"‏، وجمعية: ‏"‏البنائين الأحرار‏"‏ التي تسمى‏"‏الماسونية‏"‏وغيرها من الجمعيات‏" .<BR>هذا بالإضافة إلى المنظمات الصهيونية العالمية والتي من أشهرها المنظمة الصهيونية العالمية والتي صدر قرار تأسيسها في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م.<BR><BR>فلا عجب أن تبث هذه المنظمات الفكر الصهيوني وسط عقول خاوية يعلم أهلها ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.<BR>ولا عجب كذلك إذا قال (أريال شارون) :"نحن نحكم أمريكا"، وذلك في كلمته التي ألقاها (لشيمون بريز) في الثالث من أكتوبر عام واحد وألفين حيث قال لوزيره ما نصه : <BR>" كلمّا نفعل شيئاً تقول لي أمريكا سوف تفعل هذا و سوف تفعل ذاك... وأريد أن أخبرك بشيء واضح جداً: لا تقلق بشأن الضغوط الأمريكية على إسرائيل. نحن -اليهود- نحكم أمريكا، والأمريكان يعلمون هذا"!<BR><BR>وليس هذا القول من بنيات أفكار أو ملاحظات شارون بل هو ما شاع وذاع وملأ الآفاق وعلمه عامة بني صهيون فضلاً عن ساستهم، وفي صحيفة البيان الإماراتية مقال تناول كتاب صحوتي، و جاء في الحلقة السابعة منه: "تل أبيب تتباهى بسيطرة اليهود على بلاط (كلينتون)" ومما ذكره الكاتب: جاء في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية مؤخراً أنه: لم تعد الولايات المتحدة حكومة من الأغيار، بل أصبحت إدارة يعمل فيها اليهود شركاء كاملين في صنع القرارات على جميع المستويات. ولعل مظاهر الشريعة الدينية اليهودية المتصلة بتعبير حكومة من الأغيار ينبغي أن يعاد التدقيق فيه لان هذا التعبير لم يعد صالحا في الولايات المتحدة. وفقاً للمعلومات التي لديّ حول سيطرة القوى اليهودية على حكومة الولايات المتحدة، أورد النموذج التالي: فقد حدث أن ظهر السيناتور (وليم فولبرايت) على شاشة شبكة الـ «سي. بي. إس» في برنامج «واجه الأمة» وأثناء مناقشة سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قال: «إسرائيل تهيمن على الولايات المتحدة» وفي ذلك مضامين ذات أهمية بالغة، وهي أن قوى أجنبية تتحكم بأعلى سلطة تشريعية في أميركا".<BR><BR>أما بقية الإدارة الأمريكية فأغلبيتهم نصارى صهاينة يؤمنون بدولة بني إسرائيل وحصول الملحمة ونزول المخلص، عدا قلة لا تقدم أو تؤخر.<BR><BR><BR><font color="#0000FF">أهداف أمريكا في المنطقة: نموذج العراق </font><BR><BR>أخيراً قد يقول قائل ما شأن اليهود وأرض العراق؟<BR>والجواب المعروف هو أن اليهود يسعون إلى قيام ما يسمى بدولة إسرائيل الكبرى أو "أرض الميعاد"وهذه الأرض -زعموا- أن حدّها الشرقي نهر الفرات وحدها الغربي نهر النيل كما كتبوا في أسفارهم ، قالوا: "وفى ذلك اليوم عقد الرب مع إبراهيم عهدًا قائلاً : "لنسلك هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات". دون تحديد حدّها الشمالي ولا حدّها الجنوبي.<BR><BR>أما فلسطين اليوم أو الاتفاقيات المبرمة، فما هي إلاّ خطوة مرحلية " ففلسفة التوسع الصهيوني في فلسطين تقوم على مبدأ ثابت لا جدال حوله ولا تنازل عنه، وهو أن فلسطين ليست إلا خطوة أولى وقاعدة انطلاق في بناء الدولة الصهيونية، تتسع إذا أمكن لا تصغر ولا تتضاءل ولا تنكمش ولا تتراجع حدودها إلى الوراء أي إلى الداخل، ولذلك فإن كل حديث عن " حدود إسرائيل" الثابتة هو سطحي ومحصور في زمان أو عهد معين، لاحدود لإسرائيل بالمعنى الجغرافي، حدودها هي بالمعنى الواقعي والعملي، الزمن والظروف هما اللذان يرسمان الحدود، ويضعانها ويتلاعبان بها، فالحدود بُعد إمكاني لا مكاني.<BR><BR>ومن هنا كانت (إسرائيل) من دول العالم القليلة جداً التي ليس لها دستور حتى لا تتقيد برسم حدود الدولة، وهي أيضاً من الدول القليلة جداً التي تصر ألا تعلن حدودها، وتلتف حول الموضوع بالحديث يوماً عن حدود سياسية، ويوماً عن حدود أمنية، ويوماً ثالثاً عن حدود تاريخية توراتية، ويوماً رابعاً عن حدود دولية، الخ ... وهذا يقودنا إلى الكلام عن (إسرائيل الكبرى) وهو التعبير الشائع لإسرائيل التي تسعى أن تكون انطلاقاً من (إسرائيل) الراهنة، ضمن الأراضي الفلسطينية. هنا أيضاً يجب ألا نقع أسرى هذا المصطلح، فإسرائيل الكبرى ليست مشروعاً قائماً بحد ذاته ويطرحه جمع معين من الصهيونيين (من اعتدنا على تسميتهم بالمتطرفين ، أو بالصقور) . إن إسرائيل الكبرى امتداد لقاعدة، وهي بالتالي حلم كل صهيوني، يتساوى (الحمائم) مع (الصقور)، والمتدينون مع غير المتدنيين والعلمانيين، والسفارديون مع الأشكنازيين، واليمينيون مع اليساريين.. (إسرائيل) جزء عضوي من (إسرائيل الكبرى) كلاهما خط سير واحد متعدد المراحل، لا فرق بيــن (إسرائيل) في بعض فلسطين و (إسرائيل) في كل فلسطين و (إسرائيل) فيما وراء فلسطين أقطار جوار أو حتى في ما وراء أقطار الجوار هذه . (إسرائيل الصغرى) مجازاً هي جزء لا يتجزأ من (إسرائيل الكبرى) حسب المفهوم الصهيوني الثابت. وما كان محصوراً في نصف فلسطين 1948 قد يتسع ليصل إلى كل أرجاء الوطن العربي، أو على الأقل إلى أي جزء من الوطن العربي، إذا ومتى سنحت الفرصة للصهيونيين تحقيق ذلك" <BR>وبغض النظر عن كون اليهود يؤمنون حقيقة بأن حدود أرض الميعاد من النيل إلى الفرات فقط، أو أن أطماعهم التوسعية تتعدى ذلك بكثير، فتبقى الحقيقة وهي أنهم يسعون للتوسع في منطقة الشرق الأوسط مهما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. <BR>وممن صرح بذلك البروفيسور الإسرائيلي المناهض للصهيونية (يسرائيل شاحك) حيث صرح قائلاً في كتابة (أسرار مفضوحة: السياسة الخارجية والنووية لإسرائيل) :"إن الهدف الرئيسي للسياسة الإسرائيلية هو السيطرة الإقليمية على الشرق الأوسط بأكمله".<BR><BR>إذاً فالخطوة المرحلية الحالية، هي احتلال العراق وتنصيب حاكم صهيوني يدير شؤونا ويرتب لوضع حكومة صهيونة، تساعد عند العزم على القيام بخطوة أخرى.<BR>ولعله لم يعد خافياً أو مستغرباً ما نشرته صحيفة (الأوبزيرفر) البريطانية من أن (جاري جارنر) الرجل الذي سيعهد إليه البنتاجون برئاسة مكتب إعادة الإعمار للمساعدات الإنسانية وهو المكتب الذي خصص لإدارة شؤون العراق المدنية بعد الحرب، وسيكون بمثابة الرجل الثاني بملابس مدنية بنفس رتبة الجنرال (تومي فرانكس) الذي سيتولي القيادة العسكرية للعراق حالة انتهاء الحرب وتحقيق أهداف الغزو العسكري الامريكي، كان قد زار الدولة العبرية ووقع علي بيان تأييد لها، وهو معروف بقربه من اللوبي اليهودي الأمريكي.<BR><BR>وتقول (الأوبزيرفر) إن (جارنر) لا تتسع علاقاته فقط بالجماعات اليهودية الممتدة في الولايات المتحدة ولكن بمجموعة الصقور المحيطة بوزير الدفاع الأمريكي (دونالد رامسفيلد) ونائبه (بول وولفويتز) ، وحول نائب الرئيس (ديك تشيني)، وهي مجموعة لها علاقة بلوبي السلاح والنفط. وتحاول هذه المجموعة التقليل من دور الأمم المتحدة بعد الحرب قدر الإمكان.<BR>الجدير بالذكر أن جرانر هذا لا تربطه علاقات حميمة بالكيان الصهيوني فحسب بل هو يهودي صهيوني ليكودي!<BR><BR>وأخيراً أكد رئيس الوزراء البلجيكي (جي فرهوفشتاد) أن أمريكا تأخذ منحى شديد الخطورة مؤكدا أنها تسعى للسيطرة على العالم العربي كله بكل الوسائل15 .<BR><BR><br>