المرأة الفلسطينية لا تعرف دار شانيل

الحمد لله القائل في محكم التنزيل (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً
والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين وعلى آله صحبه والتابعين وبعد :

نعم بينما تتباهى نساءنا وبناتنا بمعرفة دار شانيل وعطورات باريس وماركات الساعات والسيارات التي تصل أثمانها لمليارات الريالات ، وبينما تنفق نساء دولة خليجية واحدة على أدوات التجميل والعطورات والزينة ما يعادل ميزانية دولة فقيرة في مجاهل أفريقيا وأدغال آسيا !!!! بينما يفعلن ذلك لا يسع المرأة الفلسطينية المجاهدة أن تعرف هذا !!! لأنها ترى أن رسالتها في الحياة أهم وأشرف وأنبل من الاصطفاف وراء هذه الترهات .
خذ هذه الصور المتناقضة التى ارتسمت في ذهني وأنا أشاهد نساء فلسطين المباركة يقدمن على التضحية بأرواحهن لفك الحصار عن المجاهدين المحاصرين في أحد المساجد :

بينما خرجت نساء فلسطين لفك الحصار عن المجاهدين كن يعلمن أن الخطر يتهددهن ويحيط بهن من كل جانب ومع ذلك أقدمن لأنهن يردن الله والدار الآخرة ، سؤال لأخواتنا وبناتنا ونسائنا اللاتي يخرجن للأسواق والمتنزهات والحدائق وهن ينادين وإن لم ينطقن "هيت لك هيت لك "
فكيف يرجى منهن نصراً لأخواتهن في أرض الإسراء والمعراج.

بينما سجلت نساء فلسطين اسمى معاني البطولة والتضحية والفداء في هذا العصر المتحجر بالآلة أنحصرت بطولة بعض نساء المسلمين في المنادة بتحرير المرأة من القيود الدينية والمساواة مع الرجل في جميع شئون الحياة ، فهل يعلم أحد أن هناك ديناً ساوى بين المرأة والرجل في ميادين التضحية والشهادة كما فعل الإسلام ،؟ المرأة في فلسطين لديها قضية للتحرير !! نعم تحرير أرضها من المحتل الغاشم بينما انحصرت بطولة بعض نساء المسلمين اليوم في تحرير المسلمات من العبودية لله سبحانه سيبقى المجد والفخار للمسلمات في فلسطين الحبيبة والعار والشنار للمنعزلات عن هموم المرأة المسلمة

بينما ضحت أخواتنا في فلسطين المباركة بالمال والدم والأهل لم تستطع بعض نسائنا من التضحية بزبدة أوقشطة أو جبنة أو سيارة أو عطراُ صنعته دول وشركات سبت ربنا ونبينا وديننا وتعدت على بلادنا وإخواننا
أقول من انهزم في صراع تضحية بجبنة كيف ينعتق من جبنه ويضحي بروحه ؟!!
الصور التي تصارعت في ذهني أمام ذلك المشهد كثيرة ولكن :

لقد أعادت لنا نساء فلسطين صورا ناصعة من أثر الإيمان عندما يتغلغل في القلب فينتج التضحية والفداء بالمال والدماء

كان أحدنا إذا أراد أن يستشهد لحديثه عن تضحية النساء وجهادهن يضطر
للرجوع لقصص أمهات المؤمنين والصحابيات الجليات ونساء السلف المجاهدات أم الآن فإننا نستطيع أن نطرز حديثنا وبكل فخر بقصص البطولة الصادقة من قصص نسائنا في فلسطين حرسها الله وفك أسرها

لقد وجب على المربيات والمعلمات والأمهات أن يبدأن في الحديث عن مثل هذه البطولات التي تقدمها نساء فلسطين . فليتحدثن عن صبرهن وجهادهن وعوزهن فليجعلن منهن صورة ناصعة للبطولة تسلب عقول الطالبات والأبناء والبنات ، حتى لا تسلب عقولهم بطولات الممثلات والراقصات وقائمة المتحررات من الدين والعفة والحياء

لكن الأهم من ذلك أن يبدأن هن بذلك بأن يتأسين ويقتدين بأولئك المجاهدات والصابرات والمدافعات عن الدين والبلاد .
ولا يصرفهن عن ذلك أن نساء فلسطين لا يعرفن دور الموضة والازياء ، فإن نساء فلسطين يردن الجنة نحسبهن كذلك والله حسبنا وحسبهم وهو نعم الوكيل
اللهم انصر إخواننا المجاهدين والمجاهدات في أرض الإسراء والمعراج على أحفاد القردة والخنازير
واجعل هذه الكلمات من نصرهم وتأييدهم يا حي يا قيوم