أنت هنا

بيان من الشيخ سلمان حول أحداث الصومال
8 ذو الحجه 1427

إن ما جرى من عدوان أثيوبيا على دولة الصومال الإسلامية هو جريمة نكراء بكل المقاييس وتجاوز لأبسط الحقوق الإنسانية والمواثيق الدولية.
لقد ظلت الصومال سنين طويلة تعيش اضطراباً وفوضى وضياعاً، دون أن تتحرك أي قوة دولية مجاورة أو بعيدة لضبط الأمن وحفظ مصالح الناس، وبعد أن ظهرت قوات المحاكم الإسلامية بداء المكر والتآمر، والتدخل الفاجر خفية في الماضي، ثم علانية ودون مواربة كما يحدث الآن.
إن المحاكم الإسلامية ذات وجود منبثق من حاجة الشعب الصومالي المسلم، وليس لها أي امتداد خارجي، ولا يوجد لها علاقة مع أي جهة خارجية، وإلصاق تهمة الإرهاب بها كما تروجه بعض الوسائل والقوى هو لمجرد افتعال ذرية كاذبة للتدخل السافر والحرب الشعواء.
إن واجب المسلمين شعوباً وحكومات وعلماء وجمعيات خيرية وإنسانية، يحتم عليهم أن يسارعوا لتطويق الموقف، وحفظ خيار الشعب الصومالي المسلم ودعمه ومساندته بكل احتياجاته الإغاثية، والإنسانية، والطبية، والمادية، والمعنوية.
إلى متى تظل البلاد الإسلامية مجالاً للمغامرة، وممارسة التسلط والعدوان بمأمن عن ردود الأفعال.
إن النظام الدولي ومؤسساته بما فيها الأمم المتحدة وكذلك الدول الكبرى ستظل بعيدة عن شعاراتها المتعلقة بالعدل والسلام إذا وقفت في صف الظالم والمعتدي ولم تعترف بحقوق المسلمين.
إن مجرد الضعف الذي يعيشه المسلمون ليس مسوغاً للاستخفاف بهم، فالضعيف لديه ما يفعله وسيظل قادراً على إلحاق الأذى بالمعتدين والظالمين وبمن ساندهم وأيدهم والدهر دول والأيام قلّب.
إن العالم الإسلامي كله يحتفظ بعشرات الأمثلة التي يختص بها من بين دول العالم كله، والتي تجعله استثناء في التعامل، وتسمح بتفعيل السلاح القاتل في أهله وشعوبه وتتجاهل معاناته وآلامه، ولا تصغي لصوت الاحتجاج بل وتغالط في الحقائق وتزور الواقع وتفتعل الأكاذيب.
والواقع أثبت أن المسلمين مهما ضعفوا فهم أقوياء في الممانعة والمقاومة، والمطاولة لعدوهم، وهم أصبر وأطول نفساً وأجدر بالتضحية وأوثق بالنصر .. ولتعلمن نبأه بعد حين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .. والحمد لله رب العالمين.

سلمان بن فهد العودة
مكة المكرمة
7 ذو الحجة 1427هـ
موقع الإسلام اليوم