أعداء الحوار..أي جناية ؟
22 رمضان 1424

قضية الساعة ..<BR>قضية تزداد سخونة مع كل يوم <BR>الكل يتحدث<BR>والكل يدلي برأيه<BR>وتلك ظاهرة صحية<BR>فالأمر يهم الجميع<BR>والتفاف الأحداث سيحيط بالكل <BR>فلا فكاك لأحد طالما أنه ينتمي لهذا المكان <BR><BR>ولكن مهلاً !<BR>هل نحن نتحدث في أجواء طبيعية ؟<BR>هل يعبر الجميع - أو البعض - عما يريده هو ، أم ما يريده الآخرون ؟<BR>عما تريده أهواؤه ، عما تريده شهواته ، اختياراته الشخصية ، مصالحه الآنية ؟<BR>هل هو يتحدث بلسانه أم بلسان غيره ؟ يكتب بقلمه أم هو بذاته قلم يكتب به الآخرون ؟<BR>هل ما يعتمل في رأسه هو بنات أفكاره أم من إملاءات الآخرين ومراداتهم ؟<BR>هل يبحث الجميع حقاً عن مصلحة العموم ؟ أم تلك دعوى تكشف زيفها السطور ومابين السطور ؟<BR>وإذا كنا نبحث عن المصلحة العامة، فهل هي متصورة في الأذهان على حقيقتها أم أن كل واحد يراها بعين مختلفة ؟<BR> هل هناك شيء نتفق عليه ؟<BR><BR>هل يهم هذا كله ؟ هل يجدي الكلام عن هذه الأمور ؟<BR>نعم .. نقولها دون تردد. <BR>إن من يطالع ما تدفق على صفحات الصحف والمجلات وما زخرت به المنتديات وما ضجت به القنوات ، يرى كم عمل البعض لتبدو الصورة غاية في ( الجهل ) و ( الظلم ) <BR>الجهل والظلم .. أساس كل خطيئة. <BR><BR>جهل بمقدار الأمر وعظم شأنه.<BR>جهل بما عليه حقائق الأمور وما يمكن أن تؤول إليه.<BR>جهل بأساليب ( المنافقين ) وطرائقهم في الإفادة من الحدث بما يخدمهم دون غيرهم.<BR>ألم يكن يسع الجاهل أن يسكت حين يرى نفسه عاجزاً عن الاحاطة بالأمر وفهمه على حقيقته ؟<BR>لم لم يسع من كتب عن جهل إلى صاحب الأمر فيأخذ عنه كي لا يبنى موقفه على أصول موهمة أو مكذوبة ؟<BR><BR><BR>وأما من يعلم فهو يظلم حين يكتب <BR>يظلم الأمة حين يكتب كلمة ظالمة ضد الحوار<BR>يظلم حين يحاكم الناس إلى نوايا لا يعلمها إلا الله <BR>يظلم حين يترك عمداً تاريخاً مضيئاً مليئاً بالتضحيات ثم يبنى على أوهام وترهات.<BR>يظلم حين يكتب وهو يعلم زور ما يكتب ابتغاء غير الله.<BR>يظلم حين يخاف المخلوق أكثر من الخالق. <BR>يظلم حين يجعل من النيل من الصالحين والشرفاء والمخلصين سلماً لنيل شهواته أو لتمكين الآخرين من شهواتهم. <BR>كم تشطح الاقلام عن الجادة ؟<BR>كم يسف البعض في تناول القضية والجنوح بها نحو تصفية ثارات شخصية وتراكمات ماضية ؟<BR>كم يبعد البعض عن أصل القضية ويورد عليها موارد لا تزيدها إلا غموضاً وتعقيداً ؟<BR>كم يستخف البعض بعقول الآمة ومصير أبنائها حين يشوه الحقائق ويزور المعلومات كي تبدو على غير حقيقتها؟<BR><BR>أما بعد<BR>فليتق الله من يكتب <BR>وليع من يقف ضد الحوار أنه لا خيار .. وتجارب الآخرين خير برهان. <BR><BR><BR><BR><br>