ما بين حركة حماس وحركة ( حتف )


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
لايدري الإنسان العاقل بماذا يمكنه وصف الحالة التي تمارسها حركة فتح ضد حركة حماس ، من تلك التشنجات التي تطلقها من حينٍ إلى آخر ، إضافة إلى المناورات السياسية ووضع العراقيل في طريق أي خطوة تخطوها حماس لتمارس بذلك دورها الوزاري والقانوني على أرض الواقع الفلسطيني الذي بات بطبيعة الحال مهدداً نتيجة الصمت الدولي الماكر بقيادة رأس الخبث ( أمريكا ) حارسة الدولة اليهودية .

ونحن نؤكد على أن ما تمر به حركة حماس من التضييق والتجويع للشعب الفلسطيني ما هو إلا نوع من الكيد والمكر اليهودي والصليبي ، خوفاً من قيادة التيارات الإسلامية التي انتخبتها جماهيرها بكل ثقة وتقدير، ولأنها تمثل بكل تأكيد توجه هذه الشعوب ، رافضةً الأفكار الليبرالية والتصورات المادية الآتية من رياح الغرب المأفونة ، وتلك الأنظمة المعادية تريد إيصال رسالة مفادها أن اختياركم يا شعوب المنطقة هو الذي سيُأزم الأوضاع ويدخلها إلى شرنقة الاقتصاد والتجويع ، وما درى أولئك الخبثاء أن كيد الله تعالى أعظم وأن الأرض لله تعالى يورثها من يشاء من عباده وأن العاقبة للتقوى ، وعليه فالذي ينبغي أن ينطبع في قلوب وذاكرة الشعوب أنْ لا مساومة في دين الله تعالى ولو أريقت الدماء ، بل ولو تم تجويع الشعوب .

وهنا حكمة قد يغفل عنها الكثيرون رغم ظهورها بمظهر الشر والألم ، ولكن فيها من الخير مالا يعلمه إلا الله تعالى ، ألا وهي انكشاف عورة أمريكا أمام الشعوب العربية والإسلامية ولم يتبق لهم من إعجاب في قلوب الناس ، لأنه قد انكشفت الشعارات الزائفة التي كانوا يتحلون بها وأظهرها الله تعالى ليكشف ما توارت به تلك الدولة الصليبية عبر سنين وحقبٍ طويلة . ومع ذلك فان الذين يسبحون بحمد أمريكا هم فلول العلمانيين والليبراليين ، الذي يساومون على قضايا أمتهم وعقيدتها ، بل ونراهم يقدسون أمريكا أكثر من الأمريكان أنفسهم ، وحركة فتح هذه الحركة العلمانية إحدى الحركات الخبيثة التي تتزيا بالمواطنة وتوظف التراب الفلسطيني لمصالحها الشخصية ، وما القائمين عليها إلا تجار بالتراب الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية ، ونحن لا نتهم الجميع فمنهم مخلصون وصادقون ، ولكن ليس لهم أي دور يذكر في اتخاذ القرارات المصيرية ، بل يُتخذ البعض منهم كطعم وواجهة لأهداف وأغراض دنيئة تمارس من وراء حجاب، وحسبنا أن الشعب الفلسطيني الذي أعطى في يوم من الأيام صوته لهذه الفئة المصلحية الخبيثة ، لم يرى منها ما يخدم قضيته ، بل ازداد الوضع سؤاً نتيجة المساومات على القضية الفلسطينية والتضحية بمصير الشهداء وحقهم الذي سطروا به أروع صور التضحية والفداء إعلاءً لكلمة الله تعالى أولاً ونصرة لقدسنا الشريف فك الله أسره .

وحركة فتح إنما تمارس تلك الألاعيب بتوظيف البلطجية داخل الأرض الفلسطينية كردة فعل لما فقدته من مراكز قيادية ، وكأنها لم تسلم بانتصار حماس إلا على كره ، وبقي في النفس الشيء الكثير وهاهو يطفو على السطح بحركات يتقزز منها الصبيان فضلاً عن العقلاء والسياسيين والقادة ، تلك الحركات التي تريد بها استفزاز حركة حماس هي نتيجة توصيات داخلية عميلة وتوصيات خارجية خبيثة وماكرة ، ولذلك اكتشف الكثير من المراقبين للأوضاع الفلسطينية عن بعد ، أن هناك بالفعل ثمة من يتاجر بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني من أجل أهدافه الشخصية وحفظاً لمركزه الاجتماعي ، على عكس ما تقوم به حركة حماس من البناء لما أهدره القائمون على حركة فتح طوال السنين الماضية ، و تبقى عقبة حماس الوحيدة ذلك المكر السيئ الذي تمارسه فتح وهي حجر عثرة أما التشييد والبناء للأرض الفلسطينية ، لرسم صورة سلبية عن حركة حماس نصرها الله تعالى .

وقد يعجب العقلاء مما يحدث الآن على الأرض الفلسطينية من التقاتل ومن التفرق رغم أن الجميع يدعي أن هدفهم واحد وهو قضية فلسطين وتحرير المسجد الأقصى من أيدي اليهود الملاعين ، فأين تلك الشعارات البراقة وتلك الشعارات الرنانة التي كانوا يلهبون بها جماهير الأمة وجماهيرهم قبل كل شيء . لقد انكشف الزيف وسقطت الأقنعة وبدا مالم يكن بالحسبان على الأقل في ظن البسطاء من الأمة العربية والإسلامية ، التي كانت تحسن الظن بحركة ( حتف ) ، صاحبة الألاعيب بقضية الأمة وقضية المسلمين أجمعين .

ونأمل من القائمين على حركة حماس أن يكثروا من الالتجاء إلى الله تعالى وان لايسُقط في أيديهم وان مع العسر يسرا ، وليس من ضيقٍ إلا وبعده فرج ، والله لا يتخلى عن عباده الصادقين ، والتاريخ يضرب لنا أروع الأمثلة في الثبات على المبادئ ، وانه ليس هناك ثمة مستحيل ، والنصر قادم بإذن الله تعالى ، و عليهم عدم الاستعجال والمداومة على الصبر والاحتساب ، وهاهي الأمة تدعو لكم يا حماس صبح مساء ، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه