أنت هنا

ليس فقط نبينا صلى الله عليه وسلم
20 ذو الحجه 1426


الحمد لله على نعمة الإسلام وكفي بها نعمة. الحمد لله العلي القدير. والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين خير الخلق والمرسلين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أهل الكتاب بعد أن أذهلهم القرآن ببيانه وأحكامه، ولم يستطيعوا أن ينالوا منه شيئا راحوا يرمون بسهامهم المسمومة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.

ويحار العقل حين يفكر في هذا الأسلوب الرخيص، فهذه البذاءة التي لا تليق أن يطلقها عامة الناس، فضلا عن الكتاب والمثقفين، ناهيك عن رجال الدين والمنصرين.. ومما يسلي المرء أن هذا دأب القوم مع كل أنبياء الله وليس مع الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحده فما سلم منهم أحد من أنبياء الله!
لا تعجب... ولا تعجل. نعم هذا دأبهم مع كل أنبياء الله.

وها أنذا أعرض عليك أيها القارئ الكريم ما يقول القوم في أنبياء الله وكيف أن قلة أدبهم طالت الجميع لتعلم أن الخلل في هذه النفوس التي تعتنق دين النصرانية... لتعلموا أن المشكلة أخلاقية وليست مشكلة حق يراد بيانه ولا باطل يريد دحضه.


نسب اليهود ومن بعدهم النصارى لأنبياء الله أعمالاً تقشعر منها الجلود وتشمئز منها النفوس؛ بل لا نبالغ إن قلنا أن في سير الأنبياء عندهم ما يفوق فعلة قوم لوط وفرعون وثمود، فالأنبياء عندهم لا حرمة لهم ولا تنزيه عن فاحشة أو رذيلة.!

وهذا مدون في كتبهم بنصوص صريحة لا تحتمل التأويل ولا ينكرها القوم بل (يتعبدون) الله بها.

ــ نبي الله هارون عندهم هو الذي صنع العجل وعبده مع بني إسرائيل (سفر الخروج: 32: 1)

ــ وعندهم أن خليل الله إبراهيم ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم ــ قَدَمَ امرأته سارة إلى فرعون حتى ينال متاعاً بسببها. فقد نزعوا من أبي الأنبياء ـ عليه السلام ـ المروءة والغيرة على العرض. ثم ــ وتعجب. وحق لك ـــ يترفع فرعون عن مواقعه سارة بدافع المروءة والنخوة ويدعها لإبراهيم ويوبخه أن قدم زوجته له. (سفر التكوين 14:12))

ــ وعندهم أن نوحا عليه السلام ــ شرب الخمر وتعرى وضاجع بنتاه (سفر التكوين: 9: 20 وما بعدها).
ـــ ويفترون على نبي الله لوط ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ـــ أن ابنتاه سقتاه الخمر فشرب حتى ذهب عقله، ثم قام فزنى بإحداهما ليلة كاملة، وفي الليلة الثانية تكررت الفعلة مع البنت الثانية. قطع الله لسانهم. (راجع سفر التكوين الإصحاح التاسع من العدد 30 وما بعدها).
وإن تعجب فمن قول كبيرهم في مصر ـــ شنودة ــ حين راح يبرر هذه الفعلة بقولة: (أن إبنتي لوط قد فعلتا ذلك لتنجبا منه نسلاً مؤمناً).
أغفل عن الحكمة نبي الله لوط وفطن إليها شنودة؟!!، وفطنت إليها ابنتاه، فأسكرتاه!!!
أبداً.كله كذب.

ـ وعندهم أن نبي الله سليمان ـ عليه السلام ــ ولدُ زنى أنجبه داود حين زنى بـزوجة أمير الجيش اوريا الحثي، وأنه ــ سليمان عليه السلام ــ ارتد في أخر عمره وعبد الأصنام وبنى لهم المعابد، وذلك حين غوته النساء. (سفر الملوك 1:11) وراجع أيضا (سفر صموئيل الثاني اصحاح 11).

ــ وعندهم أن نبي الله يعقوب ـ عليه السلام ــ سرق مواشي حميه وخرج بأهله خلسة دون أن يعلمه (تكوين 17:31)
وكذا أن راوبين زنى بزوجة أبيه يعقوب وعلم يعقوب بذلك الفعل القبيح وسكت عنه.

بل لم يسلم منهم المسيح ــ عليه السلام ــ فعندهم أن المسيح عيسي بن مريم ــ عليه السلام ــ:

ـــ من نسل الزنا. وذلك طبقاً لما ورد فى إنجيل متى (1-10) (أن عيسى بن سليمان بن داوود وجدهم الأكبر فارض الذي هو من الزنا من يهوذا بن يعقوب).
ــــ وأنه كان عاقا لأمه... لم يناديها مرة بلفظ أمي في أي موضع من الأناجيل، وكان يهينها ويعاملها باستحقار أمام الناس ويخاطبها قائلاً (يا امرأة) بذات الصيغة التي كان يخاطب بها المرأة الزانية أو (الكلبة) الكنعانية. إذ كان يناديها في وسط الحضور قائلاً: ((مالي ولك يا إمرأة!)) يوحنا [ 2: 4 (.
ـــ وأن المسيح شهد بأن كل الأنبياء الذين قاموا في بني إسرائيل لصوص (يوحنا7:10).
ــ وأن المسيح كان يتعرى أمام تلاميذه ويتعامل معهم بشكل مثير للريبة فكان يتعرى.واسمع
.((قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. (يوحنا4:13).
وعندهم أن المسيح كان سبابا شتَّاما، فقد سبَّ معلمو الشريعة قائلاً لهم: ((يا أولاد الافاعي)) متى [ 3: 7 ]
وسبهم في موضع آخر قائلاً لهم: ((أيها الجهال العميان)) متى [ 23: 17 ]
_ وقد شتم تلاميذه، إذ قال لبطرس كبير الحواريين: ((يا شيطان)) متى [ 16: 23 ]
_ وشتم آخرين منهم بقوله: ((أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان!)) لوقا [ 24: 25 ]
مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد اعطى لكم أن تفهموا اسرار ملكوت الله!! لوقا [ 8: 10 ]
_ بل إن المسيح شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده، شتمه في بيته جاء في إنجيل لوقا [ 11: 39 ]ما نصه: (سأله فريسي أن يتغذى عنده. فدخل يسوع واتكأ. وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب: أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء! ويل لكم أيها الفريسيون!... فأجاب واحد من الناموسيين وقال له: يا معلم، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً. فقال: وويل لكم أنتم أيها الناموسيون!))

و هذا قطعاً ليس من خلق الأنبياء. فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما رفع من شيء إلا شانه كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.

هكذا يتكلم النصارى على أنبياء الله جميعهم. فلم يسلم منهم أحد.

والسؤال من يقدس النصارى؟

إنهم لا يعتقدون النزاهة والعصمة إلا في الأحبار والرهبان، فسيرة (كيرلس) و(بطرس) و(جرجس) و(شنودة) عندهم أطهر من سيرة رُسل الله.
الباباوات لا يخطئون... معصومون... لهم (القداسة). يغفرون... ويحلون... ويحرمون... وصدق الله العظيم " (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة: 31)

فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ما عرفت البشرية خيرا منه.

عدوك مذموم بكل لسان * * * ولو كان من أعدائك القمران
ولله سر في علاك وإنما * * * كلام العدا ضرب من الهزيان