حصار الشَّعب وحصار الشِّعب
6 ربيع الثاني 1427

سبحان الله ما أشبه الليلة بالبارحة، فقبل أكثر من 1430سنة، وفي إحدى أودية مكة وشعابها المقفرة، حيث الجوع والظمأ والسباع والهوام، في ذلك الوادي المقفر والمكفهر والمقرف، تضرب قريش حصاراً اقتصادياً واجتماعياً على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ومن آمن معه من الصحابة، بل حتى على الكفار من بني هاشم، نكاية برسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لعل وعسى أن يرتدع عما جاء به، وينته عما دعا له.<BR><BR>وتسلم بنو هاشم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لقريش لترى فيه أمرها، وتستمر المعاناة وتشتد وطأة الجوع على رسول الله وأصحابه حتى أكلوا ورق الشجر وأكلوا الميتة والجلود، وكانت وطأة الجوع أشد على الأطفال والرضع الذين لم يجدوا حتى حليب الأمهات ملاذاً، ومع هذا الحصار الظالم الغاشم لم ينثن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن دعوته، ولم يبال بما فعلوا به حتى جاء الله بالفرج، وسلّط الأرضة على الصحيفة فأكلتها، وفرّج الله عن رسوله ومن معه. <BR><BR>ويدور الزمان دورته، ويعيد التاريخ نفسه، وهاهي أمريكا ودول أوروبا تمارس الدور نفسه على إخواننا في أرض الإسراء والمعراج، أرض فلسطين المباركة، فتضرب الحصار الاقتصادي على الشعب الفلسطيني، وتمنع المساعدات من الوصول إليها، بل وتوصي من يدور في فلكها من الدول بمنع المساعدات والمعونات الإنسانية، حتى بات الشعب الفلسطيني على أبواب كارثة إنسانية وشيكة، وما ذاك إلا نكاية بالشعب الفلسطيني الذي اختار حركة حماس حكومة له. <BR><BR>سبحان الله،،، <BR>أين الديمقراطية التي تتشدق بها واشنطن وتطنطن بها صباح مساء؟<BR>أين حرية التعبير التي تزعم واشنطن أن من حق الشعوب أن تختار الحكومة التي ترتضيها؟ أم أنها حرام علينا حلال على غيرنا!<BR>كيف يجوع شعب كامل وتصادر حريته؛ لأنه اختار حكومة يرتضيها ويثق بها؟<BR>أين المساواة؟ <BR>أين العدالة؟<BR>أين حقوق الإنسان؟<BR>أين وأين؟؟ أسئلة كثيرة لا تنتهي وعجب لا ينقضي. <BR><BR>لقد بات جلياً للعالم أجمع أن الغرب يدعم هذه الشعارات إلا على المسلمين، ويطبق هذه المبادئ إلا في بلاد المسلمين، وما ذاك إلا لأجل صنيعة أمريكا في المنطقة دولة بني إسرائيل ولأجل أمن اليهود وحمايتهم. <BR>ومع ذلك – يا أخواننا في فلسطين – صبراً صبراً فإن فرج الله قريب، ونصره قادم لا محالة، ولو كره المشركون.<BR><BR>وتذكروا وأنتم تعيشون هذا الحصار المرير ما كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يعانيه من وطأة حصار قريش له في شعب عامر، ليس على نفسه فقط، بل وعلى أصحابة وهو ينظر إليهم وهم يتضورون جوعاً، إنها سنة الله في التمكين لأهل الحق، فلا بد من الابتلاء، ثم يأتي التمكين بعد ذلك _بإذنه تعالى_ .<BR><br>