المقاومة العراقية وتنقية الصورة
27 شعبان 1425

هل تكسب المقاومة العراقية ؟<BR>ربما لا يصعب الجواب على هذا السؤال<BR>ومجرد أن نتذكر للحظة أن أمريكا القوة العظمى لا تزال عاجزة عن ضبط الواقع الأمني و السياسي في العراق رغم مضي أكثر من عام ونصف على الاحتلال خير برهان على كسب المقاومة وفعلها في الواقع . <BR><BR>لكننا نسأل هنا ثانية : هل مكاسب المقاومة هي مكاسب تراكمية تبني واقعاً متغيراً ينحو جهة امتلاك زمام القوة في بلد مضطرب ؟<BR>ربما يكون الجواب على هذا السؤال أصعب من سابقه.<BR><BR>لاشك أن رجال المقاومة المخلصين من المجاهدين في العراق يدركون أن إثارة الاضطراب وانعدام الاستقرار ليس هدفاً لذاته ( وليس ذلك أيضاً على إطلاقه ) .. وهو - بعد - لا ينبئ عن قوة مكافئة أو مقاربة لقوى الاحتلال، فربما كان بمقدر جماعات معدودة العدد و محدودة التسليح أن تبقى لزمن تثير الشغب والاضطراب ، ثم هي لا تجنى وراء ذلك مكسباً ذا قيمة .<BR>لا نريد الدخول في هذه المتاهة فربما الحديث فيها أقرب إلى الاستراتيجية العسكرية منه إلى التنظير السياسي .<BR><BR>لكننا نريد من إثارة الأمر أن نعيد دائماً إلى الأذهان الهدف النبيل التي تسعى إليه المقاومة ومدى وضوحه في كل مراحل الطريق واستقراره في نفوس المقاومين صغارهم و كبارهم .<BR><BR>وهذا يستدعي - ولا شك- وعياً وهماً سياسياً حاضراً لدى القيادة المعنية لكي لا تتحول التضحيات الهائلة و المكاسب العسكرية العظيمة التي تحققها المقاومة كل يوم إلى نوع من العبث . . يحدث ذلك عند غياب الصوت الإعلامي الذي يبشر برسالة المقاومة وأهدافها النبيلة والمشروعة ومواقفها مما يجرى من أحداث .. صوت إعلامي لا يكتفي ببث مقاطع قصيرة مع بيانات مكررة عند قتل الأسرى .. <BR><BR> ويحدث أيضاً أن تتحول المقاومة إلى نوع من العبث في رأي بعض الناس حين تفلح الآلة الإعلامية الكافرة والمنافقة في إثارة الضجيج الصاخب والتعمية عن الواقع الحقيقي لقوة المقاومة ومشاريعها و مكاسبها .<BR><BR>ودعونا هنا نأخذ مثالاً صغيراً مما يحتاج فيه إلى الوضوح وبيان الموقف الشرعي والسياسي - والعسكري ربما - دون مواربة، وأعني به أعمال القتل والتدمير التي تقوم بها جهات مختلفة ليست من المقاومة في شي كالجهات الاستخباراتية أو جماعات اللصوص وقطاع الطرق أو غيرهم من المفسدين في الأرض . <BR> <BR>إن اختلاط الأمور و تشابكها في المشهد العراقي وتحول الساحة العراقية إلى حمى مستباح لكل ذي غرض لاشك أنه يسيء إلى المقاومة ويزيد من أعبائها ويؤخر برامجها .<BR><BR>وأشد من ذلك كله تشويه صورتها لدى الناس الذين هم في النهاية أسرى لنشرات الأخبار ( المسيسة ) وتحليلات الخبراء ( الخبثاء ).<BR><BR>أحسب أن من أولويات المقاومة في الوقت الحاضر وبشكل لا يقبل التأخير أو التساهل الحرص على تنقية الصورة ونفي الخبث عنها والتبرؤ مما يحدث من أعمال لا صلة للمقاومة لها من قريب أو بعيد. <BR>ويجب أن لا يفهم من كلامي هذا أنني أريد أن أحدد للمقاومة ما هو مشروع أو غير مشروع من أعمالها، فلست معنياً بذلك، وإن كنت أظن أن الحكم يجب أن يكون متعلقاً بـ ( حالة ) وليس متعلقاً بـ (عمل ) مجرد من أعمال المقاومة.<BR>إنما أريد التأكيد عليه هنا أن تكون هناك رؤية إعلامية ومشاريع عملية للتعامل مع الدخلاء على المقاومة والمتلبسين زوراً بلباسها، فالحل هنا ليس عسكرياً بالضرورة .<BR><BR>هل هذا مما يسهل عمله ؟<BR>الجواب،هو: لا ..<BR> لكن لابد من السعي إليه وتحقيق ولو بعض منه. <BR><BR><BR><BR><br>