اتحاد الجهاد الإسلامي الأوزبكي العالمي حقيقة أم لعبة استخباراتية؟

تناقلت وسائل الإعلام العالمية في أوائل شهر سبتمبر الجاري (عام 2007م) الأنباء التي نشرتها السلطات الألمانية حول محاولة قيام مجموعة من "الإرهابيين" بعمليات تفجيرية لقاعدة عسكرية أمريكية بألمانيا.

لا شك أن العالم يشاهد في هذه الأيام تنامي الحركات الجهادية وتصاعد قوتها وانتشارها، ولا شك أيضاً أن سبب ذلك هو طغيان كثير من الدول ودكتاتوريتها تجاه الشعوب الإسلامية المقهورة.

وهذه حقيقة لا ينكرها أحد من المنصفين فإن البلاء الحقيقي والإرهاب الأطغى والأخطر هو ما تقوم به تلك الحكومات الظالمة بدعوى محاربة الإرهاب من قتل وتعذيب واعتقالات عشوائية وكبتٍ عنيف لأصوات الحق التي تنادي للحرية والعدالة.

ومن المعلوم أن كل حركة أو مجموعة لها زعيمها أو أميرها، ولها طرقها ووسائلها المعروفة في الإعلام ولها أهدافها التي ينادي بها.

فإذا أخذنا على سبيل المثال بالحركتين المشهورتين إحداهما على مستوى العالم والأخرى في إقليمها الذي نشأت فيه نجد أن كلتيهما موجودتان على أرض الواقع حقيقة من حيث كون زعمائهما معروفين للجميع، ومن حيث كون نشاطاتهما وأهدافهما واضحة أيضاً.

وإن كانتا في حقيقة الأمر لا تتمتعان بنفس القوة التي كانتا عليها قبل حرب أفغانستان، ولا تشكلان تهديداً حقيقياً للأمن العالمي ولا الأمن الإقليمي، وذلك لعدم توفر الإمكانات المادية والشعبية لدى الحركتين جميعاً، ولا سيما حركة أوزبكستان الإسلامية التي لم يعد لها وجود حقيقي في داخل أوزبكستان أصلاً، وإن كان هناك بعض المتعاطفين معها بسبب جرائم نظام كريموف التي جعلتهم ينتظرون الفرج من تلك الحركة الجهادية إلا أنهم لا يستطيعون أن ينضموا إليها ولا أن يؤسسوا أي تنظيم آخر إطلاقاً.

وتنظيم القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن قد بالغت الدول والحكومات في تضخيم خطرها وإظهارها كقوة كبيرة تهدد العالم، مع أنها ليست كذلك.

وكذلك حركة أوزبكستان الإسلامية المسلّحة التي يتزعمها طاهر يولداشيف أيضاً لم تنشأ ولم تظهر إلا بسبب الحملات الإرهابية والجرائم البشعة التي يقوم بها النظام الأوزبكي برئاسة الدكتاتور المدعو "إسلام كريموف" تجاه الشعب الأوزبكي المقهور من قتل للمسلمين وسجن وتعذيب للشباب المسلم وتضييق كامل وشامل لجميع شئون الحياة حتى صار أهل أوزبكستان الغنية بالثروات الهائلة من أفقر شعوب العالم.

وبعد أن خمد صوت حركة أوزبكستان الإسلامية كثيراً ولم يعد الناس يصدقون التحذيرات التي يطلقها حكومات آسيا الوسطى التي ترى أن من مصلحتها إبقاء الناس خائفين من التهديدات الإرهابية ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة جهادية أوزبكية عالمية جديدة –زعموا- ولم نر لها وجوداً حقيقياً، وظننا الكبير بأنها مؤامرة استخباراتية خطيرة تقوم بخداع بعض الشباب المسلم في أوزبكستان وقرغيزستان وسائر دول آسيا الوسطى، أولئك الشباب الذين فقدوا المرجعية الإسلامية الصحيحة، حيث سُجن العلماء الربانييون وخُطفِوا وطوردوا وحُرِم المسلمون من توجيهاتهم ونصائحهم فصار الكثير من الشباب يتخبطون في متاهات مظلمة.

فهذه المجموعة الجهادية الجديدة والتي يسمونها "اتحاد الجهاد الإسلامي" وزعموا بأن لها جذوراً في أوزبكستان وأصدر باسمها بعض البيانات التي لا نعرف مدى مصداقيتها وما هي أهدافها من تلك البيانات، ونسبت إلى نفسها التفجيرات التي نفذت في طشقند وبخارى في عام 2004م .

والأسئلة البريئة التي تقلق كل منصف ومهتم بأمن البلاد كثيرة منها:
- من هو زعيم هذه الحركة "اتحاد الجهاد الإسلامي"؟ وما هي سيرته ؟ ومن أين ظهر؟ وكيف ظهر؟ ومن هم الشخصيات القيادية فيها؟
- من يدري بأن هذه الحركة "اتحاد الجهاد الإسلامي" ربما تكون مؤامرة استخباراتية تديرها بعض الحكومات الإرهابية في العالم؟
- ومن يدري فربما أن هذا التنظيم قد يكون لها علاقة بتنظيم القاعدة وفي نفس الوقت قد تكون أيضاً مخترقة من قبل عملاء يعملون لصالح المخابرات.

ومهما كان الأمر فإننا – عامة الشعب الأوزبكي المسلم من الدعاة إلى الله وطلبة العلم وعموم المسلمين- لا نؤيد أعمال العنف بل ندينها ولا نصدق تلك الدعاوى التي يتبناها الجهاديون ولا نصدق أيضاً تلك التحذيرات التي تطلقها الدول والحكومات التي هي أساس البلاء ورأس الفتن في تصاعد جميع العمليات الإرهابية التي تستهدف الشعوب الإسلامية المغلوبة على أمرها.

وكثير من الأعمال الإرهابية والتفجيرات التخريبية إنما تنفذ بتدبير وتخطيط ومشاركة من قبل الاستخبارت، فالتحذيرات الدولية من وقوع تلك الأعمال الإرهابية ، تلك التحذيرات التي يطلقها كثير من الحكومات ليست نزيهة بل تهدف إلى أغراض سياسية ومصالح حكومية بحتة كإشغال الرأي العام عن المشاكل الحقيقية التي تعصف بالبلاد والعباد وإشغالهم عن دعوات المخلصين ونداءات الغيورين على المصالح الحقيقية للعالم أجمع، فإلى الله الشكوى وهو المستعان على ما يصِفون.