تجربة ( فاعل خير دوت كوم ) ...رصد ومتابعة

250 "مجموعة خير" الكترونية للتكافل الاجتماعي الذاتي
"فاعلو خير دوت كوم" .. انتشار كبير للمجموعات التطوعية الخيرية الالكترونية
شنط أغذية .. وتزويج يتيمات .. ومساعدات للمستشفيات .. ورعاية مسنين وأيتام !

إعلانات :

1- " شاركوا مجموعتنا ومجتمعكم بشكل عاجل في شراء بطاطين للفقراء لمواجهة البرد والشتاء ..نحن نجمع 2600 بطانية لقرية ( ... ) لمواجهة فصل الشتاء .. هؤلاء السكان في حاجة شديدة للبطاطين .. إنهم فقراء "
2- " شاركوا مجموعتنا المتواضعة في شراء الأضاحي وتوزيع الصدقات في أيام عيد الأضحى ..لا تنسوا أن أمامنا 2000 أسره أي نريد على الأقل 4000 كيلوا لحم .. نريد أن نسعد الجميع "
3- " حقيبة رمضان مليئة بالمواد الغذائية .. وهل سبق لك أن رأيت حقيبة رمضانية سحرية تفتح في الوقت الذي ترغب فيه كي تأخذ منها الكميات والأنواع التي تريدها طازجة تماماً ؟ ! وبها خاصية الأتساع الذاتي وفق عدد أفراد الأسرة المستلمة للحقيبة ؟ (!) .. هذا ليس إعلانا ، ولكنه حقيبة مجموعة ( .... ) الرمضانية الخيرية "

الفكرة :

هذه الإعلانات السابقة نماذج لمئات الرسائل التي أصبح يتبادلها "نشطاء الانترنت" ضمن ما يمكن أن نسميه ظاهرة " فاعل خير دوت كوم " أو متطوعي أعمال الخير التي بدأت - مع انتشار الانترنت في العالم العربي منذ عام 1995 - من قبل شباب وشابات صغار في السن يرغبون في القيام بعمل خيري تطوعي بدون أجر سوي الثواب من الله ، ورؤية ابتسامة علي وجه فقير أعوزته الحاجة أو مريض في مستشفي لا يجد دواءه أو فتاة أو فتي يتيم يحتاج لمن يعوله ، أو عجوز في دار أيتام يحتاج لمن يزوره ..

البداية :

الفكرة بدأت من جانب بعض الفتيات والشبان المتدين الذين رغبوا في القيام بأعمال خيرية بسيطة من خلال الاتفاق بين زملاء "الشلة" في الجامعة أو زملاء "الحي" لتجميع مبالغ بسيطة لشراء أدوية لمستشفيات أو سلع غذائية لأسر فقيرة ، من خلال الاتفاق علي جمع المال والقيام بهذه الأنشطة من خلال التواصل مع بعضهم البعض وإعلان الفكرة عبر البريد الالكتروني ، ثم تطورت إلي تشكيل مجموعات كاملة من عدة أفراد (10-20 شاب أو فتاة ) أطلقت كل منها علي نفسها أسم معين للتعارف في مجال الخير ، ومنها انطلق آخرون لتشكيل مجموعات ثانية وثالثة حتى أصبحت هذه المجموعات تعد بالعشرات الآن .
وهذه المجموعات الالكترونية ليست جمعيات خيرية معلنة ومشهرة رسميا ولكنها جمعيات خاصة "تطوعية" أقيمت بجهود ذاتية بين الشباب ولأهداف سامية تتعلق بمساعدة الغير ، وبمبالغ مالية بسيطة أو مساعدات عينية يجري جمعها من الشباب أنفسهم وأهلهم ، وتطور الأمر نسبيا إلي حث تجار ورجال أعمال علي التبرع عينيا لتوفير سلع للفقراء بمناسبة وقفة عرفات مثلا أو شهر رمضان أو شراء أجهزة للمستشفيات أو ملابس للأيتام لأن القانون يحظر علي أي مجموعة جمع تبرعات .

تزايد الأعداد ورواج الفكرة :

وقد حصرت بعض الجهات عددا من هذه الجمعيات علي الانترنت منها : مجموعة المنار - مجموعة ثواب - مجموعة دواء - مجموعة سنابل البر- موقع صحبة خير - موقع فاتحة خير - دار أيتام جمعية لقاء الأحبة في الخير - مجموعة قافلة الخير - مجموعة كفالة اليتيم - مشروع الجسد الواحد - مشروع "ومن أحياها"- مجموعة COMET Help Center - مجموعة Volunteers Cairo - مجموعة صناع الحياة بكندا وأمريكا الشمالية- ملحق صيف التطوع بموقع إسلام أون لاين - موقع Need4Blood للتبرع بالدم- موقع اذكر الله - موقع الجمعية المصرية للتنمية الإنسانية- موقع بنك الدم - موقع جمعية أصدقاء معهد الأورام القومي - موقع جمعية الطريق إلى الجنة - موقع جمعية رسالة للأعمال الخيرية - موقع جمعية مشوار لتنمية المجتمع - موقع خيركم... دليل المصريين لعمل الخير - موقع رابطة شباب الأطباء لمساعدة المرضى - موقع فريق صناع الحياة بالجيزة - موقع مجموعة بناء المستقبل) وغيرها الكثير .
وهذه المجموعات جزء من قرابة 250 مجموعة بريدية جري حصرها علي شبكة الإنترنت في مصر فقط تسعي لعمل الخير تقربا لله وبدأت تنتشر بشكل كبير كنوع من التكافل الاجتماعي الحقيقي .

من هم المشاركون ؟

وهذه المجموعات التي تشارك فيها فتيات وسيدات وشباب جامعات ومن أعمار مختلفة قسم كبير منهم من الطبقة الغنية أو الوسطي أو الناشطين في العمل الاجتماعي العام عموما –تنشط بشكل أكبر في المناسبات الدينية والأعياد مثل شهر رمضان ووقفة عرفات خاصة فيما يتعلق بأنشطة توزيع شنط رمضان وشنط وقفة عرفات المليئة بالأغذية علي الأسر المحتاجة وعمل موائد رمضانية ،وتشارك في أنشطة اجتماعية أخري عديدة تتراوح بين تجهيز شنط مدرسية في مواسم الدراسة للطلبة الفقراء ، وأخري معبأة بالأغذية لموسم بدء الدراسة والأعياد .
أيضا تشمل أنشطة هذه المجموعات التبرع بالدم للمحتاجين وزيارة دور الأيتام وإعداد رحلات لهم ، وتجهيز العرائس غير القادرات علي تجهيز أنفسهن بالأجهزة المنزلية المختلفة خاصة اليتيمات ، وحتى شراء أجهزة طبية للمستشفيات العامة والمستوصفات ، والبحث عن وظائف للعاطلين ، بل وبيع "الروبابيكا" أو الأشياء القديمة المستهلكة لاستخدام حصيلة بيعها في عمل الخير ، والقيام بزيارات إلي دور الأيتام والمسنين والقيام بحفلات فيها ، أو نقل الأطفال الأيتام أو المعاقين ذهنيا إلي الحدائق والملاهي والمطاعم لإدخال السرور علي أنفسهم .. وكلهم متطوعون للتنمية ومساعدة الغير بلا أجر وشعارهم هو الآية الكريمة : "يا أيها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" .

كيف نشأت الفكرة وكيف تدار المجموعات ؟ ( حوارات لموقع المسلم مع بعض أصحاب التجربة )

تقول "منار عقل" مهندسة وتدير إحدى هذه المجموعات علي الانترنت تسمي " مجموعة المنار" لـ "المسلم" أن مجموعتها بدأت عام 1995 ، عندما أصبحت تشعر وهي طالبة في الجامعة أن عليها التزام أدبي نحو مساعدة الآخرين عندما كانت تري طفل فقير أو عجوز تتسول ، ففكرت كيف تساعد الطفل وكيف يمكن أن تزور دور أيتام ودور مسنين وتساهم بأي مجهود ، وبدأت فكرة الاتفاق مع زميلاتها وزملائها في الجامعة لجمع الأموال اللازمة من مصروفهم الخاص لهذه الزيارات وتطور الأمر حتى أصبح معها عدد لا باس به من الشباب يساعدها في تنفيذ أفكار المجموعة .
وعقب التخرج والعمل زادت أعداد المجموعة وبدأ نشاطها يتطور ويصبح أكثر توسعا وتنظميا وتوالت الأفكار ما بين جمع شنط رمضان أو توفير أدوات وأجهزة للمستشفيات أو زيارة مرضي أو أيتام أو مسنين وترتيب رحلات لهم للترفيه عنهم ، وحتى تزويج فتيات يتيمات وغيرها من الأنشطة ، مشيرة إلي أنها "مؤمنة بالخير للخير وأن الدال علي الخير – كما نعمل - كفاعله " .
وتضيف : في رمضان الماضي 2005 رأينا أنه "آن الأوان لأن نبدع و نغير و نستعمل مخنا الذي ربنا أعطانا إياه و نطور فكرة الشنط الرمضانية بما يتناسب مع مصلحة الجميع ما دمنا لا نقترب من كتاب الله و سنة الرسول _صلى الله عليه و سلّم_ " ، وفكرنا في شنطة جديدة في محتوياتها و في وقت عرضها وفي الناس الذين ستذهب لهم وفي قيمتها المادية .. والموضوع ببساطة عبارة عن "كوبون صغير مدفوع الثمن (بحوالي خمسة دولارات ) لدى أحد أسواق الجملة يوضع في يد رب الأسرة المستحقة للشنطة الرمضانية ومعه ورقة مطبوع فيها كل العناوين والفروع التي للمحلات اللي ممكن يصرف منها الكوبون هذا لكي يرى أقرب فرع له وأنسب وقت هو محتاج فيه الحاجة لكي يذهب و يأخذ مواد غذائية من المحل بقيمة الكوبون ونؤجر أتوبيسات لنقل الناس لأماكن تعبئة هذه الشنط بالقيمة المالية التي في الكوبون ! .
وتؤكد منار أن هذه الكوبونات التي توزع في الأعياد والمناسبات تذهب لسكّان العشوائيات الذين يسكنون في صفائح القمامة ، كما ستذهب لمن قال فيهم الله _تعالى_: "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف" ، كما ستذهب لأطفال يرون الياميش واللحوم في الأعياد ولكنهم يغمضوا أعينهم ويناموا يحلموا بها؛ لأن أسرهم لا تقدر على شرائه ، كما ستذهب لمسنين غير قادرين على الحركة أو معاقين إعاقتهم مزمنة ، وتضيف : "سنأتي لهم كل الذي يريدونه ونوصله لبيوتهم " !

تجهيز عرائس يتيمات

وتؤكد "مها" المشرفة علي مجموعة "صحبة خير" والتي تعمل في مجال العلاقات العامة لـ "المسلم" أن هناك إقبالا طيبا من المشاركين علي فعل الخير أينما كانوا ، وأن مجموعتها التي بدأت نشاطها في يناير 2004 بها قرابة 2000 عضو يساهمون في كل أنشطة الخير المختلفة ، وإنهم يشاركون مع أندية اجتماعية وصحف في ترتيب احتفالات جماعية لعرائس يتم تجهيزهم علي قدر ما يستطيع الأعضاء ، فيما يقول مشرفون علي مجموعات أخري أن عدد المشاركين في مشاريع الخير لديهم يقترب من 3 آلاف مشترك.
وتضرب – مها – مثالاً على أحد أنشطتهم مثل حفل أقيم يوم 24 أغسطس 2005 لتجهيز 20 عروسة بالتعاون مع أحد الأندية حيث تم تسليم العرائس أجهزة منزلية (غسالات – بوتاجازات – أطقم ميلامين – مفارش وغيرها ) ، كما تم تسليم أجهزة طبية إلي مستشفي أبو الريش بـ 150 ألف جنية مصري تم جمعها من أهل الخير ومن الأعضاء المشاركين في المشروع وبالتعاون مع مجموعات أخري ، وتم عمل رحلات لأطفال الملاجئ والأيتام وتوزيع هدايا عليهم وإسعادهم خصوصا في الأعياد والمناسبات لرسم البسمة على وجوههم .
جماعة أخري قالت : " نحن نحاول أن نساعد كل فتاة يتيمة أو فقيرة مقبلة على الزواج ولا تستطيع توفير معظم الاحتياجات الأساسية بداية من الأثاث حتى فستان الزفاف وبذلة الفرح "

لوجه الله

أما "شيرين عبد الحميد" الناشطة في عدة مجموعات خير في وقت واحد فتؤكد لـ "المسلم " أن هناك إمكانية لتعاون المجموعات في مشروع واحد رغم تزايد التنافس بين المجموعات لانتشار الفكرة بشكل كبير ، ولا تنكر أن انتشار الفكرة كان له علاقة بحالة التدين السريعة خاصة في أوساط الأسر الغنية والمتوسطة القادرة علي المساهمة في عمل الخير والتبرع بالأموال لتنفيذ هذه المشروعات خاصة داخل الأندية المصرية الكبرى التي انتشر في الحجاب والتدين .
ولا تنفي شيرين الدور الايجابي الذي يقوم به الدعاة في تشجيع الشباب علي التطوع للخير وتنمية مجتمعاتهم ، والقيام بأي مجهود ذاتي خيري لإسعاد الآخرين والفقراء والمحتاجين باعتبار أن هذا جزء من الإيمان ، وتقول: إن بعض المجموعات بدأت فعلا بعد الاستماع لنصائح مثل نصائح عمرو خالد ، وإن كانت لا توجد علاقة لها بجمعيات عمرو خالد (صناع الحياة) ، وبعضها الأخر نشأ قبل دعوته بفترة طويلة .
وفي هذا الصدد تؤكد المهندسة منار عقل لـ "المسلم " أن مجموعتها –المنار- بدأت عام 1995 ، أي قبل طرح عمرو خالد لفكرة التطوع والعمل الخيري وأنها لم تسمع عن فكرته سوي فيما بعد ذلك ، بدليل أنه ليس لديها دش ستالايت لتشاهد عليه القنوات الفضائية التي يتحدث فيها !.
أما شيرين ،فتقول إنها وزميلاتها في النادي وفي العمل يقمن بجمع تبرعات اختيارية أو عينية من الزملاء وشراء السلع للفقراء وتوزيعها ضمن بعض هذه المجموعات أو يقمن بإرشاد راغبي التطوع للاتصال برؤساء هذه المجموعات للمشاركة في أنشطة الخير سواء بالتطوع المالي أو بمجهودهم ، كما يقمن بجمع ملابس مستعملة وجديدة من المنازل لتوزيعها على المحتاجين ، وجمع صدقات للفقراء والمساكين وزيارة أيتام وأطفال مرضي في المستشفيات وعمل حفلات بسيطة لهم لإسعادهم وغيرها .
ويقول المسئولون على أحد هذه المجموعات – "صحبة خير" – "ابتدأنا بخمسين جنيها فقط نريد نجمعها نشتري بها بونبوني وشيكولاتة نزور بها أي ملجأ في العشرة الأواخر من رمضان... نحن الآن نحاول نجمع خمسين ألف جنيه لنشتري جهازاً لمعهد الأورام القومي .... أقول : نحن لسنا (مجموعة) بالمعنى المفهوم للمجموعة على النت .. نحن هنا نعرض الأفكار اللي ممكن نقدم بها حاجة لوجه الله وسنحاول تنفيذها مع بعض من خلال زيارة شهرية تكون صحبة خير" ..

مشروع الروبابيكيا !

وهذا المشروع – الذي يشرف عليه موقع "مساعدة.كوم" يقوم علي إعادة تدوير الأشياء الزائدة عن الحاجة ضمن عمل الخير من خلال تجميع البلاستيك والورق والكارتون والزجاج الذي يستخدم في المنزل يومياً ويزيد عن الحاجة، حيث يتم إعادة تصنيع هذه الأشياء واستخدام أموالها في مشاريع خيرية متنوعة ، وبذلك "نعاونك على التخلص منها وتعاوننا على الخير وتكسب الثواب بأقل مجهود " كما يقول أصحاب الفكرة ؟
وينشرون دعاية له على النت تقول : " ساهم في مشروع الروبابيكيا ..بإمكانك الحصول على الثواب _بإذن الله_ من خلال تجميع هذه الأشياء البسيطة التي أنت في غنى عنها من بيتك أو مقر عملك يوميا وبسهولة جدا وبدون أي مجهود؟؟.. يدعوكم موقع مساعدة.كوم للمشاركة في عمل الخير من خلال تجميع البلاستيك والورق والكارتون والزجاج الذي تستخدمه في منزلك يومياً ويزيد عن حاجتك، حيث سيتم إعادة تصنيع هذه الأشياء واستخدام أموالها في مشاريع خيرية متنوعة ،وبذلك نعاونك على التخلص منها وتعاوننا على الخير وتكسب الثواب بأقل مجهود "

مشروع حقيبة رمضان وعرفات والمدارس

مجموعة أخرى قالت : " بمناسبة شهر رمضان المبارك ( أو وقفة عرفات) كلنا يعرف ثواب إفطار الصائم في رمضان.. ، فإننا نود أن نتسابق إلى الخير فيه ، وأن نقدم لكل أسرة محتاجة شنطة تحتوي على مواد تموينية تكفيهم لهذا الشهر الكريم " مع شرح كيفية تنفيذ هذا والتأكيد أن المطلوب عمل مليون شنطة ، والسعي لحصر للأسر التي تستحق المساعدة .
أيضا نشطت مجموعة أخري لإعداد شنطة أخري للمدارس قائلة : "بدأنا مشروع المدارس العام الماضي ومن فضل الله نجحنا في أن نساعد في سداد مصاريف أولاد غير قادرين في مناطق مختلفة ، كما وفرنا كشاكيل وكراسات وأقلام ، وهذه المرة سنحاول نوفر شنطة مدرسية متكاملة وسنركز على مرحلة ابتدائي ثم إعدادي وثانوي،وسوف نهتم أكثر بحالات غير القادرين من خلال الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس " .

للقضاء على البطالة :

ولا يقتصر عمل هذه المجموعات علي مساعدة غير القادرين بل أنهم يسعون للقضاء علي البطالة من خلال البحث عن وظائف للمحتاجين من الشباب غير العامل وتوجيهه إليها من خلال مشروع (لو عندك وظيفة.. قلها) الذي يتلخص في جلب كل عضو ما عنده من وظائف يعرفها أو يسمع عنها وتوجيه الآخرين – من خلال رسائل الانترنت - للبحث عن الشباب الذي يرغب في شغل هذه الوظائف أو توفير وسيلة الاتصال بصاحب العمل .

زيارة دار أيتام

مجموعة أخري قالت في احدي دعواتها للأعضاء : "هذا أول إعلان عن زيارة دار نور الرحمن للأيتام إن شاء الله وفيها 35 ولد وبنت من سن 4 شهور : 8 سنين ، الدار في منطقة فيصل ، والدار محتاجة ثلاجة وأدوية أطفال وبامبرز ، ثم سنذهب إلى دار "مبرة المرآة الجديدة" وهي دار مسنين فيها 50 حالة .. ونجلس معهم بعض الوقت لتسليتهم والتخفيف عنهم " .
وغالبا ما يذهب أعضاء المجموعات المختلفة لزيارة أطفال في دور الأيتام أو المستشفيات وقضاء يوما كاملا معهم وهم يحملون معهم الهدايا والملابس والأطعمة ، ويتطوع بعضهم لإسعاد الأطفال ، بهدف إشعارهم بمشاركة الآخرين لهم ، كما يتبرع البعض الأخر للاتصال برجال أعمال و راغبي العمل الخيري للتنسيق معهم لشراء احتياجات الأطفال أو المستشفيات أو غيرها سواء بالنيابة عن المتبرع أو بواسطته هو شخصيا .
والملاحظة العامة هنا هي أن هذه المجموعات الخيرية غير الساعية للربح والتي تستهدف التقرب لله بعمل الخير تعتبر تطورا لفكرة "نشطاء الانترنت " الذين انتشروا علي شبكة الانترنت في صورة مجموعات بريدية تقترب من أكثر من 2000 مجموعة وبعضها ذات اتجاهات خيرية وأخرى ذات طابع سياسي وتقترب من فكرة الحزب السياسي بهدف التعبير عن أفكار الجماعات السياسية الأخرى ، والبعض الأخر ذا طابع اجتماعي أو نسوى أو شبابي أو حتى متعلق بالأطعمة والمشروبات والأزياء .

أنشطة متنوعة

وتتنوع أنشطة هذه المجموعات لعدة أقسام ، فهناك (أنشطة موسمية) كالمشاركة بالأموال أو الجهد في - أو تنظيم - حملات موسمية مثل حملات إعداد حقائب تموينية لغير القادرين في رمضان أو العيد ، أو (تنظيم معارض خيرية) ، مثل تنظيم معارض ملابس وأحذية وحقائب خيرية في المناطق الفقيرة حيث يتم توزيعها مجانا أو بيعها بأسعار رمزية للغاية
وهناك أنشطة زيارات الملاجئ والمساعدة في توفير احتياجاتهم العينية (مواد غذائية، أدوات مدرسية، ملابس، لعب، أدوية، ...) والمادية، مع توزيع حلويات على الأطفال ومشاركتهم باللعب والاحتفالات. وذلك بعد التعرف على هذه الاحتياجات ومدى جدية الملجأ ،و(زيارات دور المسنين) حيث القيام بزيارات لدور المسنين والمسنات والمساعدة في توفير احتياجاتهم العينية (مواد غذائية، ملابس، أدوية، ...) مع قضاء بعض الوقت معهم ومحاولة تأنيس وحدتهم ، وذلك بعد التعرف على هذه الاحتياجات ومدى جدية الدار ورعايته للمسنين والمسنات .
أيضا هناك أنشطة (زيارات للمستشفيات) ومحاولة مساعدة المرضى - وبخاصة غير القادرين - مع الترويح عن الأطفال المرضى والمساهمة في توفير نفقات العلاج ، و(القوافل الطبية) التي تنظم في المناطق المحتاجة وتوفير الكشف والعلاج إما مجانا أو بأجر زهيد ، فضلا عن (كفالة أسر) فقيرة في منازلهم بدفع مبلغ شهري لكل أسرة مع زيادة المبلغ في المناسبات مثل الأعياد وشهر رمضان ، و(كفالة أيتام) في منازلهم بدفع مبلغ شهري ثابت لكل طفل .

مطلوب تنسيق الجهود

ورغم أن كل هذه الأنشطة الخيرية لوجه الله ، والجميع يتنافس فيها ، فهناك دعوات متزايدة – مع تزايد عدد المجموعات الالكترونية – لتوحيد الجهود خصوصاً في مجالات النشاط المتكرر مثل شنط رمضان أو رعاية الأيتام أو غيره .
وعلي حين يري البعض أن التنافس خير "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" ، قال آخرون لـ "المسلم " إن التنافس في العمل الخيري خصوصا المتشابه ، "ضار" لأنه يشتت الجهود خاصة أن كل فتاة أو فتي يدخل مجموعة ويتعرف علي النشاط ثم يبدأ في التفكير – بدافع زيادة الخير - في إنشاء مجموعة جديدة خاصة ، ويسحب من رصيد المجموعات الموجودة لدرجة أن دعوات بعض المجموعات لأنشطة معينة تكون استجابة الأعضاء وأهل الخير لها ضعيفة نتيجة تشتت جهود المجموعات وتعدد خدماتها ورغبة كل فريق في الإشراف بنفسه علي هذا العمل !.
المطلوب بالتالي – كما يقول خبراء في علم الاجتماع - هو مزيد من التنسيق والتنظيم بين هذه المجموعات التي تنتشر بسرعة علي الانترنت لمزيد من تطوير النشاط وتوسع العمل الخيري التطوعي الالكتروني .. علي الأقل كي لا يتدخل بعض ذوي النوايا السيئة لاستغلال هذا العمل في جمع تبرعات وسلع عينية من أجل مصالح خاصة بهم لا علاقة لها بالتطوع أو الخير ما قد يشوه باقي المجموعات !