أخطاء أمريكية لصالح العراقيين
9 محرم 1425

ارتكبت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش خطأين لصالح الشعب العراقي يضاف إلى أخطائها الكثيرة في سياستها العدوانية ستزيد من تكاليفها ومصاعبها، وستكون عاملاً مساعداً على بداية العد التنازلي لنفوذها ومحاولة هيمنتها على العالم عموماً والعالم الإسلامي خصوصاً.<BR>1- الخطأ الأول أنها أسقطت عن نفسها ذريعة تذرعت بها أمام شعبها وشعوب العالم لدوام وجودها في العراق بعد غزوها له، تارة بامتلاكه أسلحة دمار شامل، وتارة أخرى لتحريره من طغيان حاكمه، إذ هي بإلقاء القبض على صدام كشفت أكثر فأكثر عن الأسباب الحقيقية لاستمرار وجودها في العراق من سلب ثرواته، وتدمير معالمه، والقضاء على مقومات الدولة فيه، والعمل على إثارة النعرات الطائفية والعنصرية توطئة لتقسيمه مما سيزيد من مقاومة الشعب العراقي لها ومعارضة الدول التي تجد في هذه الأهداف بداية خطر عليها بما في ذلك الدول الأوربية التي كانت حليفة لها في صراعها مع الاتحاد السوفيتي قبل زواله.<BR>2- أن أمريكا بعد سقوط النظام في 9/4/2003م كانت تستخدم صدام حسين – الذي كان تحت سيطرتها – ذريعة للمتخلفين عن المقاومة وحتى المعارضة السياسية التي تحتج بالقبول بأخف الضررين وأهون الشرين يقصدون به الاحتلال الأمريكي لحمايتهم من صدام، فكشفت القناع عن وجودهم، كما أنها في الوقت نفسه أزالت الوهم بعودة صدام حسين إلى الحكم فوقفوا ينتظرون انجلاء الموقف لكي ينخرطوا في صفوف المقاومة، إذ كانوا يصدقون تارة مزاعمها، ويكذبونها تارة أخرى، فلما أقدمت أمريكا على اعتقال صدام حسين بَطَلَ عندهم الشك باليقين أن أمريكا دولة محتلة معتدية، وأن جهادها واجب وجوباً عينياً، وأن التعاون معها بل والسكوت عنها حرام وخيانة، ولذلك ستضيف إلى المقاومة – بهذا العمل باعتقال صدام – شريحة مهمة لا شك في إخلاصها إلا أنها لم تتبين الأمر في حينه فوقفت موقف المتحفظ المتردد من الوجود الأمريكي في العراق، أما لماذا أقدمت أمريكا على ركوب هذا الخطأ فإنه يعود إلى انخفاض شعبية الرئيس بوش واحتمال عدم فوزه بالانتخابات المقبلة لدى الشعب الأمريكي، الذي بدأ يشعر أن سمعة بلاده في العالم ساءت كثيراً في عهد هذا الرئيس، وأن خسائر أمريكا في العراق بازدياد، وأن حجتها أصبحت داحضة بأن المقاومة هي بقية "أزلام" صدام فأرادت بهذه الخطوة أن يستعيد بعض شعبيته، ولكن على حساب سمعة بلاده، وهكذا بدأ يتخبط بمعالجته مشكلة بمشكلة أكبر وخطأ بخطأ أعظم، وهو بهذا أخذ يتصرف كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وتلك هي بشائر النصر للشعب العراقي ولشعوب العالم أجمع المتطلعة للخلاص من المشاريع الأمريكية العدوانية المتوحشة التي أخذت تهدد استقرار وسعادة الإنسان تهديداً مباشراً أكثر من أي وقت مضى.<BR>ونحن المسلمين يجب ألا ننسى في هذا المقام تدخل إرادة الله ورحمته بعباده في استدراج أمريكا إلى ارتكاب هذه الأخطاء حتى تصل إلى نهايتها المحتومة وخلاص البشرية من شرورها.<BR><br>