إضاءات في طريق التوبة
8 رمضان 1427

لا زالت المراكب تمضي , والقوافل يتلو بعضها بعضاً ..امتداد على طول الزمن .. ركب فيها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد _صلى الله عليهم وسلم أجمعين_ , ثم تلاهم الصحابة الأخيار والتابعون الأطهار وكل بر تقي مختار.
تلك هي قوافل التائبين , ومواكب العائدين , ومراكب الناجين ..عليهم إشراقة الإيمان ونفحات الرضا , وأنس الخلوة , وجلال العبادة , وجمال الطاعة .." سيماهم في وجوههم من أثر السجود" [الفتح 29]
عرفناهم : في مراوحة الأقدام بالقيام ..
عرفناهم : بالصدقة الجزلة والعطاء الكريم والتبرع السخي ..
عرفناهم : بتلاوة القران وترتيلة وتدبرة وترديدهذ ..
عرفناهم : في كل عمل خير , وطريق بر ..
لهم مع كل هيعة صياح .. ويمنعهم عن التهويمة النياح ..
o فيا قوافل التائبين أهلا وسهلاً . كيف لا نفرح بالتائبين ,وقد فرح بهم رب العالمين ( كما في الحديث المتفق عليه )
o مجلسنا اليوم مع العائدين , وحديثنا عن التائبين : لأن القلوب تلين عند سماع خبرهم والأفئدة ترق عند ذكر حديثهم , قال عمر بن الخطاب_رضي الله عنه_ : " جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة" (حلية الأولياء 1/513 ) ) ( يا معشر التائبين من أقامكم وأقعدنا ؟ من قرَّبكم وأبعدنا ؟ " إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده " قفوا لأجل زَمِن , ارحموا من قد عطب .. ) (ابن الجوزي ( المدهش ص 358) ) إن كرهتم لنا الصحبة فاجعلونا ولو في الخدم .. نعوذ بالله من الحرمان ونسأله العفو والغفران ..
الحديث عن التائبين يجمل ويطول وحتى نلم شتاته ونجمع أطرافة نجعله في إشارات وإضاءات علَّها تدفع سائراً , وتوقظ حائراً , وتقيم عاثراً .... والله يتولى الجميع بإحسانة .

الإضاءة الأولى : بادر بالتوبة ولا تسوف , فالعمر قصير , والأمر عسير ,والطالب غالب .. قال لقمان لابنة "يا بنى لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة , ومن ترك البادرة إلى التوبة بالتسويف كان بين خطرين عظيمين أحدهما :أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير ديناً وطبعاً فلا يقبل المحو , الثاني : أن يعاجله المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو .
أيها العاصي المقصر- وكلنا ذلك - شهر كريم مبارك قد أقبل علينا , إذا لم توقظنا مواعظه فمتى تستيقظ ؟! ( وا أسفا لمضروب بالسياط ما يحس بالألم ، ومدعو إلى النور ثم هو يختار الظُلم . الخير كله بجوارك , والناصح ينادي عن يمينك وشمالك , وقد اشتد بك زكام آثامك ) فلا نسيم خير تشم ولا لطعمه تستروح .
ألا يكفيك الموت واعظاً ؟! قد أخذ أحبابك وأقرانك وإخوانك ( كم أخرج الموت نفساً من دارها لم يدارها ، وكم انزل أجساداً بجوارها لم يجارها ،وكم نقل ذات أخطاءٍ بأوزارها , كم أجرى عيون كالعيون بعد بُعد مزارها ).
يا مغرماً بوصال عيش ناعم ستصد عنه طائعاً أو كارها
إن المنية تزعج الأحرار عن أوطانهم والطير عن أوكارها

بادر إقبالة الشهر بالتوبة , وأعلن فيه إلى الله الأوبة , وتدارك نفسك ما دمت في وقت المهلة قبل :"أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ  أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" (الزمر :56، 57 )

الإضاءة الثانية : التوبة وظيفة العمر .. فهي كما تكون عن الخطيئة فإنها تكون عن التقصير في أداء حق المنعم وشكره .. ومن ذا يؤدي للإله حقه أو يقوم له بتمام شكر النعمة ..
إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليَّ لـه في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
كان  - وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر - يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مئة مرة! أو لسنا أولى بذلك منه وأحوج!! .

التوبة بداية العبد ونهايتة خاطب الله بها أهل الإيمان وحملته من الصحابة رضي الله عنهم - بعد جهادهم الطويل وصبرهم وعبادتهم وهجرتهم - فقال :" وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ".( النور31)
حين توجد المحاسبة تعرف قيمة التوبة إذ بالمحاسبة يعرف النقص, أما أن يعمل الإنسان ولا يلوي على شيء ولا يدري عن شيء فتلك هي الغفلة أعاذنا الله منها .

الإضاءة الثالثة : إياك واليأس والقنوط من روح الله ورحمته , فإذا كررت الذنب فكرر التوبة , وإذا أحدثت خطأ فأحدث له أوبه , فإن الله لا يمل حتى تملوا.
قل للذي ألف الذنوب وأجرما وغــدا على زلاته متندما
لا تيأسن واطلب كريماً دائماً يولي الجميل تفضلاً و تكرماً
وإذا غلبتك نفسك على المعصية مرة أخرى فعد إلى التوبة , فإن عادت فعد " إن الحسنات يذهبن السيئات "[ هود 114]
إياك أن تستعظم المعصية - أياً كانت - فتردك عن التوبة وتزين لك البقاء على الحال فإن هذا سوء أدب وظن بالله ..إن الله لا يعظم عليه ذنب أن يغفره " إن الله يغفر الذنوب جميعاً " [الزمر 53] غفر للمشرك شركه ولقاتل المئة ذنبه فهل ذنبك أعظم ؟!
إذا أذنبت فتب وأندم فقد سبقك أبوك آدم ، فلا تقلد أباك في الذنب وتقعد عن تقليده في التوبة , واهتف وناج ربك قائلاً :
يا كــثير العفو عمن كثر الذنب لـــديه
جاءك المذنب يرجـو الصفح عن جرم يـديه
أنا ضيف وجزاء الضيف أحــــسان إليـــه

الإضاءة الرابعة : أيها التائب إن قعودك بعد التوبة عجز ومهانة , كنت قبل الهداية من دعاة الضلالة! فلما أن هداك الله لزمت بيتك واشتغلت في خاصة نفسك وظننت أن ذلك يغنيك ، أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام ؟! كنت قبل تنفق على الفساد والإفساد دراهم غير معدودة _ دخان وغناء وأفلام وسفر وسهر _ فلما أن هداك الله بخلت بوقتك وبدراهم معدودة ، فهل جمّد الشيطان رصيدك وقطع صرف دراهمك بعد الهداية وهل خوفك الفقر " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ..... " . قال ميمون بن مهران " من أساء سراً قبلت سراً ومن أساء علانية قبلت علانية فإن الناس يُعَيِّرون ولا يغفرون والله يغفر ولا يعَيِّر" والمعنى : أن ذنب السر يكفي فيه توبة السر , أما الذنب الذي استطار شرره وعم الفضاء دخانه فلابد له من توبة يشرق نورها ويفوح عبيرها بالعلم والعبادة والإصلاح ..
ثم ليعلم أن من أسباب الثبات على الهداية الاشتغال بها والدعوة إليها ، فهاجم قبل أن تهاجم , وادع قبل أن تدع وكن لنفسك على حذر ولا تلق بها في الخطر.. فأنت أدري بنفسك ومواطن ضعفك , فاستعن بالله ثم بإخوانك ..

الإضاءة الخامسة : لا يجوز أن يُعير أحد بذنب بعد التوبة , ففي الحديث " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " (سنن ابن ماجة (4250 ) وحسنه السيوطي والألباني ) فهل يعير من لا ذنب له ، قال شيخ الإسلام :( الذنب الذي يضر صاحبه هو مالم يحصل منه توبة , فأما ما حصل منه توبة فقد يكون صاحبه بعد التوبة أفضل منه قبل الخطيئة كما قال بعض السلف كان داوود بعد التوبة أحسن منه حالاً قبل الخطيئة , ولو كانت التوبة من الكفر والكبائر ؛ فإن السابقين ألأولين من المهاجرين والأنصار هم خيار الخليقة بعد الأنبياء , وإنما صاروا كذلك بتوبتهم مما كانوا عليه من الكفر والذنوب , ولم يكن ما تقدم قبل التوبة نقصاً ولا عيباً, بل لما تابوا من ذلك وعملوا الصالحات كانوا أعظم إيماناً وأقوى عبادة وطاعة ممن جاء بعدهم , فلم يعرف الجاهلية كما عرفوها ..) وقال (وإذا ابتلي بعض الأكابر بما يتوب منه فذاك لكمال النهاية لا لنقص البداية )( مجموع الفتاوى 15/54 ) وقال أيضا :( وما وجد قبل التوبة فإنه لا ينقص صاحبه , ولا يتصور أن بشراً يستغني عن التوبة كما في الحديث " أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم أكثر من سبعين مرة " ويقول إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم مئة مرة " ) (مختصر الفتاوى المصرية ص112 ) ) إنه ليس عيباً أن تزِّل قدمك فتسقط من القمة إلى الحضيض إنما العيب البقاء فيها وعدم محاولة الصعود ..
الفضيل بن عياض العالم الزاهد الورع ,كان شاطراً يقطع الطريق , وكان من خبر توبته : أنه عشق جارية ,فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تالياً يتلو " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ... "[ الحديد 16] قال : بلى يا رب قد آن , فرجع فآواه الليل إلى خربة,فإذا فيها سابلة , فقال بعضهم : نرحل , وقال بعضهم : حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا . قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي , وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني , وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع , اللهم إني قد تبت إليك , وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام (سير أعلام النبلاء 8/421 )

وهذا القعني - عبد الله بن مسلمة - إمام من أئمة الحديث ومن رجال مالك , قال عنه ولده :كان أبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث , فدعاهم يوماً , وقد قعد على الباب ينتظرهم فمر شعبة على حمار والناس من خلفه يهرعون فقال : من هذا ؟ قيل شعبة ، قال : وأيش شعبة ؟ قالوا محدِّث ، فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له حدثني فقال له : ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك ، فأشهر سكينه , وقال حدثني أو أجرحك؟ فقال له : حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود قال: قال رسول الله_صلى الله عليه وسلم_: " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " فرمى سكينه ورجع إلى منزله فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهَراقه وقال لأمه : الساعة أصحابي يجيئون؛ فأدخليهم وقدمي الطعام إليهم فإذا أكلوا فخبِّريهم بما صنعت بالشراب حتى ينصرفوا . ومضى من وقته إلى المدينة فلزم مالك بن أنس فأثر عنه , ثم رجع إلى البصرة وقد مات شعبة فما سمع منه غير هذا الحديث (التوابين لابن قدامة ص 237 ط دار الكتاب العربي)
وعليه فلا يجوز أن يعير أحد بذنب فعله قبل توبته وليحذر المسلم أن يشمت فتقع الشماتة فيه ، فقد روى الترمذي بسند فيه ضعف " لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك " (الترمذي ( 2507 ) ) والمعنى فيه صحة والحال شاهدة فاحذر ..
الإضاءة السادسة : عوناً للعاثر لا عليه .
فإذا وقع أخوك في حفرة كان حقه أن يعان للخروج منها , لا أن يلعن ويدفن فيها ! عن أبي هريرة_رضي الله عنه_ قال :( أتي النبي_صلى الله عليه وسلم_ برجل قد شرب قال اضربوه . قال أبو هريرة_رضي الله عنه_ : فمنَّا الضارب بنعله والضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم : أخزاك الله . قال: لا تقولوا هكذا , لا تعينوا عليه الشيطان ) (البخاري ( 6777 ) ) ومراد الشيطان من عصيان ابن آدم أن يقع في الخزي , والدعاء على العاصي بالخزي موافقة للشيطان في مراده . وعن يزيد بن الأصم : أن رجلاً كان ذا بأس , وكان يوفد لعمر لبأسه , وكان من أهل الشام , وأن عمر فقده فسأل عنه فقيل: تتابع في الشراب , فدعا كاتبه فقال: اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان . سلام عليك .. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ("غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول إليه المصير " ثم دعا وأمن من عنده.. فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرأها ويقول " غافر الذنب " قد وعدني الله عز وجل أن يغفر لي " وقابل التوب شديد العقاب " قد حذرني الله من عقابه .. فلم يزل يرددها على نفسه , ثم بكى , ثم نزع فأحسن النزع , فلما بلغ ذلك عمر قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زل زلة , فسددوا ووفقوا وادعوا الله أن يتوب عليه , ولا تكونوا أعواناً للشيطان عليه (صفحات مضيئة من حياة السابقين 1/244 وعزاه لمناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص132 )
ولا يعني هذا أن تمر المعصية بسلام وأن يُعرض عن العاصي فلا يواجه بقبيح فعله فقد جاء في بعض روايات الحديث السابق ( ثم قال رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ لأصحابه بكتوه . وقد فسر بقوله : فأقبلوا عليه يقولون ما اتقيت الله عز وجل , ما خشيت الله جل ثناؤه , ما استحييت من رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ تم أرسلوه ) (الفتح 12/82 ط دار السلام ) وهذا يكون من غير قصد التشفي والسخرية , بل بقدر ما يبعث الحياء في نفسه ويحجزه عن الوقوع فيه مرة أخرى..

الإضاءة السابعة : اكلفوا من العمل ما تطيقون .
لا تأخذك الرغبة إلى الزيادة فتنقطع , فالمنبت لا يقطع أرضاً ولا يبقي ظهراً , وما طلب جميعاً استعجم عليك بما تطيق وخذ النفس بالتدرج والمران , فما انتهى حال سادات التابعين إلى الكمال إلا بالمجاهدة والدربة . وقد كان ابن الجوزي يسمي مبتدأ التوبة ( صبيان التوبة ) فيقول:( يا صبيان التوبة : ارفقوا بمطايا أبدانكم فقد ألفت الترف " ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن " ... يا صبيان التوبة : للنفس حظ وعليها حق " فلا تميلوا كل الميل " خذوا مالها , واستوفوا ما عليها " وزنوا بالقسطاس المستقيم " فإن رأيتم من النفوس فتوراً فاضربوهن بسوط الهجر "فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا " على أني أوصي صبيا ن التوبة بالرفق , وبعيد أن يقرَّ خائف , أو يسمع العذل محب )( المدهش ص 310 )
ولسنا بهذا نوهن ذراع الراغب أو نغلق الباب أما النفس المقبلة , وإنما والمطلوب أن يُرفق بالنفس عند إدبارها , وأن لا تدفع في إقبالها فوق الطاقة .

الإضاءة الثامنة : أيها التائب الزم الجادة وداوم العمل و اطلب حلاوة إيمانك , وداوم السير طلباً لحسن سيرتك . فقد كان الصحابة إذا أسلموا لازموا العمل حتى يحسن إسلامهم وتكمل أحوالهم ..
إن التوبة ليست عن الماضي فقط , ولا عن المستقبل فحسب كما يقوله ( أناتول فراس )( معجم روائع الحكمة والأقوال الخالدة – المكتب العلمي في دار العلم للملايين ص 69 ) وإنما هي إقلاع في الحاضر يقطع , وندم على الماضي يدفع , وعزم على عدم العود يمنع .
يا معشر التائبين أوفوا بالعقود , ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها , ولا تكن كالتي نقضت غزلها بعد قوة أنكاثا ..
إذا أدركت شهر الصوم فأحسن , وإذا انتهى فعليك بصيام النفل والزم قراءة القرآن ففيه الشفا والنور ، واصبر نفسك مع الصالحين , وإذا دعتك النفس إلى الكسل أو زينت لك الرجوع إلى العادة فمنِّها بالوصول وذكرها بالموعد مع الله , يسهل عليك السير ويهون عليك قطع الدرب بلا تعب ,وذكرها الرفقة محمد وصحبه تنسي بذلك العناء والمشقة ..
وإن حننت للحمى وروضه فباًلغضاء ماء وروضات أُخر

اللهم أحسن عاقبتنا وتوفنا وأنت راضٍ عنا وتب علينا إنكم أنت التواب الرحيم