أنت هنا

خطبة العيد ويوم الزينة
28 رمضان 1428

يقول تعالى على لسان سيدنا موسي عليه السلام (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) طه الآية 59
فقد أوحى ربنا سبحانه وتعالى لنبيه موسى عليه السلام اختيار هذا اليوم لما فيه من تجمع كبير ومشهد عظيم يتحقق معهما هدف سيدنا موسى، وفي ذلك دلالة على ضرورة الاستفادة الشرعية من التجمعات الكبيرة، يقول الإمام القرطبي عليه رحمة الله في تفسيره لهذه الآية " وإنما واعدهم ذلك اليوم، ليكون علو كلمة الله، وظهور دينه، وكبت الكافر، وزهوق الباطل، على رؤوس الأشهاد، وفي المجمع الغاص لتقوى رغبة من رغب في الحق، ويكل حد المبطلين وأشياعهم، ويكثر المحدث بذلك الأمر العلم في كل بدو وحضر، ويشيع في جمع أهل الوبر والمدر"
ويوم عيد الفطر يوم تجمع كبير، يجتهد الخطباء فيه لإعداد خطبة جامعة شاملة تناسب الجمع الغفير، وتحقق الفائدة المرجوة، لذا فإن كل مجهود يبذله الخطيب في إعداد خطبة العيد سينعكس بإذن الله بالنفع على المصلين.
وقد يكون من المناسب لسياق الحدث وتجمعه، أن يختم الخطيب خطبته ـ كصورة مقترحة ـ بثمرة تكليفية خيرية بذلية يوصي بها الجمع، وحبذا لو كانت قابلة للتطبيق فور الانتهاء من صلاة العيد، كزيارة الأيتام أو التبرع بالدم أو أي صورة من صور البذل والعطاء، ليعود النفع على المصلين والمبذول لهم ومن قبلهم الخطيب الذي حضهم على هذا الخير.