وماذا يجدي البكاء على غزة؟!

ها هو جزء من جسدنا الإسلامي تنهش فيه وحوش الحقد الصهيوني وتغرس فيه أنيابها ليل نهار .
تتساقط القنابل هنا وهناك وتتناثر أشلاء المجاهدين على الطرقات.
تهدم الدور على رؤوس أصحابها ومن بقي من أهلها يفترش الأرض ويلتحف السماء
تنسف المدارس ودور التعليم ليبقى من قدر له العيش يتخبط في ظلمات الجهل.
يموت الأطفال والمرضى لنقص الغذاء والدواء.
تحاك المؤامرات والخطط لاغتيال المجاهدين والمناضلين الذين يحملون راية الإسلام وينافحون عنها بكل ما يملكون من نفس ومال وولد.
" وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" سورة البروج
هذا غيض من فيض مما يعانيه أهلنا وإخواننا في غزة.
إن المشهد على أرض غزة أكثر كآبة من ذلك بكثير فما نراه ونسمعه هو ما تستطيع أن تنقله لنا وسائل الإعلام المختلفة.
وعلى الجانب الآخر من العالم الإسلامي لا تجد إلا تبلدا وانهزاما وتخاذلا و ذلا وهوانا وأعذارا ساقطة وتبريرات واهية من ا الزعماء والقادة.
كما تجد شعوبا مقهورة قد غُلبت على أمرها ولا تملك إلا البكاء والعويل اللذين هما سلاح الضعفاء والعجزة، ولقد بكينا كثيرا فما أغنى عنا البكاء شيئا ولم يزدد أعداؤنا فينا إلا طمعا.
إن البكاء والعويل لا يدفعان شرا نازلا ولا يشبعان بطنا جائعا ولا يداويان مريضا مشرفا على الهلاك.
ترى ماذا ننتظر كي نغيث إخواننا وأخواتنا هذا الجزء الغالي من وطننا الإسلامي؟
أما آن لنا أن نتحرك لننتصر لديننا وعقيدتنا؟
وماذا نقول لله عز وجل عندما يسألنا عن هذه الدماء التي تُسفك وهذه الأرواح التي تُزهق؟
إنني كثيرا ما أتساءل: هل الأمة الإسلامية ما زالت حية أم أنها ماتت وقُبرت منذ زمن بعيد ولم يعد هناك أمل في مبعثها؟


مَن يَهُن يسهلِ الهَوَانُ عليه   ما لِجُرح بِميت إيلامُ

لقد هان علينا كل شيء، هانت علينا أرضنا وبلادنا فأسلمناها لأعدائنا، وهان علينا إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها فأسلمناهم لقمة سائغة لأعدائهم، بل هانت علينا عقيدتنا وشريعتنا في كثير من الأحيان.
إن الشيء الوحيد الذي لم يهن علينا حتى الآن هو قطرة الدم وليس للعزة والكرامة ثمن إلا هذه القطرة وهو ما عبر عنه أحد الدعاة بقوله: "إن قطرة الدم لا زالت غالية على المسلمين، وما دامت قطرة الدم غالية فإنهم لن يصلوا إلى شيء، لأن ثمن العزة والحرية قطرة الدم فقط"
إنها التضحية بكل غالٍ ونفيس!
إنها التضحية بالمال والمتاع!
إنها التضحية بالنفس!
هذا هو الطريق...