تمزّق العمل الإسلامي1/2
5 رجب 1424

<font color="#800000"> تمزّق العمل الإسلامي </br>بين ضجيج الشعارات واضطراب التطبيق والخطوات </font> </br> </br> بسم الله الرحمن الرحيم </br><font color="#0000FF" size="4">تمهيـد : </font> </br> أقدّم هذه الكلمة لا لأنتقد ولكن لأنصح ، ولا أوجهها إلى فئة معينة ولا إلى حركة خاصة في الساحة الإسلامية ، ولكن أوجهها إلى نفسي أولاً فأنصحها وأبذل جهدي لآخذها بالعزيمة ، ثمّ أنصح لكلِّ مسلـم وكلَّ حركة إِسلاميـة ، والعمل الإسلامي كله ، فكل بني آدم خطّاء ، كثير الخطأ ، وخيرهم من تاب وأناب واستغفر ، كما ذكر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في حديثه الشريف، فعن أنس _رضي الله عنه_ عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قال :" كلّ بني آدم خطاء وخير الخطائين التوّابون" [ رواه أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم ] (1) </br> وإِني إِذ أقدّم هذه الكلمة ، فإني أقصد بها النصح الخالص لوجه الله ، بعيداً عن كلمة (النقد) ، فقد اقترحت منذ عدة سنوات أن نستبدل كلمة النصح بكلمة النقد، وخاصة في ميادين الإسلام والعمل الإسلامي (2) ، فكراً ونهجاً وتربية وفقهاً وأدباً ، فكلمة النصح أطيب معنى وأغنى دلالة وأقرب إلى نفوس المؤمنين . </br> شهد العصر الحديث ظهور العمل الإسلامي تحت شعارات مختلفة ، اتَّخذ بعضها صورة حزبيّة واضحة ملتصقة بالشعار ، واتخذ بعضها شعار العمل الخيري ، وقسم آخر ابتدأ نافياً عن نفسه صفة الحزبيّة ، ولكنه ما لبث أن كوّن التجمع منه صورة حزبية من الناحية العملية والعاطفية والعلاقات، وحمل كلُّ تجمُّعٍ لوناً من ألوان العصبية التي ساهمت في زيادة الفرقة أَكثر مما ساهمت في جمع القلوب والصفوف . </br> ونودّ أن نعرض فيما يلي بعض النقاط التي نراها هامة بالنسبة لما نشعر بوجوب النصح فيه : </br><font color="#0000FF" size="4">1ـ أُخوَّة الإِيمان والولاء بين الشعار والتطبيق </font> </br> ومع الأيام تكوّنت ولاءات متعددة مرتبطة بالشعار أو بالتجمع أو بالأشخاص ، في صورة فقدت معها إشراقة الولاء الحق لله ، الولاء الأول الذي يجب أن تنبثق منه كل موالاة في الحياة الدنيا ، وأهمها: أخوّة الإيمان .<BR> أخوّة الإيمان لا يمكن أن تتحقّق في الواقع في الحياة الدنيا إِلا إِذا تحقّق الولاء الأول لله وحده، والعهد الأول مع الله وحده والحبُّ الأكبر لله ولرسوله ، لينبع من ذلك كلُّ موالاة إِيمانيّة صادقة وكل عهد في الدنيا صادق ، وكلُّ حب في الله صادق . </br> والولاء كما يصوره لنا منهاج الله ـ قرآناً، وسنّة، ولغة عربية ـ هو تصوّر فكريّ محدَّد ، وإيمان واضح المعالم ، وعاطفة صافية ، وممارسة إيمانيّة في الواقع ، ممارسة إيمانيّة واعية صادقة تقوم على صفاء الإيمان والتوحيد ، وصدق العلم بمنهاج الله ، ووعي الواقع من خلال منهاج الله لا من خلال سواه . إنه ليس مجرّد شعار خالٍ من الممارسة والتطبيق . </br>فالولاء الأول لله ، والعهد الأول مع الله ، والحب الأكبر لله ولرسوله ، أسس لابد من تحقيقها في النفس ، في الفكر والتصور في الممارسة والتطبيق ، حتى تتحقّق الأخوة الإيمانيّة على الصورة التي يريدها الله _سبحانه وتعالى_ ، خالية من العصبيات الجاهلية ، نقيّة من الأهواء وتضارب المصالح الدنيوية الماديّة . </br> وفي واقع الإنسان لا يتحقق ذلك إلا بالتربية والبناء ، والتعهّد والتدريب ، والمعالجة والتقويم ، والإدارة والإشراف ، والمتابعة والتوجيه ، حتى يهيّئ هذا كله صدق الالتزام تحت الإشراف والتوجيه والمعالجة . لابد من الإدارة الحازمة ونظامها الواضح وقواعدها الجليّة ، لترتبط مع نهج التربية والبناء والتدريب والإعداد ومع المناهج التطبيقية والنماذج العمليّة ، ليضم ذلك كله نظريّة عامّة للدعوة الإسلامية تحمل معها الدراسات التفصيلية لكل بند من بنودها ، وتحمل معها ميزان المؤمن ! <BR> لقد شهد عصرنا الحديث في الساحة الإسلامية اضطراب التصوّر لمعنى الولاء ، حتى كاد " الولاء " نفسه يصبح شعاراً خالياً من نبضة الحياة وإشراقة الممارسة الإيمانيّة، وكادت مبادئ أخرى في الإسلام تصبح شعاراً أكثر مما هي ممارسة ، شعاراً نتغنىّ به في المقالات ، ونتنافس فيه في ميادين الإعلام وإثبات الوجود في الساحات . </br>من خلال ذلك أصبح الولاء في الساحة الإسلامية من الناحيّة العملية لدى بعـض المسلمين ولاءً لرجل أو وطن أو مصلحة على صورة مستقلة عن الولاء لله ، ليست نابعـة منه ، ولا مرتبطة بالعهد مع الله ، ولا بالحبّ الأكبر لله ولرسوله . </br>وأصبح الولاء للشعار نفسه ولاءً بعيداً عن محتوى الشعار ومتطلباته، فلا عجب إذن إذا شهدنا تمزّق العمل الإسلامي وتفتّته في تكتلات تظل تنقسم وتتزايد وتتوالد ، بدلاً من أن تقلَّ وتضمر ! </br>من خلال ذلك سهل على الضُّعفاء والمنافقين أن يتسلَّلوا إلى داخل الساحة الإسلامية ، يحميهم الشعار والعصبيات الجاهليّة . سَهُل ذلك كله ولكن صعب التمييز بين حالة وحالة، وأصبح العمل الإسلامي يحرص على كسب الأنصار والمؤيّدين ، وعلى التنافس في ذلك ، أكثر من الحرص على البناء والإعداد والتدريب، وأخذت الأخطاء تتزايد ، والانحراف لدى هذا وذاك ينمو، دون أن يجد النصيحة الصادقة والتوجيه الحازم ، والمعالجة الأَمينة .<BR>لقد تسلل إلى صفوف المؤمنين في عهد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ منافقون ، أوحى الله بأسمائهم إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فلم يبلّغ رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أسماء المنافقين للصحابة إِلا لحذيفة بن اليمان ، ولكن وضع بين أيديهم ميزاناً واحداً دقيقـاً تعلّموه في مدرسة النبوة الخاتمة ، يُنزِلون به كل إنسان منزلته الأمينة ، ميزاناً يحكم على الكلمة والموقف والعمل ، لا بالظن ولكن بالتبيّن : "ولو شئنا لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم" [ محمد : 30 ]<BR>ولكننا نخشى اليوم أن يكون الميزان قد تعدّد أو تعطل ، فسهل على بعضهم أن يخترق صف المؤمنين ، وأن يطرح من الشعارات ما يشاء ، ولو حملت الانحراف في زخرف وزينة تجذب بعض النفوس ، وتختلط مع شعارات الإسلام ومصطلحاته ، حتى تتيه المعاني والأفكار، فزاد ذلك من اضطراب معنى الولاء ومعنى أخوة الإيمان ، وزاد من تمزّق صفوف المسلمين .<BR>غلب مصطلح " المنهج الوطني " والمصلحة الوطنية ، والمصلحة القومية والإقليمية ، والأخوة القومية والوطنية والإقليمية والإنسانية في أجواءٍ تمزّقت فيها أخوّة الإيمان ، وما حرص بعضهم على الدعوة إليها كما حرصوا على الدعوة إلى تلك، فظهرت صور متعدّده من العصبيات الجاهليّة حتى غُرِست في النفوس ، وحملها النثر والشعر والأدب ، وتغنّت بها المحافل والأندية .<BR>وأصبح بعض المسلمين يحرصون على لقاء غير المسلم والدعوة إِلى التعاون معه ، وخفض الجناح له ، والحوار معه ، دون الالتفات إلى حقوق المسلم ووجوب اللقاء معه والتعاون معه والحوار معه ، إلا بمقدار ما توفّره المجاملات واللحظات الآنيّة مع غير المسلم لين وخفض جناح ، ومع المسلم صراع وشقاق !<BR>لو أخذنا جهود قرن أو قرنين من العمل الإسلامي ، فهل استطاعت تلك الجهود أن تحقق جوهر أخوة الإيمان ، حقوقاً وواجبات ، وعاطفة ومسؤوليات، بين المسلمين في واقعنا اليوم ؟! هل استطاعت تلك الجهود أن تبني أخوّة تقاوم عوامل التمزّق ، أخوةً تتحقق بين جميع المسلمين ، يفهمها الجميع ويؤمنون بها ويوفون حقوقها ومسؤولياتها ؟! وهنا نتساءل على أيّ أخوّة كانت تُربّى الأجيال المسلمة المتصارعة ؟ وما هو الغذاء الذي تلقّته؟ وما هو التدريب الذي نالته ؟! وهل تحقّق الولاء الحق لله فكراً وتصوراً وممارسة ؟!<BR><font color="#0000FF" size="4">2ـ بين الشعار والنهج </font><BR><BR>إنَّ أَعظم شعار نرفعه،هو:الكتاب والسنة. الجميع يرفعونه ، بل من يجرؤ على إنكاره علانية أو محاربته جهاراً ؟! كلُّهم يجمعون عليه ، ولكن هل التقوا عليه كما التقى أصحاب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في عهد النبوة الخاتمة والخلافة الراشدة ؟! العهد الذي أُمرنا أن نعضّ عليه بالنواجذ تمسّكاً وممارسة ؟! لعل هذا الشعار العظيم لم يتحوّل في واقع بعض المسلمين إِلى نهج وممارسة ، إلى نهج يظل ينمو مع الممارسة في هداية منهاج الله ـ قرآناً وسنّة ولغة عربيّة ـ، أين الخلل ؟!<BR>قامت " الصحوة الإسلامية " وضج الناس بشعارها ، فما وجدت إلا الحماسة العاطفية والتصفيق ، ولم تجد النصح والتوجيه ، حتى وقعت أشدّ الهزائم مرارة تحت شعار " الصحوة الإسلامية " ! وأَيُّ نصح كان يُرتجى غاب وطُوي بين هدير الحناجر وتصفيق الأكف ودويّ الشعار ! واختفت العيوب والأخطاء والخلل في طيّات الشعار .<BR>كان يجب أن تكون " الصحوة الإسلامية " نهجاً محدَّد المعالم والأُسس أكثر منها شعاراً، كان يجب أن تكون " الوسطية " نهجاً محدد المعالم بدلاً من أن تكون شعاراً رأى فيه الناس مسلسل التنازلات في ميدان الفكر والسياسة بصورة أو بأخرى !<BR>لسنا بحاجة إلى شعار " الوسطية "، ولكننا بحاجة إِلى نهجها و فهمها من خلال الكتاب والسنة والواقع، نحن بحاجة إلى أن نفهمها من خلال عمليّة البناء والتدريب والإعداد ، من خلال تدبُّر منهاج الله تدبُّراً منهجيّاً ، دون الحاجة إِلى شعار الوسطية والاعتدال الذي أخذ ينادي به نكسون ، وأمريكا ، وغيرهم، نحن بحاجة إلى تعلُّم منهج " الوسطية " من الكتاب والسنّة حتى لا يولّد الشعارُ مفهوماً للتنازل ، وحتى لا يولّد شعاراً مضادّاً هو التطرُّف والمغالاة .(3)<BR>نحن لسنا بحاجة إلى إطلاق شعار " العدل " ، وكلُّ المجرمين في الأرض يطلقونه ، فالديمقراطية تطلقه ، والعلمانيّة تطلقه ، والاشتراكية تطلقه ، والثورة الفرنسية أطلقته، وصوت هؤلاء اليوم غلب صوتنا حتى صار بعض الدعاة المسلمين يدعون ليل نهار إلى الديمقراطية وعدالتها، وإلى الإخاء فيها والمساواة فيها ، في المؤتمرات الإسلامية ، وكأنهم نسوا أن للديمقراطية دولاً تدعو إليها وحسبها ذلك ، وأنهم يُسمَّون دعاةً مسلمين ، أي: دعاة يدعون إلى الإسلام ، فلِمَ انبرى عدد غير قليل من دعاة الإسلام يدعون إلى الديمقراطية، والعلمانيّة، وأخوة القومية، وأخوة الإقليمية، وأخوة الإنسانية ، وعدالة الاشتراكية ، ومساواة الإنسانية ! ذلك كله تحت شعار الإسلام ، دون أن يدعوا إلى أُخوة الإسلام وعهد الله، وإلى ضرورة بنائها . لا تنقصنا أخوة الوطن، ولكن تنقصنا أخوة الإسلام .<BR><BR>نحن بحاجة إلى أن نطلق نهج العدل و نهج الوسطية ، ونهج الأخوة ونهج المسـاواة، كما يقررهـا الكتاب والسنة لا مجـرّد شعاراتها ، لقد أصبح الكتاب والسنّة لدى الكثيرين شعاراً ، دون أن يجدوا في الشعار نهج العدالة والأخـوة والمساواة ، ولاهم وجدوها في واقع الدعاة المسلمين المتصارعين ، والساحة الإسلامية الممزّقة . فاتجهت أنظارهم وقلوبهم إلى الاشتراكية والديمقراطية والعلمانية والحداثة ، وأخذوا يدعون إِلى عدالتها وأُخوَّتها ومساواتها غير الصادقة !<BR>لقد مضى على قضية فلسطين قرابة قرن ، لم يستطع المسلمون أن يضعوا نهجاً نابعاً من الكتاب والسنة ، يجمع عليه المسلمون ويلتقون عليه إيماناً وعملاً وتطبيقاً ! وكان لأعداء الإسلام ، للطرف الآخر ، نهج موحّد التقوا عليه ، لقد وجدت قضية فلسطين عاطفة جياشة هائجة كثيراً ، ولكنها لم تجد التوجيه الإيماني الموحَّد ، وجدت الشعارات التي تتوالى شعاراً بعد شعار ، ووجدت الناس يصفّقون لهذا الشعار سنين طويلة ، ثم يصفقون لغيره ثم لغيره ، وخلال ذلك يبقى لليهود شعار واحد ونهج واحد ! وخلال ذلك تضيع قضية فلسطين ! يلتقي المسلم مع غير المسلم ولا يلتقي المسلم مع المسلم ! وتجلس الملايين من المسلمين قوى مشلولة معطلة .<BR>لقد غلب العمل الإقليمي أو القومي في قضية فلسطين تحت شعار الإسلام ، ولكن لم يكن النهج الإسلامي الجامـع هو الذي يحدّد المسيرة، فشهدت قضية فلسطين مسلسلاً طويلاً من التنازلات بين دويّ الحناجر والهتافات وتصفيق الأكف وانطلاق المظاهرات ، في صـور عاطفية ارتجالية ، بعيدة عن سلامة النهج ووحدته ، وفي نشاط إقليمي في وسط من الملايين المشلولين، وإِن أَول تنازل وقع من المسلمين كان لابدّ أن يليه مسلسل التنازلات الذي لا ينتهي إلا باليقظة والعودة الصادقة إلى منهاج الله .<BR>لو جُمِع ما كتب عن فلسطين لوجدتَ أكواماً وأكواماً ، ولو راجعت المؤتمرات والندوات لهالك عددها ، ولو أحصيْت المظاهرات لفاقت التصور ، ولو أصغيت إلى الهتافات ودوي الشعارات وضجيجها ، ودويّ العاطفة وهديرها لفزعت ، ولو أصغيت إلى الخطابات والبيانات لراعك بيانها ، ومع ذلك فقد ضاعت فلسطين :<BR><BR><DIV align=center> <TABLE width=450 align=center border=0 cellPadding=0 cellSpacing=0> <TBODY><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">كلٌّ يقول أنا الـذي ينجـي الديـا</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">رَ بـوهمـه وشـعـاره المتعَجّـل</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">كلٌّ يقـول أنا الذي فإذا الذي </SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ليس الذي يا ويحَ من لم يعـدِلِ</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">يا أُمتي كم من دمـاءٍ قد صَبَـبْـ</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ـتِ ومن صريعٍ في الدّيـار مجَـدَّلِ</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">كم جُـدْتِ بالكفّ السخيّ على ميـا</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">دين النـزال وجمعها لم تبخلـي</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">قد جُـدْتِ بالمـال الوفير و بالدِّمـا</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ء بكل غصن من شبابك مخْضَـلِ</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">كم من نسائـك قد خلعـن قـلائـداً</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">زانت وجُـدْنَ بكلِّ غالٍ من حلـي</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">يا أمّتي مهـلاً بذلـت مع السـ</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ـنين تطول أين جنى العطاءِ المجزلِ ؟</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">يا أمّتي لِـمَ بعْـدَ ذلك لم نـجـدْ</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">إلا الهزائم هل وقفـتِ لتسألي (4)</SPAN> </TD> </TR></TBODY> </TABLE> </DIV><BR><BR>كلٌّ يحرص على من معه في التنظيم ، حتى تحوّلت أخوة الإيمان إلى أخوة التنظيم ، فلا يعترف المسلم بأخيه المسلم إِلا إِذا كان معه في التنظيم ، وفي ذلك الجزء من التنظيم إِذا تعدّد التنظيم !<BR>ألا ترى أن مِنَ المسلمين مَنْ إذا ذكر الشهداء ذكر من ينتسبون لحزبه أو جماعته وأغفل سواهم كأنهم ليسوا من المسلمين ، وفي جميع الحالات ليس لأحد أن يحدِّد الشهيد من غير الشهيد ، فهو أمر يختص به الله _سبحانه وتعالى_ وحده، وما ذكر المسلمون في عهد النبوة والخلافة الراشدة عن أحد أنه شهيد إلا ما علّمه الله لرسوله ، وبلّغه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إلى المسلمين .<BR>ألا ترى أن من المسلمين من إِذا كتب عن الكتاب والأدباء أو الشعراء ذكر أَحِبَّاءه فحسب وأغفل من كان خارج دائرته الحزبيّة أو العائلية أو الإقليمية ، وفارق عدالة النهج الإيماني، وحين يكتب غير المسلمين كالغرب مثلاً فقد يتّبعون قواعد يسمونها النهج العلمي ، فيوفونه أحياناً أمانة ودقّة . الأمثلة على ذلك في واقع المسلمين كثيرة جداً لا حاجة لذكرها .<BR>نحن بحاجة إِلى أَن يُنصِف بعضُنا بعضاً ، وأَن ننصف الناس جميعاً ، فالعدالة أساس في الإسلام نظريّة وتطبيقاً، وإِن كان الإسلام قد حرّم شيئاً من هذا القبيل فإنه حرّم الموالاة والموادّة لغير المسلمين ، وأمر بالأخوة بين المؤمنين ، وأمر بالقسط والبرّ مع كلِّ من لم يحارب الإِسلام والمسلمين، ولكننا اليوم منا من أعطى الولاء والموالاة والموادة لغير المسلمـين ، وحرَّم ذلك على المسلمين ، فظلم نفسه ، وظلم المسلمين ، وما قسط وما عدل بذلك مع أحد .<BR><BR>كلٌّ يُريد أن يُثْبت وجوده ، أو يُثَبّت وجوده ، ليظَلَّ هو ثابتاً مثبَّتاً ، ولتذهب الدنيا ! فلا هو أفلح ووضع نهجاً ولا غيره صَدَقَ فنصحَ ، ولا المخطئون تابوا واستغفروا وأنابوا ! ، ولا النائمون استيقظوا ! وظل المخطئ على خطئه ، تتجمع الأخطاء حتى تصبح ركاماً عالياً يحجب الرؤية و يخفي الحق والحقائق، ويلقي غشاوة على العيون ، ويضع القلوب في أكنّة ، وتزداد الفواجع والكوارث والنكبات ! نتحدث عن الصحوة وعن قضية فلسطين كنموذج ، ولكن سائر القضايا أصابها ما أصابهما ، وما زلنـا نتغنى بالشعارات ونصـوّر الهزائم صحوة ونصراً ، دون أن نرفق الشعار بالنهج المفصل والخطة المدروسة !<BR>ألا يستحق واقعنا أن نسأل ونتساءل أين النهج الجامع الذي ينبع من الكتاب والسنة ، ويُلبِّي حاجة الواقع ، ويوفر العلاج ، ويضع " الميزان العادل " ليوفي كلَّ أمر حقّه، وكلَّ عامل حقه، وكلَّ جهد فُسْحته ، ويَجْمع القلوب والجهود على صراط مستقيم ، بقلوب متجهة إلى الدار الآخرة ، إلى الجنّة ، إلى ما عند الله ، تؤثره على الدنيا وزخرفها :<BR><BR><DIV align=center> <TABLE width=450 align=center border=0 cellPadding=0 cellSpacing=0> <TBODY><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">أين المناهج هل ترى أحداً يسـا</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ئـل عـن سبيـلٍ للنجـاة مُفَصَّـلِ</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">أو أيـن أهـدافٌ وأَيـن معـالـمٌ</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">تُجْلـى على دربٍ إليهـا مـوصِـلِ</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">خـدر يسيـل مع الدمـاء ويغتلـي</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">بين العـروقِ وفي الفؤاد ومِفْصَـل</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ضَجـّت حَنَاجِـرُهُمْ ! وأُلِهِبتِ الأكٌـ</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ـفُّ على ارتجـال تـائِـهٍ متَعـلِّلِ</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ضجّوا ! وبعد هنيهة غاب الضجيـ</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ـجُ وغـاب كـلُّ مصفّقٍ ومهـروِلِ</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">تمضي السنون تمرّ تَسْأل أين مَنْ</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">ضجُّوا وأينُ حصادُ جُهْـدٍ ممحلِ (5)</SPAN> </TD> </TR></TBODY> </TABLE> </DIV><BR><BR>حتى حين تُطرح فكرة اللقاء وبناء الصف الواحد ، يُخيَّل إلى بعضهم أنها عمليّة تجميع ومجاملات وتكتلات تحمل خصائصها السابقة وعللها وأمراضها ، وكأننا نجمع خللاً إلى خلل ، ووهناً إلى وهن، أوأننا نريد أن نجمع ممثلاً من هنا وممثلاً من هناك .<BR><BR>كلا ! إن اللقاء الذي ندعو إليه لقاء على نهج واحد ، نهج يحمل النظرية والتطبيق والمناهج والنماذج ، نهج يكشف لنا أمراضنا وعللنا ويضع لها العلاج دون أن نُخْفي ذلك في طيّات المجاملات والمراء ، نهج يحمل الخطة والتطبيق ، يحمل الإدارة والتنظيم ، يحمل النهج والتخطيط ، يحمل التربية والبناء ، والإشراف والتوجيه ، والمتابعة ، والإعداد والتدريب ، ويحمل الميزان الأمين ، ميزان المؤمن !<BR><font color="#0000FF" size="4">3ـ غياب النصيحة وظهور الانحرافات وزيادة الفرقة والتمزّق </font><BR>لقد استطـاع بعضهم عن طريق الكلمة والأدب أن يتسلل إلى صفوف المؤمنين دون أن يحمل نهجهم أو يلتزم التزامهم إِلا بالكلمة التي قد تعوج والخليط الذي أصبح لا يُثير الدهشة والاستغراب مع شذوذه وغرابته .<BR>لقد اعتاد بعض المسلمين قبول الخلل في الكلمة والشعار ، وقبول التنازل بعد التنازل ، والانحراف بعد الانحراف ، وغابت النصيحة في طيات المجاملات وفي عدم التزام قواعدها الربانية : <BR>عن ثوبان _رضي الله عنه_ عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قال: " الدين النصيحة " [ رواه البخاري في التاريخ والبزار عن ابن عمر ]<BR>نحن بحاجة إلى النصيحة كما أمر الله ورسوله ، نحن بحاجة إِلى تغيير كبير قبل أن تزداد الفواجع والمذلة والهوان ، وقبل أن نقول :" لات ساعة مندم "<BR>لقد نزلت بعض مظاهر الانحراف في واقعنا نحن المسلمين ، فمنا من كان يثور ويغضب وينتقد ، ثم يهدأ ويصمت ، ثم يمضي ويستحسن ، ثم يدعو ويلتزم ذلك الانحراف ، ثم يدعو إليه بدلاً من أن يدعو إِلى الإِيمان والتوحيد ، إِلى الكتاب والسنّة ، إِلى الله ورسوله ، إلى الإسلام كله كما أُنزل على محمد _صلى الله عليه وسلم_ ، أصبح بعض من أساء إلى الإسلام جهاراً موضع حفاوة وتكريم من بعض المسلمين .<BR>المؤمنون يجب أن يكونوا أشدَّ إصراراً على الحق الذي يدعون إليه ، وأشد ثقة واطمئناناً بنصر الله إِذا استقاموا على الدرْب وصدقتْ النِّيّة وصح النهج والعزم . <BR>إن في النفوس كبراً جعلها ترفض النصيحة ، وترفض أن تُنصَح وترفض أن تَنْصَح ، وأصبح بعضهم تبعاً لذلك لا يشعر بخطئه ، ولم يتّعظ من الأحداث والواقع ، فأنى لمثل هؤلاء أن يغيروا ما بأنفسهم ؟! وأنى لهم أن يغيّروا طريقة تفكيرهم ؟! وأنّى لهم أن ينهضوا لمعالجة الخلل والأمراض والعلل ؟!<BR> "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتـاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون " [ الحديد : 16 ]<BR>كان من أثر غيـاب ذلك أن أخذ بعضهم يدعو إِلى العلمانيّة بوضوح وجرأة ، في مؤتمرات إسلامية ، وأن يدعو آخرون إلى مساواة المرأة بالرجل مساواة مطلقة ، دون أي ضوابط يعلنونها ، ولو أنصفوا لدَعَوْا إلى " تكامل الرجل والمـرأة " بـدلاً من مساواتهما ، فالرجـل رجل ، والمرأة مـرأة ، إلا في عالم " الخنوثة والشذوذ "، <BR>واختلفت الآراء حول ذلك ، فزادت الانقسامات وزاد التمزّق ، وهاجت الأهواء، وفي ظل هذه الدعوات انطلقت المرأة وخاضت كل الميادين ، فما نهض المجتمع ولا الأمة ، ووقعت أشد الهزائم في حياتنا في ظـلال هذه الدعوات وأمثالها ، واختلط الحابل بالنابل ، وحار المسلم وهو يقرأ القرآن ويدرس السنَّة ، بين ما يقرأ وبين ما يشاهد، وما رضي به الناس فسكتوا عنه أو آزروه ! حار المسلم بين ما يقرأ وما يشاهد ، حتى لو جاءت الفتوى من هنا أو هناك ، فإنها تزيده حيرة واضطراباً .<BR>لم يكن للمرأة مشكلة أيام النبوّة الخاتمة والخلافة الراشدة ، فقد كانت المرأة المسلمة تعرف دينها والرجل يعرف دينه ، وكل منهما يعرف حدوده التي حدّدها الله فالتزمها ، فما كان من مشكلة، ولكننا اليوم حين جهل الكثير من النساء والرجال دينهم ووفدت أفكار العلمانيّة ، ووُجد من يتطوّع للدعوة إليها ، ظهرت المشكلة . نحن خلقنا المشكلة بأنفسنا . عَلِّموا الفتاة دينها لتعرف هي حدودها ومسؤولياتها ، وعلِّموا الرجل دينه ليعرف حدوده ومسؤولياته ، تنتهِ المشكلة .<BR>ولنتذكر الآيات والأحاديث الكثيرة التي تبين حدود كل من الرجل والمرأة ومسؤولياتهما . والرجال الذين أجادوا وكملوا كثيرون ، ومن النساء القليل ، ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه أبو موسى الأشعري :<BR>" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل التريد على سائر الطعام " [ رواه أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجه ](6)<BR>ليست المشكلة اليوم محصورة في المرأة ، ولا هي محصورة في موضوع مساواتها أو عدم مساواتها بالرجل ، فللرجل نفسه مشكلات ، وله حقوق كذلك غائبة عنه ، وعليه مسؤوليات غاب عنها . المشكلة تنحصر في أن يعرف كلٌّ مسؤولياته وحقوقه وحدوده . يعرفها من الكتاب والسنّة ، فقد بيّن الله لعباده ذلك وفصّله تفصيلاً .<BR>لا نعالج أخطاءنا وأمراضنا مهما كثرت ، ونلقي باللوم دائماً على الأعداء فهم وحدهم سبب هزائمنـا ! حجّةٌ مضحكة وتفكير سقيم ! ماذا تريدون من الأعداء؟ أتريدون أن يحملوا لنا النصر على أطباق من الذهب ونحن غافلون !<BR><BR><DIV align=center> <TABLE width=450 align=center border=0 cellPadding=0 cellSpacing=0> <TBODY><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">مـالـي ألوم عـدوّي كلما نزلـت</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">بي المصـائـب أو أرميه بالـتُّهَـم</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">وأدّعـي أبـداً أني البـريء ومـا</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">حملـتُ في النفس إلا سقطة اللـمم</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">أنـا المـلـوم فعهـد الله أحملـه</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">وليـس يحملـه غيري من الأمـم</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">والمجرمـون هُمُ والله يأخذهـم</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">أخـذ العـزيز بليلٍ واسـع النّقـم</SPAN> </TD> </TR><TR> <TD width=45% valign=bottom align=left> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">إذا نهضنـا لعهـد الله وانطلقـت</SPAN> </TD><SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"><td width=10%> </td></span> <TD width=45%> <SPAN dir=rtl lang=AR-SA style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; FONT-SIZE:18; mso-ansi-font-size:18; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">عزائم الصدق والإيمان والشـمم (7)</SPAN> </TD> </TR></TBODY> </TABLE> </DIV><BR><BR> وكلما توانى المؤمنون عن الوفاء بالعهد والتزام الحق والدعوة الصافية في صفٍّ واحد كالبنيان المرصوص ، أنزل الله بهم البلاء والعقاب والعذاب ، حتى يستيقظوا أو يهلكوا .<BR>---------------<BR>الهوامش:<BR>(1) صحيح الجامع الصغير وزيادته ( رقم 4515) .<BR>(2) د. عدنان النحوي: الأدب الإسلامي في إنسانيته وعالميته: الباب السادس : الفصل الثاني :ص : 425 .<BR>(3) نيكسون : الفرصة السانحة : (ص : 135ـ162) ، نصر بلا حرب (ص:307ـ308) .<BR>(4) من " ملحمة الإسلام من فلسطين إلى لقاء المؤمنين " .<BR>(5) من " ملحمة الإسلام من فلسطين إلى لقاء المؤمنين " .<BR>(6) (1) صحيح الجامع الصغير وزيادته : (رقم :4578) .<BR>(7) من ملحمة الغرباء .<BR><BR><br>