اعرفوا قدر العلماء فهم كالنجوم في السماء

إن من المؤسف حقيقة أن يسمع الإنسان أو يقرأ من يقول لعالم من العلماء هذا رأيك الشخصي أو يأتي شاب في مقتبل عمره فلا يأخذ برأي أو فتوى عالم قد شابت لحيته في طلب العلم وأمضى حياته في ذلك ولهذا كان لابد من بيان قدر علمائنا الأجلاء حتى يعرف الصغير والكبير جلالة قدر هؤلاء العلماء وعظيم نفعهم فهم كالنجوم في السماء يستدل بهم على الطريق الصحيح طريق الخير طريق الجنة وهم كالنجوم فعلاً لعلو قدرهم وارتفاع منزلتهم فقد جعل الخالق _سبحانه وتعالى_ لهم المنزلة العالية في الدنيا والآخرة ورفعهم _سبحانه وتعالى_ درجاتهم كما قال ذلك عنهم في كتابه الكريم حيث يقول _سبحانه وتعالى_ "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله خبير بما تعملون" سورة المجادلة:11 .
قال العلماء: "الرفعة لأهل العلم تكون في الدنيا والآخرة".
وقال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره لهذه الآية: "والله _تعالى_ يرفع أهل العلم والإيمان بما خصهم به من العلم والإيمان".
وقال الله _تعالى_ في كتابه الكريم مبينا فضل العلماء "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء" وقال _سبحانه وتعالى_: " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب" سورة الزمر:9.

وثبت في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب – أي القران - أقواما ويضع به آخرين". ولهذا لابد للمسلمين أن يعرفوا قدر علمائهم وأن الله _تعالى_ قد فضل العلماء ورفعهم درجات كما ورد بذلك الحديث عن ابن عباس وغيره _رضي الله عنهم_ بسند حسن "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا " يعني حقه. قال ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله قال أبو الحسن المدائني: "خطب زياد ذات يوم على منبر الكوفة فقال "أيها الناس إني بت ليلتي هذه مهتما بخلال ثلاث: بذي علم وبذي شرف وبذي السن رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة, رأيت إعظام ذوي الشرف وإجلال ذوي العلم وتوقير ذوي الأسنان, والله لا أوتى برجل ردَّ على ذي علم ليضع بذلك منه إلا عاقبته ولا أوتى برجل ردَّ على ذي شرف ليضع بذلك من شرفه إلاِّ عاقبته ولا أوتى برجل ردَّ على ذي شيبة ليضعه بذلك إلا عاقبته إنما الناس بأعلامهم وعلمائهم وذوي أسنانهم".

ويقول ميمون بن مهران _رحمه الله_ عن فضل العالم: "إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد" الناس في جهة التمثيل أكــفاء أبــوهــــم آدم والأم حـــواء نفس كنفس وأرواح مشاكلــة وأعظم خلقت فيهم وأعضاء ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل أمرئ ما كان يحسنه وللرجال على الأفعال أسماء وقال عبيد الله بن جعفر رحمه الله: "العلماء منار البلاد منهم يقتبس النور الذي يهتدى به".
وقال الحسن البصري رحمه الله في تفسيره لقوله _تعالى_: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة..." سورة البقرة:201
قال: "الحسنة في الدنيا العلم والعبادة والحسنة في الآخرة الجنة".

وكان السلف الصالح _رضي الله عنهم_ يجلون العلماء ويقدرون لهم قدرهم، قال ابن عباس _رضي الله عنهم_: "مكثت سنتين وأنا أريد أسأل عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ عن المتظاهرتين على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_". متفق عليه.
قال ابن عبد البر: " لم يمنع ابن عباس من سؤال عمر عن ذلك إلا هيبته".
وفي هذا يقول طاوس: "من السنة أن يوقر أربعة: العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد".
قال سمرة بن جندب _رضي الله عنه_: "لقد كنت على عهد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ غلاماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلاَّ أن ههنا رجالاً هم أسن مني" متفق عليه.

حفظ الله لنا علمائنا وبارك لنا في علمهم ورزقنا تقديرهم وتوقيرهم واحترامهم والأخذ عنهم فيما يبلغوننا بهم من علم وهدى وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.