الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد...
فقد عقدت الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل ممثلةً بلجنة دراسات فقه الزكاة ندوة الزكاة الأولى، وكانت بعنوان (زكاة الأراضي والمساهمات العقارية المتعثّرة)، وذلك يوم الجمعة 12/2/1428 الموافق 2/3/2007م في فندق الرياض ماريوت.

وقد جاءت الندوة في جلستين: ألقي في الجلسة الأولى ثلاث أوراق عن قضايا تأصيلية في الزكاة، وألقي في الجلسة الثانية ورقتان عن زكاة الأراضي والمساهمات العقارية المتعثّرة، وبالنظر في الأبحاث المقدمة والتعقيبات والمناقشات التي دارت حول موضوعات الندوة خلصت لجنة التوصيات إلى ما يلي:
1ـ حث جميع المسلمين حكوماتٍ وشركاتٍ وأفراداً على تطبيق فريضة الزكاة كما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لتحقق المصالح التي فُرِضت من أجلها بما يعود بالخير العميم والنفع العظيم على المسلمين مجتمعات وأفراداً، مع أهمية مراقبة الله تعالى في أداء الزكاة والحذر من التحايل للفرار منها أو من إخراجها ناقصة أو تأخيرها.

2ـ ضرورة تبصير أفراد المجتمع ـ على اختلاف تخصصاتهم وتفاوت إمكاناتهم ـ بأحكام الزكاة، والتواصل في سبيل تحقيق ذلك مع الجهات ذات العلاقة.

3ـ التأكيد على أهمية دراسة المزيد من القضايا التأصيلية التي يعود إليها الخلاف في كثير من المسائل الفرعية في الزكاة.

4ـ التأكيد على ملاك الأراضي بأنها محل للزكاة كسائر العروض ؛ لذا يجب عليهم العناية بمعرفة أحكام زكاتها والتحقق من نياتهم في حيازتها مع أهمية التجرّد في ذلك وعدم التحايل وخداع النفس.

5ـ التنسيق مع العقاريين والجهات ذات العلاقة كلجان المساهمات العقارية المتعثّرة في الغرف التجارية وبعض الشركات العقارية المتخصصة لإعداد دراسات تحيط بواقع المساهمات العقارية المتعثّرة لتحديد ضابط التعثّر وأنواعه وأسبابه، وتكون الدراسات وفق منهجية علمية معززة بمسوحات ميدانية وأمثلة تطبيقية يتبع هذه الدراسات حلقة نقاش تضم مجموعة من الفقهاء والعقاريين لمناقشة نتائج الدراسة.

6ـ بالإضافة إلى ما تقدم فإن لجنة التوصيات ترى أن بعض المسائل المتعلقة بزكاة الأراضي والمساهمات العقارية المتعثّرة تحتاج إلى مزيد بحث، وتوصي بعقد حلقة نقاش خاصة بزكاة الأراضي وحلقة خاصة بزكاة المساهمات العقارية المتعثرة واستكتاب الباحثين لدراسة صور كانت محل نقاش في الندوة، ومنها:
أ ـ ما يتعلق بنية مالك الأرض وأثره في إيجاب الزكاة:
 الفرق بين نية البيع ونية التجارة.
 شراء الأرض لحفظ المال.
 النية المُبهمة في ملك الأرض والاستدلال بقرائن الحال على تعيين النية.
 التفريق بين إضمار بيع الأرض وبين عرضها على المكاتب العقارية وإعلان بيعها هل هو مؤثر في الزكاة؟
 الحكم عند تردد المالك ماذا يفعل بالأرض أيؤجرها أو يبيعها أو يتركها للزمن.
 نية بيع الأرض لا للتجارة، وإنما للتخلص من مشاكلها أو للبعد عن جيرانها، أو لاستبدالها بموقع آخر يصلح للسكن.
 من اشترى الأرض ولم يعرضها للبيع متربصاً ارتفاع الأسعار.

ب ـ زكاة صور مختلفة من الأراضي، ومنها:
 الأرض تحت التخطيط.
 الأرض ذات العوائق في الملكية.
 الأرض ذات العوائق التنظيمية.
 أرض الإقطاع الزراعي إذا لم يستثمرها من مُنِحت له وتركها لسنوات.
 الأرض الزراعية إذا كانت للتجارة.
 شراء الأرض بالتقسيط أو بيع الأرض بالتقسيط.

ج ـ زكاة الأراضي الكاسدة:
 ضابط الكساد وربطه بواقع الأراضي.
 تحقيق مذهب المالكية ومدى إمكانية تطبيقه على هذه الصورة.
 حكم زكاة الأراضي الكاسدة وكيفية تقويمها.

د ـ حكم إخراج زكاة الأرض منها. هـ ـ زكاة المساهمات العقارية المتعثّرة:
 ضابط التعثّر (مع أهمية ربط ذلك بالواقع والاتصال بالجهات العقارية المتخصصة).
 حكم زكاة المساهمات العقارية المتعثّرة حسب أنواعها وأحوالها.
 تقويم الأسهم العقارية المتعثرة ومدى إمكانية اعتبار القيمة السوقية للسهم.
 تأخير بيع المساهمة بسبب رفض مدير المساهمة حتى تصل إلى سعر معين مع مطالبة المساهمين بالبيع.

و ـ مسائل تتعلق بزكاة المساهمات العقارية بشكل عام:
 احتساب أجور الخدمات وتطوير المخططات عند تقدير الزكاة.
 مَنْ المخاطب بإخراج الزكاة: المساهم أم صاحب المساهمة؟
 طريقة حساب الوعاء الزكوي في المشاريع العقارية السكنية والتجارية في حال عدم ضخ كامل السيولة.
 تقديم المزيد من الدراسات الفقهية للموضوعات المتعلقة بزكاة المساهمات العقارية المتعثرة، حيث لا يزال الموضوع من النوازل الفقهية التي تشح فيها البحوث والدراسات ذات العلاقة.