أنت هنا

الدور الأردنى فى المخطط الغربى لتفكيك المقاومة
12 جمادى الأول 1427

يأتى غياب أبو مصعب الزرقاوى ، فى عملية غدر شارك فيها العديد من الأطراف بعد أن أدى دوره المقاوم ضد قوات الاحتلال الأمريكية وأعوانها في العراق، ونال ما كان يرجوه ، ليطرح العديد من الأسئلة عن حقيقة الدور الأردنى .. ليس فى العراق فقط .. ولكن فى المهمة التى كرس الأعداء لها كل قدراتهم ، مهمة ضرب وحدة المواجهة للهجمة البربرية الغربية على الإسلام .. دولا ، وشعوبا ، وعقيدة ، وشريعة .
ولعل الأمر لا يحتاج إلى عناء شديد لرصد هذا الدور ، سواء فى الملف السورى .. حيث لعبت الأردن دور رأس الحربة ضد سوريا بعد إحباط لعبة خدام ، وأنتجت فيلمها الهابط عن عناصر حماس التى ادعت أنهم قد تلقوا تدريبهم وتعليماتهم فى سوريا للقيام بعمليات ضد الشعب الأردنى ، وليس خافيا أن هذا النصل ذو الحدين كان موجها إلى صدر المجاهدين الفلسطينيين أيضا ، وفى أحرج لحظات يمر بها الجهاد الفلسطينى ربما منذ اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين الطاهرة ، وقد سبق ذلك العديد من المؤامرات سواء ضد الحركات المجاهدة فى فلسطين على اختلاف انتماءاتها ومشاربها " ولعل أيلول الأسود الشهير كاف " ، إلا أن الطعنات الأردنية للمقاومة لم تتوقف لحظة ، أو إلى سوريا التى مثلت عمان شوكة مزروعة فى جنبها تحركت كلما غضب أى من سادة الغرب من دمشق .
لبنان أيضا وسواء فى فترة الاحتلال الصهيونى للأراضى اللبنانية ، أو بعد إخراج الصهاينة من معظم هذه الأرض ، كانت ساحة دائمة " للتعاون " الأردنى المخابراتى مع الموساد ، والمخابرات المركزية الأمريكية ، والمخابرات البريطانية ، ومثلت الملاذ الأمن للخونة المتعاونين مع المحتل الصهيونى من اللبنانيين ، ولم ولن ينتهى هذا الدور إلا بنهاية منهج الخضوع للسادة المانحين .
أما أرض الرافدين .. فحدث ولا حرج فهى السوق التى يبيع فيها ويشترى الوهن الأردنى الدماء كل يوم ، وتأتى عملية الغدر بالزرقاوى ، على رأس العمليات ( المعلنة ) .. للتعاون الأردنى مع أعداء الأمة للقضاء على القوى الوحيدة المواجهة بعد الهوان العام العربى والإسلامى ، تحت عنوان الحرب على الإرهاب ، وقد أعلن الأمن الأردنى خلال العامين الأخيرين عن عشرات العمليات التى قام بها لأسر أو اغتيال عناصر مقاومة تحت هذه الحجة أو تلك ، هذه العمليات التى يقوم بها نيابة عن قوات الأعداء ، وهو أحد البلدان التى توفر أرضا لتستخدم كمؤخرة لقوات العدو الأمريكى المجهدة ، كما هو قاعدة النشاط الاستخباراتى الآمنة لقوات الاحتلال والصهاينة . والعلاقة بين الزرقاوى والنظام الأردنى ليست جديدة ، فبعد أن عاد من أفغانستان بدأ حملة عنيفة في أوائل التسعينات لابدال النظام الملكي الأردني بنظام إسلامي . وفي 1996 حكم عليه بالسجن 15 عاما لكن أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات بموجب عفو صدر بمناسبة جلوس الملك عبدالله على العرش . ثم أصدرت محكمة أردنية عام 2002 حكما غيابيا باعدامه بتهمة التخطيط لهجمات على أهداف أمريكية و"اسرائيلية" في الاردن . وصدر عليه حكم اخر بالاعدام في أبريل عام 2004 بتهمة التخطيط لاغتيال " الدبلوماسي الامريكي " لورانس فولي في العاصمة عمان عام 2002 . وفي عام 2005 أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية ثالث حكم غيابي بالاعدام على الزرقاوي بتهمة التخطيط لهجوم انتحاري عند نقطة التفتيش الحدودية مع العراق . والأردن قد أعلن فى كل مناسبة أنه يعمل ضمن المخطط الأمريكى الصهيونى لضرب المقاومة تحت عنوان "التضامن مع الولايات التحدة الأمريكية فى الحرب على الإرهاب " ، وحتى لا ينظر أحد عامدا أو غير عامد إلى ما نذهب إليه فى إطار " نظرية المؤامرة " والتى هى قائمة بالفعل ، وحتى يزداد المندهشون دهشة من مدى تواضع الأثمان التى أصبحت سائدة فى هذه السوق ، فلابد من قراءة هذا الخبر المنشور فى اليوم التالى لاغتيال الزرقاوى .." أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الدولي أن الولايات المتحدة الأمريكية خصصت مساعدات مالية إضافية للأردن قيمتها 50 مليون دولار للعام الحالي .
وقال مصدر مسؤول في الوزارة ان الصيغة النهائية للموازنة " الطارئة " للولايات المتحدة التي تم اقرارها أمس الاول تضمنت تخصيص 50 مليون دولار على شكل منحة إضافية لدعم ميزان المدفوعات الأردني للعام الحالي وذلك خلال اجتماع ضم ممثلين عن مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين .
وأضاف المصدر ان المساعدات الامريكية الاقتصادية للمملكة ارتفعت لهذا العام الى 300 مليون حيت تم في وقت سابق تخصيص 250 مليون دولار ضمن المساعدات الاعتيادية وقال ان تقديم هذه المنحة الإضافية جاء تتويجاً للجهود الحثيثة التي بذلها جلالة الملك عبد الله الثانـي بن الحسين مع الإدارة الأمريكية ومجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين " . هل نحن فى حاجة إلى تعليق ؟! لا أظن .. هل نحن فى حاجة لتوضيح الدور الأردنى فى الجريمة ؟! لا أظن ..ولكن فقط بقى أن نؤكد أن قدرات أمتنا على المقاومة تتزايد مع كل شهيد يسقط وليس العكس ، فالمقاومة على أرض العراق قد سقط فيها العديد من الشهداء ولم يزدها ذلك إلا إصرارا وتصميما فالمجد كل المجد للشهداء ، والعار والخسران فى الدنيا والآخرة لتجار الدم والأوطان .