تقاعس عرب المهجر : العرب في أثينا مثالا
2 ربيع الثاني 1425

قد يكون من الجور أن نطلب من الجالية العربية في أثينا اليوم الكثير من الأشياء، كونها لا تزال حديثة الوجود، وكونها لا تزال تتلمس طريقها وتثبت نفسها عبر الكثير من المنعطفات الحرجة والصعبة، لكن نعتقد أن هناك حداً أدنى من الحيوية لا بد أن يتمتع به الإنسان، وكذلك الجماعات حتى يعد بحق من الأحياء.<BR><BR>نقول هذا والأسف يعتصرنا ونحن نرى إلى ما أصبحنا إليه اليوم في هذا البلد من قلة اكتراث بقضايانا التي تمسنا مباشرة قبل غيرنا وتدهمنا دون سوانا، ومع ذلك فهي لا تحظى منا بأدنى اهتمام أو اكتراث.<BR><BR>قبل أسابيع قليلة تمت الدعوة إلى الخروج للتظاهر إثر اغتيال الصهاينة للشيخ القعيد أحمد ياسين، وتم تبليغ الكثيرين من العرب في أثينا ،لكن المشاركة جاءت - كالعادة - مخيبة للآمال ،حيث كان المشاركون من اليونانيين أهل البلد أكثر من المشاركين العرب، وكانت التجهيزات واللافتات التي رفعت في المظاهرة كلها تقريباً خاصة بهم ،بينما أصحاب القضية الذي تبرعوا بمجرد الحضور كانوا قلة لا تعد إذا قيست بأعداد العرب المقيمين في أثينا.<BR>هذا شبيه بحالة أكثر عموماً وأكثر خطورة أشارت إليها صحيفة عربية منذ أيام قليلة حيث قالت : إن قادة أوروبيين يتوجهون بالرجاء إلى زعماء عرب لعقد القمة العربية التي طال انتظارها واتخاذ موقف جريء من الضمانات التي أعطاها الرئيس الأمريكي جورج بوش لشارون؛ ليكون بوسع الاتحاد الأوروبي التدخل لمساندة المواقف العربية كي لا يبدو التدخل الأوروبي ملكياً أكثر من الملك ، وقد سمعنا بالفعل قادة أوروبيين يتكلمون بقلق عن تلك الضمانات، لكننا لم نسمع بموقف حازم تجاه المسألة غير إرجاء- لا إلغاء - بعض الزيارات الرسمية لواشنطن ،يعني بكلام آخر أبسط تأجيل الزيارة إلى وقت زوال الحرج الرسمي . <BR><BR>أثناء أحداث مخيم جنين الدامية قبل أكثر من عام ،قال أحد الصحفيين المخضرمين في البلد: <BR>أنتم العرب لو كنتم تعرف واجبكم حقاً لكنتم اليوم أقمتم البلد ولم تقعدوها ، الصحفي المذكور عرف فعلاً ما وصلنا إليه من خلود إلى الراحة و بعد عن المطالبة بالحقوق .<BR><BR> الواقع المحلي جزء من الواقع العربي الأكثر قتامة، لكننا في بلاد أوروبا عموماً نتمتع بقسط لا بأس به من الحريات نستطيع توظيفه لمساندة أنفسنا وقضايانا العادلة على الأقل إن لم نكن نرغب بمساندة القضايا العادلة لغيرنا من الشعوب ، فالتظاهر ممكن للجميع والتعبير عن الرأي متوافر ولم يضايقنا أحد في عيش أو رزق - أمر لا يتوافر للكثيرين في بلادنا- بسبب التعبير عن آرائنا ،لكن يبدو أننا لم نحسن استغلال كل تلك الميزات .<BR><BR>نعتقد أن الواجب اليوم أن نكون أكثر مشاركة في الأحداث، وأن نرفع صوتنا عالياً حتى نطالب بحقوقنا التي يقف الكثيرون معنا من أجلها ، فمن العجب أن نكون بهذا القعود وهذا الخوف غير المبرر....<BR><BR><br>