مصطلح الإرهاب والإعلام العربي
22 جمادى الثانية 1424

مع تنامي موجة العداء ضد الولايات المتحدة الأمريكية في معظم دول العالم لم تجد أمريكا صفة توحد هؤلاء الأعداء المعروفين والمفترضين أفضل من صفة (الإرهاب) التي أطلقتها ضد أي دولة أو جماعة أو شخص عمل أو دعا إلى فعل أي شيء ضد الهيمنة الأمريكية.</br>فعلى سبيل المثال: أسامة بن لادن أو الملا عمر أو صدام حسين لا يجمعهم سوى معاداتهم لأمريكا.. لذلك أصبحوا مشتركين في صفة الإرهاب.<BR>وحركة حماس وتنظيم القاعدة ومورو وأبو سياف... لا يجمعهم أيضاً سوى هذه الصفة المطلقة.</br>وأمريكا حين أطلقت هذه الصفة على أعدائها دون تمييز منها فيمن يدافع عن أرضه أو دينه أو فكره وضعت سلاحاً عالمياً هاماً في محاصرة هؤلاء الأعداء لها.</br>الإعلام الذي بات يحتل درجة مؤثرة وهامة لم يسبق له أن احتلها في أي وقت مضى، أصبح مطية الأهداف والاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بيد من يمتلكه.</br>وطالما أن أمريكا واليهود (الوجهان للعملة ذاتها) يمتلكان -بالفعل- معظم وأشهر الوسائل الإعلامية في العالم، فقد وظفوا هذه الوسائل بشكل جيد ضد أي شعب أو تنظيم يراد استهدافه، وعندما اشتركت دول عالمية أخرى في هذه المبادرة.. نالت شرف إطلاق هذه الصفة على أعدائها هي الأخرى.</br>إذ إن أمريكا – على سبيل المثال – وافقت على إدراج الشيشان وشامل باسييف على لائحة (الإرهاب) بعد انضمام روسيا للحلف، كما أطلقت هذا اللقب على جماعة مورو في الفليبين بعد انضمام الرئيسة غلوريا للحلف.</br>كما نال تنظيم (خلق) هذه الصفة بفضل وجود علاقات متينة بين أمريكا وإيران يحاول الجانبان التستر عليها.</br>فيما نالت المنظمات الفلسطينية هذا الشرف منذ زمن، بمن فيهم جميع أفراد المقاومة الفلسطينية يتبعهم في هذه الصفة عناصر المقاومة العراقية!!<BR><BR>إلا أن الملفت للنظر والمثير للدهشة في كثير من الأحيان هو الانقياد الأعمى من قبل وسائل إعلامية إسلامية وعربية، لهذا التوجه الأمريكي اليهودي.</br>الإعلام العربي في كثير من وسائله يعاني أزمة قديمة في التبعية للغرب (منهجاً وأسلوباً)، ويعاني من وجوده دائماً في دائرة ردة الفعل، وهذا ربما مما لا يحاسبه عليه أحد لأسباب كثيرة، تضمن استمرارها انتماؤه للدول النامية، إلا أن ما يجب أن يحاسب عليه هذا الإعلام هو استخدامه وتقليده الأعمى اللاواعي في كثير من المناهج والسياسات التي يرسمها بعناية أعداء الأمة.</br>نقرأ وبشكل يومي تقريباً أخباراً عربية في وسائل إعلام عربية تتحدث عن "التنظيمات الإرهابية الفلسطينية" أو عن "المنظمات الإسلامية الإرهابية" أو عن "عناصر إرهابية" تقوم بقتل جنود الاحتلال في فلسطين أو العراق.<BR>وربما جرت العادة إعلامياً أن تهذّب تلك الوسائل هذه الكلمة فتضعها بين قوسين، لتصبح "التنظيمات (الإرهابية) الفلسطينية"، إلا أنه ومع مرور الزمن، باتت هذه الأقواس الرافضة لإطلاق صفة الإرهاب على مقاومة مشروعة وواجبة تسقط بالتقادم، لتظهر كلمة الإرهاب مقرونة - تماماً- بأناس يموتون دفاعاً عن دينهم وأعراضهم وبلادهم.<BR><BR><BR><BR><br>