أنت هنا

الميليشيات الشيعية وإبادة أهل السنة 4 /4
7 رجب 1427


لقد رصدت جمعيتنا، (جمعية ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي) عدداً كبيراً من الانتهاكات التي حصلت بحق العراقيين منذ تأسيس جمعيتنا ولحد الان. ولكن ما حصل من الانتهاكات بحق العراقيين الأشهر التي تلت التفجير الذي حدث في مدينة سامراء في صبيحة يوم 22 / فبراير/ 2006 حيث فاقت تلك الانتهاكات في وحشيتها ما حدث لما سبق ذلك منذ الاحتلال ولحد الان. نلخص طبيعة تلك الانتهاكات بالفقرات الاتية: • الانهيار الكامل لمصداقية الاجهزة الامنية العراقية لوزارة الداخلية بسبب ما قامت به من اشتراك واضح وعلني وموثق في التداعيات التي تلت حادثة تفجير سامراء، حيث اظهرت تلك الاجهزة بانها عبارة عن ميليشيات دينية متطرفة متعصبة بعيدة كل البعد عن الحيادية متجاوزة كل القوانين الوضعية المنصوص عليها في الدستور العراقي والقوانين الدولية والمواثيق الخاصة بحقوق الانسان. • اعتقال اكثر من عشرت الاف10000 شخص وجد العشرات منهم مقتولين، بل وهناك من تم تنفيذ الاعدام بهم حال القاء القبض عليهم. واكثر ما اثار القلق لدى الناس هو العثور على جثث لأشخاص تم اعتقالهم قبل هذا الحادث. • تتكون الاجهزة الامنية من عدداً من الميليشيات نذكر منها: 1. ميليشا قوات بدر. 2. ميليشيا جيش المهدي (مكون من 5 مكاتب وقياده موحده من قل المدعو نجف صمدي من الحرس الثوري الائيراني). 3. ميليشيا يد الله. 4. ميليشيا ثأر الله. 5. ميليشيا بقية الله. 6. منظمة العمل الإسلامي. 7. ميليشيا حزب الفضيلة. 8. ميليشيا المؤتمر الوطني (التابعة لاحمد الجلبي). 9. ميليشيا حزب الدعوة. 10. ميليشيا حزب الدعوة فرع العراق. 11. ميليشيا كتائب القصاص. 12. ميليشيا تجمع الشبيبة الإسلامية. 13. ميليشيا مرتبطة بمكتب آل البيت العالمي! 14. ميليشيا جمعية آل البيت (جمعية انسانية). 15. ميليشيا القصاص العادل. 16. ميليشيا جمعية مكافحة الارهاب. 17. ميليشيا جمعية الصداقة الأمريكية – العراقية. 18. ميليشيا تجمع شهيد المحراب. 19. ميليشيا حسينية البراثا (تابعة لعضو الجمعية الوطنية العراقية جلال الصغير) مركز قياده متكامل فيه محكمه وتحقيق ومقبره (ويلقب بجمهورية براثه الإسلاميه). 20. ميليشا حزب الله (فرع العراق – جماعة كريم ماهود). 21. ميليشيا حزب الله (التابعة للمدعو حسن الساري). 22. ميليشيا غسل العار (تقوم بقتل من يعتقدون بانهم ممن تحولوا في مذهبيتهم). 23. كتائب اشبال الصدر. 24. كتائب ثار الحسين. 25. ميليشيا المرجع محمود البغدادي (الصرخي الذي يدعي بانه يلتقي بشكل منتظم مع المهدي المنتظر!!). 26. كتائب مالك الأشتر. 27. لجنة الكوثر لاعادة اعمار العتبات العراقية واسنادها» وبقيادة عميد الحرس الثوري الايراني ((حاج منصورحقيقت بور)) 28. كتائب الدماء الزكيه 29. جيش المختار. 30. مليشيات حزب العمل الإسلامي المتكونة من ثلاث ميليشيات هي: أ‌- ميليشيا حزب العمل الإسلامي المقر(محمد تقي المدرسي). ب‌- ميليشيا الطليعة. ت‌- ميليشيا الفتح.

• أن تكون اجهزة امنية من اكثر 32 (أثنان وثلاثون)، وبسبب وجود تنافس وتضارب في المصالح بين تلك الميليشيات من حيث أن مراجع كل منهم يريد العمل وفق فتواه لما يجعله ليكسب رضى الجهة المرتبط بها. تعد مراجع تلك الميليشيات مختلفة من حيث الاجتهاد الديني فلكل منهم اجتهاده الديني الذي يختلف عن الاخرين، حيث تجد في مفرزة واحدة لمنتسبي وزارة الداخلية تضم عناصر من العديد من تلك الميليشيات ولكل اجتهاده في التعامل مع ما يحدث في الشارع والتعامل مع الناس عند مداهمتهم. وكمثال على ذلك فبعض الاجتهادات التي تعمل على اساساتها تلك الميليشيات تحلل سرقة واغتصاب وقتل وسفك الدماء وهدم الدور وعلى اساس طائفي.

ملاحظات هامة: 1. لقد كان لما تسمى (حركة غيارى الشيعة) الدور البارز في تداعيات الايام التي تلت حادثة تفجير سامراء، علما بان تلك الحركة تعد من الحراكت التكفيرية عند الشيعة،ولهم بيان يصفون فيه بمقتدى الصدر وإتباعه بابشع الأوصاف والاتهامات المخجلة. 2. لقد رصدت مكاتب جمعيتنا وجود ايرانيين لا يجيدون النطق بالعربية حيث كانوا يستعيون بالبعض من منتسبي الاجهزة الامنية الذين يجيدون الايرانية للقيام بعملية الترجمة لهم. 3. وجود عناصر لبنانية تتكلم باللهجة اللبنانية الواضحة مع تلك الميليشيات أثناء ممارسة عملها في المداهمات والتخريب والقتل. 4. وجود تنسيق عالي مع المترجمين العاملين مع قوات الاحتلال الأمريكية من قبل تلك الميليشيات التي ترتدي بزات الشرطة العراقية، فقد رصدت احدى مكاتب جمعيتنا وفي منطقتي الدورة والاعظمية حوادث عجزت فيها مفارز تلك الميليشيات من الوصول إلى أهدافها بسبب تدخل الحرس الوطني مما دفع بأشخاص مميزين من تلك المفارز يحملون اجهزة اتصال خاصة للاتصال بمترجمين معروفين في تلك المناطق مع قوات الاحتلال لطلب النجدة وتصوير الوضع على انهم تعرضوا لهجوم من قبل ارهابيين في تلك المناطق لتسهل عليهم عملية الحصول إلى الاسناد الجوي من قبل قوات الاحتلال الأمريكية في تلك المناطق وصولا لأهدافهم الطائفية. وللاسف فقد كان قوات الاحتلال وبحق العوبة بيد تلك الميليشيات ضمن مفارز وزارة الداخلية. 5. رصدت مكتب جمعيتنا في منطقة المدائن قيام ميليشيا جيش المهدي بتسلم المسؤولية كاملة من مقرات الشرطة والتصرف بالمعتقلين من خلال شهادة احد المعتقلين المطلق سراحه مقابل رشوة بان جيش المهدي استلم تلك المقرات استلاماً بكتب رسمية، حيث جرى جرد اسماء الموقوفين والسيارات للتصرف بها من قبل جيش المهدي. ويلاحظ وقوع مشادات كلامية بين منسبي جيش المهدي ومن سلمهم تلك المعتقلات بخصوص التخصيصات المالية لاطعام السجناء. 6. هناك الكثير من الشهادات التي تظهر وجود دور لمغاوير الداخليه في حادث سامراء وخاصه بعد العلم أن اليوم الذي وقع فيه الحادث كان يوم تسليم الملف الامني من قبل قوات الاحتلال للحرس الوطني. 7. التصريح المرتبك والمتناقض لوزير الداخليه (بعد الحادث) من حيث بيان عدد الحراس الذين في حماية الضريح والمهاجمين والوقت الذي تمت فيه الجريمة، وهنا ارفق اليكم نسخة من بيان وزارة الداخلية لذلك. 8. استهداف مكاتب احزاب وجهات مشتركه في العمليه الانتخابيه ومعروفه بإعتدالها. 9. ماحدث في البصرة من قيام مئات المسلحين بتطويق مقر الحزب الإسلامي لساعات طويله ودخول سجن الموانئ واعدام 11 (أحد عشر) شخصاً من جنسيات مختلفه من المعتقلين. 10. رصد دخول الاسلحه الخفيفه والمتوسطه من ايران من الشلامجه في منطقتي البصره وبدرة وغيرهما من المنافذ الحدوديه. 11. ترافق الحادث مع الضغوط والتجاذبات للملف النووي الايراني ونلاحظ بأنه كان لجيش المهدي الدور الواضح فيه وفي نفس اليوم ذهب الصدر إلى ايران وأخذ يصرح من هناك!! والوضع في لبنان وسوريه له شأن في ذلك، حيث صرح مسؤول حزب الله (حسن نصر الله) وقال نعم بان هنالك ترابطاً وتواصلاً بين حزب الله وايران وسوريا والعراق. 12. وقوف قوات الاحتلال موقف العاجز والمتورط والمنهار امام ردود الفعل بعد الحادث ولم يحرك ساكناً امام من كان يراهم يحملون الاسلحه المتوسطه والخفيفه مما زاد الهوة بينه وبين الشعب العراقي. 13. لايشك احد في العراق بأن الحادث مبيّت والقصد منه اثارة الفتنة الطائفيه، وهو حادث قريب من حوادث سبقته مثل التفجيرات في المناسبات الدينيه وخاصه حادثة جسر الائمة التي كان للشرطه دوراً واضحاً فيها. 14. حادثة التفجير في سامراء حدثت بعد التصريحات للسفير الأمريكي ووزير الخارجيه البريطاني حول العمليه السياسيه والانتخابات في العراق وبعد الدعوات لضرورة تشكيل حكومة يتولى المسؤولية الامنية فيها من هم بعيدين عن الطائفية والمليشيات. 15. الفضائح والانتهاكات في السجون العراقيه السريه والمعلنه، والتفهم الذي اصبح واضحاً للوضع الانساني المتدهور في العراق من قبل الأمم المتحده والرأي العام والقوات الأمريكيه. 16. قيام تلك الميليشيات بشراء اكثر من الف سياره وبشكل سريع ومكلف قبل يومين من الحادث.

ملاحظة: بات الامر واضحاً للشعب العراقي بان الفجوة التي بين الشعب والاجهزة الامنية صارت كبيرة جداً ولن يتم ايجاد الحل الشامل لتلك المعضلة الاّ بتدخل مباشر وحاسم طرف محايد لتشكيل وتدريب اجهزة أمنية ليست بالطائفية ولا العرقية ويشترك فيها افراداً من كل اطياف الشعب العراقي لكي تنتهي مسالة الولاء للطائفة أو للعرق ولا يكون هنالك اعلى من الولاء للوطن الواحد حيث يكون القانون هو الاعلى والفيصل. ولا يخفى عليكم بان العشائرية هي الصبغة الطاغية على التركبية الاجتماعية للمجتمع العراقي، فالكثير من العشائر والمدن والقرى فقدت الكثير ابناؤها من خلال مداهمات وهجومات تلك الاجهزة الامنية، حيث وبعد التأكد من خلال تصريحات لمسؤولين حكوميين في الحكومة العراقية ومسؤولين في قوات الاحتلال عن وجود فرق للموت تمارس عملية القتل والتصفية والخطف والتهذيب والابتزاز مما قاد إلى فقدان الثقة بين العراقيين وتلك الاجهزه الطائفيه. بروز جيش المهدي برز جيش المهدي على الساحة العراقية من جديد بعد أحداث تفجير المسجد المذهب في سامراء في 22 شباط (فبراير) الماضي 2006م، ولكن هذه المرة ليست كبروزه في مايو 2004 في معركته مع القوات الأميركية حينما اكتسب تأييداً جماهيرياً كبيراً، بل ظهر هذه المرة كأبرز ميليشيا طائفية تحارب أهل السنة وتعتدي عليهم في مناطق نفوذها. فبمجرد الإعلان عن تفجير أضرحة الشيعة(1) انتشرت عجلات مدنية تحمل المقاتلين الشيعة في بغداد خاصة ومدن عراقية أخرى، وبدأت عمليات حرق المساجد وقتل أئمتها والمصلين فيها أو اختطافهم وتعذيبهم والتمثيل بهم سراً وعلانية... وكذلك عامة أهل السنة حيثما انفردت بهم تلك القوات... فجاء تحرك (جيش المهدي) وباقي الميليشيات الشيعية في تناغم سابق التخطيط وبمنتهى الإتقان مع ذلك الحدث الجلل. وشهادات الشهود المؤكدة أن من قام بالعملية هم عناصر من قوات حكومية وبالتحديد مغاوير الداخلية الذين ينتمون أصلاً إلى فيلق بدر (الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق)، تلك القوات التي تأسست على يد الائتلاف الشيعي الحاكم. ويعمل جيش المهدي الذي أُعلن عن تشكيله أثناء صلاة الجمعة في الكوفة من قِبَل زعيمه (مقتدى الصدر) بعد الاحتلال بستة اشهر بنظام السرايا التي لا تتجاوز غالباً الخمسين مقاتلاً من عامة الشيعة الذين ينضمون إليه عن طـريـق هيـئات تشـكلت في الحسينيات والجوامع التابعة للتيار الصدري، وهم يعـملون متـطوعين بلا مخصصات مـالية ثابتة معتـمدين فـقط على نظـام العـطايا وما يوزع عليهم من الخُمْس؛ أضافة إلى تقديمهم في فرص العمل لدى الدولة وخـاصة في أجـهزة الأمن من شرطة وقوات الأمن كجزء من الاتفـاقات المعقودة بين التيار الصدري وبين حكومة الائتلاف الشيعي. ومن أبرز تلك السرايا سرية الشيخ محمد الصدر في مدينة الصدر، وسرية الشيخ مصطفى الصدر في بغداد الجديدة، وسرية الشيخ مؤمل الصدر في منطقة الشعب وحي أور، وسرية الشيخ علي الكعبي وسرية الشيخ حسين السويعدي وكلها في بغداد، وهي في معظمها أسماء لمن يعتبرهم التيار الصدري شهداءه إبان حكم نظام صدام حسين، ويكون عدد أفراد السرية غالباً متعلقاً بقوة الزعيم الشيعي الذي يقودها وحجم المساحة الجغرافية أو السكانية التي يتولاها، وقد تتعدد السرايا في المنطقة الواحدة كما هو الأمر في مدينة الصدر في بغداد. ولم يكـن لجـيش المهدي تجهـيز بالسلاح من قِبَل القيادات، بل كان المقاتل منهم يأتي بسلاحه الشخصي،وبعد تسليمهم ش إلى الأمريكان مقبل ثمن معتمدين على بعض العشائر الشيعية في جنوب وجنوب وسط العراق التي استولت على كمية كبيرة من أسلحة الجيش العراقي السابق مما قلل من المتاجرة ببيع هذه العشائر السلاح المتوسط والثقيل للمجاهدين السنة خاصة في جنوب العاصمة بغداد، إلا أن الأمر تغير تماماً عندما توافق الصدريون مع إيران التي زودتهم بشتى أنواع الأسلحة ولكن بالطريقة التي تضمن تفوق فيلق بدر (الأكثر ولاء لها) دائماً من ناحية التسليح. ثم كانت المواجهة التي خاضها جيش المهدي مع قوات الاحتلال الأميركي في النجف وبغداد ومدن جنوبية أخرى، وانتـهت خلال شـهرين بهـدنة بـين الطـرفين بـرزت بعـدهـا قـوة جديدة داخل الجيش اصطُلح عليها بـ (فرسان الهدنة) ثم جرى المصطلح بين الصدريين على كل السرايا التي تتصرف بطريقة لا ترضي جماهيرهم، وأصبح مسمى (فرسـان الهـدنة) أشارة إلى أن القوة تلك ليست مرتبطة تماماً بالتيار الصدري، بل مدعية لذلك فحسب، ولكن زعيم الجيش (مقتدى الصدر) لزم الصمت ولم يتدخل لمنع هذه السرايا من الاستمرار في العمل باسم (جيش المهدي) وقد أخذت بالتوسع مدعومة من الدولة وأحزاب شيعية أخرى وقوى خارجية حتى أضحت أقدر من باقي سرايا (جيش المهدي) على كسب المقاتلين والانتشار في المناطق السنية مستفيدة من تسهيلات قدمتها أجهزة الدولة الأمنية وهي السـرايا الـتي يحـاول زعـماء التـيار الصـدري ومنـهم (مقتدى الصدر) اتهامها بالاشتراك في الحرب الطائفية ضد أهل السنة!

وكان الانتقال الأخطر لـ (جيش المهدي) في الشتاء الماضي عندما خرج ملايين الشيعة في مظاهرات حاشدة تلبية لنداء الزعيم (مقتدى الصدر) مطالبة الحكومة العراقية بتوفير الخـدمات الأسـاسـية للمـواطـن العراقي، وأمهلت الحكومة 72 ساعة لتلبية طلباتها، إلا أن المتظاهرين انسحبوا بعد أن أذعنت الحكومة للشروط غير المعلنة التي تم الاتفاق عليها مع زعيم التيار بتوفير آلاف الوظائف لجماهيره، وزج قيادات وأفراد جيش المهدي في قوات الشرطة والحرس الوطني ومغاوير الداخلية وعلى الأخص قوات حفظ النظام التي تميزت بمسميات دينية شيعية، ومنذ ذلك التأريخ والتيار الصدري يتفانى في خدمة الحكومة والحفاظ على مصالحها، وقد أحال حسينياته إلى ثكنات عسكرية ومفارز لسيارات الشرطة والأمن. وحـسب معلومات مؤكدة للأمم المتحدة فإن (جيش المهدي) تقاسم مناطق النفوذ في العراق وبغداد خاصة مع الحكومة المؤقتة، وكان ضمن مناطق سيطرته الشريط الشرقي للعاصمة بغداد فيما يسمى شرق القناة؛ حيث تقع مدينة الصدر المعقل الرئيس لـ (جيش المهدي) والثكنة العسكرية الأكبر له، وقد تحولت كل الحسينيات والجوامع التـابعة للتيار الصدري إلى ثكنات علنية لـ (جيش المهدي)، وكذلك لسيارات الشرطة العراقية وقوتي مغاوير الداخلية وحفظ النظام. وكان من أهم المواقف التي افتُضح فيها (جيش المهدي) مـمارسـاته الطـائفـية ضـد أهل السنة؛ فهناك (فِلمٌ مصور) يظهر فـيه زعيـمه مقـتدى الصـدر وهـو يأمر بتوجيه قواته إلى مدينـة (تلـعفر) ضـمن قوات الجيش العراقي، ويقصد تحـديداً الحرس الوطني؛ حيث استبيحت المدينة عن بكرة أبـيها بمسـاندة مـن القـوات الأميركيـة التـي بدأت أول عمل مشـترك هنـاك مـع (جيش المهدي) إلا أن الصدر تدارك الأمر، وكذَّب هو ووكلاؤه الشريط المصور، وتقبَّل عامة المسلمين السـنة التكـذيـب حيـنها لموافـقته رغبـاتـهم غـير الطـائفـية فـي التعايش مع الشيعة، حتى كذبت أحداث ما بعد سامراء تلك الآمـال وأظـهرت (جيـش المهـدي) وقيادته على حقيقة حالهم. وبعـد التصعيد ضد أهل السنة ومقدساتهم من قِبَل (جيش المهدي) أقامت بعض سرايا الجيش العراقي مفارز في الطرف الغربي لمدينة الصدر لصعوبة التغلغل داخل المدينة لقلة وجود الصدريين بين أفراد الجيش العراقي، وتمكنت من إلقاء القبض على أكثر من ثلاثمائة مقاتل شيعي عامتهم من جيش المهدي، ومع ذلك تم التكتم على الموضوع، ثم توالت إعلانات وزارة الدفـاع عـن إلقاء القبض على فرق موت أخرى؛ إلا أن أي نتيـجة للتحقيق لم تعلن بعد؛ بينما تأكد إطلاق سراح كثيرين منهم. وكان التيار الصدري قد دخل على استحياء الانتخابات النيابية الماضية ضمن قائمة الائتلاف برغم خصومته المعلنة مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وفيلق بدر وعبد العزيز الحكيم شخصياً، لكنه ارتقى في ولائه لحزب الدعوة الذي تربطـه به عـلاقة تاريـخية تعـتمد على تنحية فكر الصدر الثاني وهو الخصم اللدود للتيار الشيعي الصفوي والعودة إلى الصدر الأول مؤسس التيار الصدري وحزب الدعوة معاً، حتى أصبح الصدريون الدعامة الرئيسة لرئيس الوزراء السابق (إبراهيم الجعفري) والمطالبين بقوة لاستمراره لكونه أكثر من حقق لهم رغباتهم الطائفية، وسهل على غلاة الشيعة تحقيق أحلام الأجداد في تقتيل أهل السنة تحت مسمى (الوهابية) واستباحة بيضتهم بطريقة غوغائية بشعة، فكانوا السبب الرئيس وراء أزمة تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة واستمرار حالة الفوضى الأمنية، وتأخير العمل بالنظـام الأمـني الجـديد واستمرار مسلسل القتل اليومي لأهل السنة مما أسهم في تراجع ترشيحه رئيساً للوزراء، وجاء البديل (جواد المالكي) وهو القائد العسكري لميليشيا حزب الدعوة. وقـد شـملت التحـولات في موقف الصدريين توطيد العلاقة مع إيران إلى حـد التهديـد بالدفـاع عنـها عسـكريـاً لو أنها تعرضت لخطر أميركي محتمل كما جاء على لسان (مقـتدى الصـدر) وشـمل هذا التطور مد إيران جيش المهدي ـ سيئ التسليح ـ بأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً، وقد تسلم (جيش المهدي) فعلياً شحنات من الأسلحة المتطورة والعادية شملت القاذفات والرشاشات الثقيلة والصواريخ المضادة للطائرات، واتخذ الجيش من حسينياته مقرات لها. وفـي هـذا التطور تكون القوى الشيعية الغالية قد اجتمعت بطريقة لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث، ولكنه اجتماع غير منضبط ولا يمكن ضمان استمراره؛ فبين الحوزتين (الفـارسـية) و (العربية) أو ما يسمى بالحوزتين (الصامتة) و (الناطقة) من الخصومة الشيء الكثير مـن تاريـخ ملـيء بالدماء والثارات والاختلاف على الحقوق الشيعية (الخُمْس) ومردودات السياحة الدينية والدخول المتأتية من الأضرحة والمـزارات ما لا يمـكن أن يـذوب نهـائـياً فـي ليلة وضـحاهـا ولو للمصلحة المشتركة في الحرب على أهل السنة!! لكن هذا الاجتماع خطير جداً برغم كل المعوقات والمنغصات؛ فالمساعدات الشيعية تجتمع إلى قيادات تلك التـيارات من كل حدب وصوب؛ وقد تفانى شيعة المنطقة الـشـرقية في السعـودية وغيرهم في البحرين والكويت وغــيرهما في دفـع هـذه الميـليشـيات ودعمها بالقوة السـياسية والمال، وفـي المقـابل فـإن شـباب شيعة تلك الدول حصلوا مـن هـذه الميـليـشيات ـ شـبه الحكومية ـ على فرصة نـادرة في التـدريب على السلاح والإعداد العسكري، في حـركة دؤوبــة لوصـل الشـرق بالـغرب والشمال بالجـنـوب لاسـتـثـمار الفـرصة التـاريخية الـتي فتحت الباب مشرعاً أمام شيعة المنطقة لإثارة القلق والاضطرابات في كل دول جوار العراق