مركز العناية بالمسلمين الجدد.. خطوة رائدة في طريق العمل الدعوي

تعد الدعوة إلى الله، من الواجبات الرئيسة في حياة المسلمين بشكل عام، وأحد الحقوق التي يجب أن تمنح لغير المسلمين، بها بعث الله النبيين والرسل، وعبرها دخلت دول وشعوب إلى الدين الإسلامي، ولأجلها رهن أناس صالحين حياتهم بها، وقدمت لها حكومات وجهات خيرية دعماً كبيراً، على أمل أن يهدي الله بهم الآخرين.
ولأن كل إنسان غير مسلم، هو هدف ومسعى أعمال الدعوة إلى الله، فإن بداية دخوله إلى الإسلام يجب أن لا تمر مرور الكرام، فحري أن يقف عندها المهتمون، ويطالها الدعم والبذل والاهتمام، في سبيل ترسيخ هذه العقيدة الصحيحة في قلوبهم، وجعلهم دعاة صالحين لأقوامهم. فكم من مسلم جديد أدخل إلى الدين آخرون من بني قومه، وساهم في نشر الدعوة الإسلامية في بلاده.

في المملكة العربية السعودية، التي شهدت أراضيها قبل نحو 14 قرناً من الآن؛ انطلاقة أول طلائع الدعاة إلى الله، التي توجّهت إلى العجم والفرس والأوروبيين (الفرنجة)، وعاش بين ظهرانيها العرب والعجم لا فضل لأحدهما على الآخر إلا بالتقوى، تم افتتاح مركز إسلامي جديد، يعنى بالدرجة الأولى بالمسلمين الجدد، الذين دخلوا الإسلام حديثاً، وهم في غالبيتهم من غير العرب، الذين هداهم الله تعالى على يد الدعاة والمصلحين في الأرض، خلال إقامتهم في السعودية.

موقع (المسلم) التقى الأستاذ صالح بن عبد العزيز العشيوان (المدير التنفيذي للمركز)، بهدف إلقاء الضوء على المركز بشكل أوسع.
- أستاذ صالح العشيوان المركز يعد من المراكز النوعية الجديدة نوعاً ما، وبودنا لو تعرفنا بشكل أقرب عن فكرة تأسيس المركز وأهدافه.
- جاءت فكرة إنشاء مركز متخصص في تعليم الذين يدخلون في الإسلام أمور دينهم عندما كثرت أعدادهم ـ ولله الحمد ـ لذلك فكر مجموعة من الذين لهم اهتمام بدعوة الجاليات وعلى رأسهم فضيلة الشيخ حمود بن محمد اللاحم (رئيس مجلس إدارة المركز) بإقامة مركز متخصص يعنى بتعليم من يُسلم حتى لا يتراجع أو يكسل فيّسر الله هذا المركز بفضل من الله ومّنه".

- وهل الجهة التي تدعمها حكومية أم أهلية؟
- "تأسس مركز العناية بالمسلمين الجدد تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وأعد له هيكل تنظيمي يضم عدة أقسام للقيام بمهام هذا المركز، ويهدف إلى الإسهام في ترسيخ العقيدة الصحيحة عند المسلم الجديد وتعليمه أمور دينه حيث تقوم مكاتب الجاليات بدعوة الجموع الغفيرة التي وفدت إلى المملكة العربية السعودية من الجنسيات المختلفة حيث دخل الإسلام منهم أعداد كثيرة _ولله الحمد_ ولكن الكثير منهم بحاجة إلى استمرار التعليم والعناية بهم نسأل الله الإعانة على القيام بهذه الرسالة العظيمة".

- ما أبرز الجهود الدعوية في خدمة المسلمين الجدد لديكم؟
- تتركز على التعليم، لمسيس الحاجة إليه بالنسبة لهؤلاء إذا ينتهج المركز وسائل عدة في تعليمهم ما يحتاجون إلى العلم به من أمور دينهم عبر التعليم المباشر، حيث يعقد المركز ممثلاً في قسم التعليم دورات تعليمية مكثفة يدرس فيها أساتذة متخصصون منهجاً تم إعداده وبناؤه من كتاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ (الدروس المهمة لعامة الأمة)، وكذلك عبر المراسلة من خلال منهجية معدة قام على إعدادها قسم المراسلة في المركز كذلك يتم التواصل مع المسلم الجديد وتعليمه عبر موقع المركز الإلكتروني ومن الخدمات التي يقدمها المركز للمسلم إلحاقه بدورات تعليمية متقدمة في العلوم الشرعية وكذلك تعليم اللغة العربية يمنح من يجتازها شهادة على ذلك. والمركز لا يغفل الحاجات النفسية لمثل هؤلاء المغتربين فهناك برامج الترفيه المصحوبة بالتعليم غير المباشر والتوجيه للآداب الإسلامية عبر إقامة مباريات في مختلف الرياضات التي تناسبهم.
وكذلك برامج الرحلات للعمرة والحج ورحلات الزيارة لبعض مناطق المملكة العربية السعودية والمواقع التاريخية والأثرية.
ومن الأمور المهمة أيضاً ربط المسلم بالمراكز الإسلامية المعروفة بسلامة العقيدة في بلاده في حال عودته إليها. وهناك بعض الخدمات المهمة التي تعنى بتوفير الكتب التي يحتاج إليها بلغات مختلفة، سواء كان من مطبوعات المركز أو من غيرها خاصة ترجمة معاني القرآن الكريم. والمركز أيضاً يقدم بعض الخدمات الاجتماعية لعلاج بعض الإشكالات التي يتعرض لها المسلم الجديد مع عائلته وزملاء العمل من غير المسلمين وغير ذلك".

- لكل وسيلة في الدعوة آليات معينة يتم من خلالها العمل، فإلى أي آلية تركنون في عملكم الدعوي، خاصة فيما يتعلق بالمراسلة؟
- مما لاشك فيه أن إيصال الكتاب والمطوية الدعوية إلى الناس مطلب مهم فكم سمعنا وعرفنا من شخص أسلم وعرف الطريق الصحيح بعد وقوفه على كتيب في مكتبة أو صالة انتظار أو أهديت إليه.
ولما كان الأمر كذلك أوجد المركز قسماً متخصصاً بهذا وهو قسم المراسلة يقوم بمراسلة المسلمين الجدد على وجه الخصوص عبر خطة مدروسة ومنهج معد لهذا الغرض فبعد أن يصلنا عنوان المسلم تبدأ مراسلته بريدياً والتواصل معه بإرسال الكتيبات والنشرات بشكل مدروس ومتدرج حسب الأهمية وما يحتاجه ويتابع هذا بواسطة برنامج حاسوبي معد لهذا الهدف ولا تختص المراسلة والتواصل بالداخل بل تمتد إلى المسلمين حول العالم ولمسنا لها الأثر البالغ في تصحيح مفاهيم والجواب من الإشكالات بل من فضل الله وكرمه أسلم من جراء نشر هذه الرسائل أعداد ممن وصلت إليهم هذه الرسائل بل أن من التحدث بنعمة الله أن بعض هؤلاء أصبحوا دعاة مؤثرين في الوسط الذي يعيشون فيه".

- ما الآلية والخطوات التي تتعاملون بها مع المسلم الجديد؟
- بداية يتم الاتصال به هاتفياً ـ إن أمكن ـ أو بريدياً وتهنئته بالإسلام ومن ثم إن كان في الداخل ـ في الرياض ـ يتم إلحاقه بإحدى الدورات التعليمية المكثفة لمدة يومين يتعلم فيها الفاتحة مع بعض قصار السور وأساسيات التوحيد والفقه مع التطبيق العملي للطهارة والصلاة وبعض الآداب الإسلامية وشرحاً مبسطاً لشيء من علوم القرآن والحلال والحرام يتخلل ذلك زيارة لمغسلة الأموات في جامع الراجحي بعد صلاة الجمعة لشرح كيفية العناية بالمسلم بعد موته مع التطبيق العملي مما وجدنا له الأثر البالغ في ثبات الإيمان في قلوبهم عند المقارنة بمعاملة الكفار مع جنائزهم ومقدار التكاليف المبذولة في تجهيز الجنازة في بلاده. بعد ذلك يتم التواصل معه عن طريق عقد لقاءات عدة على فترات ثم يُلحق بإحدى الدورات التعليمية المتقدمة وتقدم له الخدمات التي سبق أن ذكرناها في معرض الجواب عن السؤال الثاني من رحلات عمرة وحج ودورات رياضية ترفيهية ومسابقات ثقافية تطرح على كتاب مُعين أو مشاركة في حل لبعض ما قد يعترضهم من عوائلهم أو زملائهم في العمل ونحو ذلك.
ثم بعد مغادرته إلى بلاده يتم توجيهه إلى أقرب مركز إسلامي معروف بسلامة المعتقد ليتواصل معهم هناك بالإضافة إلى التواصل بطريق الشبكة العنكبوتية".

كيف تقيّمون طريقة وأهمية التعاون مع مكاتب الدعوة الأخرى في العاصمة؟
إن دور المكاتب في الدعوة إلى الله دور عظيم ولها جهود مشكورة في هذا يتضح ذلك من خلال معرفة الأعداد الغفيرة التي تدخل في دين الله تعالى ومن هنا يأتي دور المركز في إكمال هذا العمل الجليل حتى لا يحصل الكسل والتراجع فتعاون المكاتب وتواصلها مع المركز يثمر ثمرة يانعة ظاهرة في ثبات المسلم الجديد وتعلمه.
ومن فضل الله فإن التعاون يزداد ويقوى من سنة إلى أخرى مع أننا نرغب في مزيد من هذا التواصل والتعاون بدءاً من تزويدنا بالعناوين للمسلمين حديثاً بشكل دوري وانتهاءً بمتابعة المسلم والتواصل معه في بلده أو حيثما كانت وجهته .
والمركز ممثلاً في قسم العلاقات العامة يبذل جهداً في إيجاد برامج مشتركة مع المكاتب وزيارتهم والتعاون معهم حتى تقوى أواصر التعاون وأوجهه، نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد.
شكر الله لكم جهودكم ونفع بكم.

هذا والله نسأل أن يبارك في الجهود ويسدد الخطى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.