الأعلون لا يهنون بالأسر
23 ربيع الأول 1425

[email protected]<BR><BR>لن يفهم أثر الإسلام في الإنسان والحياة إلا من يؤمن به ، وما سوى ذلك لن يعدو الأمر بالنسبة له إلا غوامض لا كاشف لها ، نقول هذا؛ لأن النقاط السريعة المتعلقة بقضية السجون الأمريكية في العراق التي سنتناولها في المقال تندرج في هذا الباب : <BR>أولا : يخطئ من يظن أن الأمريكيين كانوا يهدفون إلى مجرد تعذيب الأسرى جسدياً ، فما تعرض له الأسرى رغم فداحته لا يذكر بجانب ما تعرض له العراقيون في سجون صدام ، ما فعله الأمريكيون كان إهانة لأمة ولدين يشعرون نحوهما بالعداوة ، والإهانة ليست مرادفاً للضرب أو التعذيب الجسدي فقط ..<BR><BR>ثانياً : لم تكن كل الممارسات ضد الأسرى بأوامر مباشرة من أجهزة المخابرات ومسؤولي التحقيق ، فهذه فقط أحد الأسباب ، لكنها كانت فعلاً يومياً يندرج ضمن أعمال التسلية والترويح التي يمارسها الجنود الأمريكيون ، والألف صورة التي وصلت إلى الواشنطن بوست والصور وأفلام الفيديو التي يحتفظ بها البنتاجون ليست إلا نزراً يسيراً ، فأغلب الجنود يحتفظون بكاميرات تصوير رقمية ليس للتباهي بها، ولكن لالتقاط صور متميزة، وأعتقد أن تصوير جثث القتلى وأساليب التعذيب والإذلال للعراقيين أصبحت الهواية الأولى للجنود الأمريكيين.. <BR><BR>ثالثا : الأمريكيون يهينون الأسرى المسلمين وفق الشريعة الإسلامية، فهم يقومون بما يأنف منه المسلم ويعده دينه عملاً مخلاً بالشرف والكرامة ، وإلا فإن ارتداء ملابس النساء في الثقافة الأمريكية الشاذة ليس عملاً مشيناً ، وقد مكث أحد ممثليهم الذي يتفاخرون به – داستين هوفمان – عاماً كاملاً يرتدي ملابس النساء ويتكلم كالنساء من أجل تمثيل فيلم يقوم فيه بدور امرأة ونال عليه جوائز ..<BR><BR>وكيف يستحي من مثل ذلك أناسٌ يتناكح رجال دينهم سوياً ؟ ؟ وأما ممارسة الزنا بلا ضابط إلا الشهوة فليست بأمر ذي بال ، ومن الأمور الباعثة للسخرية أن إحدى الصور التي ظهرت فيها امرأة تكشف بعض جسمها علقت عليها الصحيفة الأمريكية بأنها لا تعرف هل المرأة عراقية أم أمريكية ؟ يعني لو كانت عراقية فهذا تعذيب فظيع، أما لو كانت أمريكية فأمر طبيعي ، وبعض الصور كانت تعرض لقطات للحظات ممارسة الزنا بين الجنود والمجندات ، والجندية النجسة التي كانت تسحب أحد المعتقلين من رباط في عنقه كانت حاملا من أحد زملائها في السجن ، ولتبقى تهمة المسلمين دائماً لدى حضارة الأنجاس " إنهم أناس يتطهرون " ..<BR><BR>رابعاً : من الأمور المهمة لاستيعاب الحدث أن نعلم أن الذين تعرضوا للإهانة لم يكن الأسرى ، فهؤلاء منهم أبطال ومنهم عابرو سبيل ، والذين أهينوا بالفعل هم كل المسلمين، وبعض التقارير تتحدث عن مقاصد لجهات معينة من نشر هذه الصور ، لماذا؟ لأن سقف كرامتنا سوف يتحدد حسب موقفنا منها وإن مرَ الحدث على الأمة كغيره فسيتحول العبث بأعراض المسلمين إلى هواية عالمية ، وإن تمسكنا بديننا وسلكنا إلى العزة طريقها أي الإيمان ، فلن يذلنا الأسر ولن يهيننا التعذيب مهما كان ، والله يقول: " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " ..<BR><BR>وفي عهد عمر بن الخطاب _رضي الله تعالى عنه_ عندما أراد أحد قواد الروم أن يُغري أسيراً مسلماً عرض عليه أن يزوجه ابنته ، ولما رفض الأسير طلب منه أن يُقبل رأسه ويطلق سراح جميع الأسرى ، فقال عمر : " حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة " والمشكلة الكبرى اليوم أن هناك من المسلمين من يقبل رأس بوش وهو يتوسع في أسر المسلمين ، وبعضهم يتطوع فيعتقلهم ويرسلهم إلى السيد الأمريكي مباشرة كما يفعل برويز مشرف في باكستان ..<BR><br>