أنت هنا

مكانة العلماء في الحاضر.. والمستقبل(1)
17 ذو القعدة 1426

عرف الناس في الماضي قدر العلم، ومكانة العلماء ودورهم، بدءاً من عامة الناس وانتهاء بخاصتهم من القادة والزعماء، كانت هذه هي القاعدة العامة، وإن لم تكن تخلو من حوادث متفرقة لا تمثل ظاهرة، إلا أن هذه المكانة العظيمة للعلماء التي أضاءت حياة المسلمين في أكثر عصورهم ازدهاراً ورقياً وقوة؛ أخذ ضوؤها في العصر الحاضر يخبو، وقدرها يضعف، بانزواء تأثير كثير من العلماء وضياع دورهم واختلاف الناس في نظرتهم إليهم اختلافاً كبيراً. والخطير أن هذا الضعف يأخذ شكل الظاهرة العامة، وتقف وراءه أيد ماكرة تريد أن تطفئ نور هذا الدين من خلال تحطيم مكانة علمائه ومحو دورهم.

ضعف دور العلماء يؤدي إلى عواقب خطيرة، في حاضر الأمة ومستقبلها، وخصوصاً مع تطور وسائل الاتصال وكثرة منافذ التأثير، والتي وضعت المجتمعات في بحر يثور بالتيارات والأفكار والعقائد المنحرفة والضالة، فبناء المجتمع المسلم، يعتمد اعتماداً كلياً على علماء الدين، وضعف مشاركتهم ودورهم يعني ضعف بناء هذا المجتمع وبناء أفراده، كما يعني هشاشة في الحماية المهمة لهذا المجتمع ضد عوامل الفساد والانحراف، ومكايد الإيقاع به في أوحال الثقافات المنحرفة والأفكار الغربية الضالة، ويعني أن التيارات الفاسدة والضالة سوف يزداد تأثيرها يوماً بعد يوم في المجتمع، مما يؤدي إلى محو هويته وضياع قوّته، كما يؤدي إلى تصدر الجهلاء وقليلي العلم، فتنشأ البدع وتكثر الخرافات ويظهر الغلو وتنفتح أبواب الفتن والخلاف والنزاع.

سبب هذا الضعف- في رأيي- هو وجود تصورات منحرفة لعالم الدين، فقد تفاوتت نظرة الناس إلى علماء الدين على مر العصور، وتعددت أسباب تلك التصورات، إلا أن عصرنا هذا يتميز بأنه تجمعت فيه كل التصورات التي ينظر بها الناس إلى عالم الدين، والتي نشأت في الماضي والحاضر، وما يهمنا بصورة كبيرة هو ما تجمع لدينا في مجتمعاتنا من تصورات نحو العلماء في العصر الحاضر، وما سيكون عليه الحال في المستقبل.

أولاً: التصورات الباطلة والنظرات المنحرفة للعلماء في العصر الحاضر:
1- نظرة الغلو والتقديس في العلماء:
وهي نظرة تتجاوز الحد الشرعي في تقديس الإمام أو العالم أو الشيخ، وأبرز من يقع فيها غلاة الصوفيين الذين تتميز نظرتهم لشيوخهم بالغلو الحاد، والتقديس المنكر، فالشيخ لديهم هو محور السلوك، ولكي ينتفع المريد ببركاته فيجب عندهم ألا يزن أفعال شيخه بالشرع، وإن ارتكب المنكرات وعطل الفرائض وقعد عن الصلوات، ولا بد للمريد أن يعتقد أن شيخه هو الغوث، وأنه يستقي علومه من اللوح المحفوظ، وكل خير سيق إليه في الدنيا والآخرة إنما هو من مدد الشيخ وبركته(1) ، جاء في كتاب الوصايا لابن عربي: "من اعترض فقد انطرد"، وقال: "ومن قال لشيخه: لِمَ؟ لا يفلح"(2). وقال القشيري في رسالته: "من صحب شيخاً من الشيوخ ثم اعترض عليه بقلبه فقد نقض عهد الصحبة ووجبت عليه التوبة، ثم إن الشيوخ قالوا: إن حقوق الأستاذين لا توبة منها"(3). ويقول أبو الحسن الشاذلي عن مكانة القطب: "له التصرف العام، والحكم الشامل في جميع المملكة الإلهية، وله الأمر والنهي... والرسول ليس له عموم الأمر والنهي إلا ما يسمعه من مرسله لا يزيد وراء ذلك شيئاً، فالخليفة الولي أوسع دائرة في الأمر والنهي والحكم من الرسول الذي ليس بخليفة، وله تحريك الجمادات وكل حي، وله الإمارة على كل شيء، ولا يصل إلى الخلق شيء كائناً ما كان إلا بحكم القطب"(4).

أضف إلى ذلك ما تشيعه تعاليم الصوفية في أتباعها من تواكل وخنوع، ومن أعظم علماء الصوفية أثراً في ترسيخ الجمود العقلي والتواكل ابن عطاء الله السكندري، "إذ كان تأثيره خطيراً للغاية منذ القرن الثامن إلى اليوم، إذ التزمت الطرق الصوفية، لا سيما الشاذلية، بأفكاره"، "وأسلوبه جد خطير لأن فيه بلاغة في التعبير، ولكنها بلاغة تشيع في المريدين نوعاً من التخدير، وتشل بما في عباراته من إيقاع سجعي ملكة النقد العقلي، ولا تدور كتاباته غالباً إلا حول هذا المعنى: التجرد عن الأسباب وإسقاط التدبير"، "وعلى عاتق روح كتاب ابن عطاء الله السكندري (التنوير في إسقاط التدبير) يقع ما شاع بين مريدي الطرق الصوفية من خضوع وخنوع وتعطل عن الكسب ودروشة وتبطل، والحق أحق أن يتبع، ولا قداسة في قول إلا رسول الله فيما بلغ عن ربه"(5).

وإضافة إلى هذا الغلو في تقديس الشيخ لدى غلاة الصوفية نجد طامة أخرى تزيد الطين بلة، وهو نبذ العلوم الشرعية والاعتماد بصورة كبيرة على ما يسمونه العلم اللدني أو العلم عبر الإلهام في تكوين شخصية الشيخ عندهم، يقول أبو اليزيد البسطامي: "ليس العالم الذي يحفظ من كتاب فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنما العالم الذي يأخذ علمه من ربه أي وقت شاء بلا حفظ ولا درس، هذا هو العالم الرباني..."(6).

ولا تقتصر نظرة التقديس المفرط والغلو في منزلة الشيخ على تلك الاعتقادات الباطلة في حياته فقط بل بعد مماته أيضاً، فمؤلفات الطريقة الدسوقية الشاذلية(7) مثلاً تقول إن النار محرمة على أتباع الدسـوقي وعلى زوار قبره(8). وها هم أولاء غلاة الصوفية يكفّرون المسلم الذي ينكر حضور مولد البدوي، إذ يذكر الشعراني أن من ينكر حضور مولد البدوي يُسلب الإيمان من قلبه!(9)

وهذه النظرة تشبه إلى حد كبير نظرة النصارى واليهود لرجال الدين أو لعلماء الدين، فقد عقد رجال الكنيسة مجمعهم رقم 20 بعد دخول الرومان في النصرانية، واتفقوا فيه على جعل رجال الكنيسة معصومين منزهين عن الخطأ، وصار كلامهم بذلك شرعاً لا يقبل النقاش(10) ، فكبتوا الفكر، وحجروا على العقول، وهو ما أدى في النهاية إلى الثورة على رجال الكنيسة وعزلهم عن الحياة، وهو مبدأ ظهور العلمانية، وقد كان شعار الثورة الفرنسية "اشنقوا آخر إقطاعي بأمعاء آخر قسيس".

وعلى هذه الصورة المنحرفة لعالم الدين لدى الصوفية وغيرهم يتكئ العلمانيون في التنفير من علماء الإسلام، ومن عودتهم إلى مكانتهم في قيادة الأمة وأداء دورهم، وهم بذلك يخلطون الأمور ويضللون الناس، فليست هذه هي المكانة الحقيقية للعلماء في الكتاب والسنة، فعالم الدين مهما بلغ علمه لا يصل إلى مقام النبوة، ولا عصمة له من الخطأ، ويجوز عليه السهو والنسيان، ولذلك يؤخذ من قوله ويرد عليه، وعلمه مكتسب بالتعلم، والأخذ عن العلماء، والنظر والفكر والفهم والاجتهاد، لا بالوحي أو الإلهام كما يعتقد غلاة الصوفية في شيوخهم، وليس العالم مصدراً للتشريع، فمصدر التشريع هو الكتاب والسنة، وليس له سلطة إلهية كما يعتقد النصارى في رجال الكنيسة، أو صفات ربوبية كما يعتقد غلاة الصوفية في غوثهم وأقطابهم وأوتادهم(11). ومع ذلك كله فقد رفع الإسلام مكانة علماء الدين، وأعلى منزلتهم، وزاد من فضلهم، وأوجب لهم الاحترام والتقدير والتبجيل، بلا إفراط ولا تفريط، والأدلة على ذلك والشواهد وأقوال العلماء كثيرة.

ولا شك أن تلك النظرة المنحرفة للإمام أو العالم أو الشيخ من أسباب تخلف وضعف الأمة الإسلامية، لأنها بعيدة كل البعد عن منهج الإسلام الصحيح، حيث صرفت كثيراً من الناس عن التأثر بعلماء الأمة السائرين على النهج القويم، القائمين بدورهم في بيان الدين الحق للناس، الذين ينمون في المسلم صفات التفكر والفهم والفقه، ويدفعون الأمة نحو الأخذ بأسباب القوة والتقدم، ويجاهدون أعداء الإسلام، وخصوصاً أن هذا التأثير الصوفي(12) امتد إلى عدد من الولاة والحكام، حيث كان بعض منهم يتبع الطرق الصوفية، لا سيما في العصر المملوكي والعثماني، وهكذا اتجهت طاقات فئات كثيرة من الناس لتدور كلها حول القبور والموالد وصناديق النذور. ولذلك كان غلاة الصوفية دائماً يقفون في وجه تيارات التجديد والإصلاح، يحاربون أئمة العلم الذين يسعون لتطهير العقائد والعبادات والعقول من البدع والخرافات والجمود، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية على سبيل المثال "تعرض على أيديهم للأذى والسجن، حتى مات في السجن رحمه الله"(13).

ومن ناحية أخرى أدى هذا التصور لعلماء الدين في كثير من بلدان العالم الإسلامي إلى فتنة كثير من الأجيال المعاصرة، التي حاولت الوصول إلى ركب التقدم فضلت وأخطأت الطريق، كأجيال قاسم أمين وطه حسين ومحمد أحمد خلف الله وغيرهم من دعاة التغريب، والتي رأت أن اللحاق بركب التقدم لا يتماشى مع تلك التصورات، التي ظنوا خطأ أنها هي نفسها تصورات الإسلام الحقيقية، ولا سيما مع تقصير كثير من العلماء في القيام بتصحيح تلك التصورات، وضعف صوت من كان ينادي بتصحيحها ويقوم بمقاومتها من علماء الصوفية المعتدلين وغيرهم في وسط جو مليء بصخب غلاة الصوفية، ومع وجود التشابه الكبير بين ما صنعه رجال الكنيسة وبين تصورات الصوفية في الشيخ، اعتقد هؤلاء خطأ أن مسيرة التقدم لن تكون إلا بتقليد الغرب في طرح الدين جانباً وعزل علماء الدين عن الحياة.

2- النظر إلى العلماء على أنهم عقبة في طريق التقدم:
وهذه النظرة لعلماء الدين،حدثت في فترات وأوقات قليلة عبر تاريخ دول الإسلام، لأن الأصل في ولاة المسلمين عبر عصورهم، ما عدا بعض الفترات، أنهم كانوا يقربون العلماء من مجالسهم، ويعتمدون عليهم في إرساء قواعد الدولة، ويجعلون لهم مكانة خاصة، إلا أنه في العصر الحديث، ومع بدء الاحتلال الصليبي المعاصر لكثير من بلدان العالم الإسلامي، صار الأصل فيه هو إبعاد العلماء عن مكانتهم الحقيقية، ودورهم المنوط بهم في إصلاح المجتمع وحمايته، وتصويرهم على أنهم عائق للتقدم.

وعلى هذا النهج الذي سنته سلطات الاستعمار الأجنبي من تهميش العلماء في بناء المجتمع، وإضعاف دورهم وتأثيرهم، سارت كثير من دول المسلمين بعد انتهاء الاستعمار، فصارت تعمل على تهميش دور العلماء، والنظر إليهم كعائق من معوقات قيام الدولة الحديثة، والأخذ بأسباب التقدم، فكان لا بد من إزاحتهم عن مواطن التأثير وحصر دورهم في مهمات إدارية، وقد بلغ الأمر في بعض الدول إلى حد التحذير من العلماء بأسمائهم، والجهر بعداء الدولة لعائلات دينية وتسميتها للشعب بأسمائها ليشاركوا في عدائها(14). بل أقدم أحد القادة على غلق جامعة من أعرق الجامعات التي يتخرج منها العلماء، وهي جامعة الزيتونة، والتي لم يتجرأ الاستعمار الفرنسي نفسه على إغلاقها(15). وإمعاناً في تهميش دور هذا الصرح العلمي الذي يخرج العلماء وطلاب العلم، قام أحد المسؤولين بإجراء مسابقة سباحة بملابس شبه عارية لبعض طالبات الشريعة، وأعلن فيها أن الشريعة قد تخلصت من عقدتها! هذه أمثلة قليلة لبعض المحاولات التي تحدث في بعض البلاد المسلمة، والتي تهدف كلها لعزل العلماء عن المجتمع، وترسيخ النظر إليهم كعقبة في طريق الانفتاح والتقدم.

والأسباب التي أدت إلى تكون هذه النظرة كثيرة، وهي نفسها أسباب أزمة الأمة الإسلامية المعاصرة والصراع الدائر فيها بين العلمانية والإسلام، فأبرز الفئات التي تتبنى هذا التصور الباطل في بلاد المسلمين، وتسعى جاهدة لنشر هذه الصورة وترسيخها في المجتمعات المسلمة، هي فئات العلمانيين والمتغربين، ويوظفون لذلك جهودهم وطاقاتهم ووسائلهم، من كتب وتصريحات وحوارات ومقالات، بحجة أن إفساح المجال للعلماء للمشاركة في بناء المجتمع سيؤدي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في النهاية، وتحول المجتمع إلى دولة دينية ثيوقراطية، وهذا من أشد ما يلبسون به على الناس، مع أنها حجة ساقطة؛ إذ كيف تكون هناك دولة توصف بأنها إسلامية ثم يقولون نحن لا نريد أن تكون هذه الدولة دولة دينية! يعني يريدون أن تكون دولة مسلمة ولكنها ليست دينية! وهذا كلام لا يقوله عاقل يفهم الإسلام، فدولة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه، وودولة خلفاء خلفائه وحكام المسلمين وولاتهم، كانت على مر العصور دولة مسلمة دينية تحكم بدين الإسلام وتتخذ من الكتاب والسنة منهاجاً لحياتها، ولم يمنع ذلك من تكوين حضارة إسلامية عالمية كان لها الفضل الأعظم على بعث النهضة في العالم الغربي، حتى وقع الاستعمار الحديث ونحيت شريعة الإسلام، وما جاء الإسلام إلا لتكون دولته دولة دينية إسلامية لا دولة علمانية تفصل الدين عن الحياة.

وما يصفونه بالدولة الثيوقراطية أو "الدولة الدينية" بالمفهوم الغربي، لا ينطبق على دولة الإسلام، لا من قريب ولا من بعيد، وذلك لسبب بسيط وهو أن دولة الكنيسة، ليست دينية بل وضعية؛ لأن من حق رجل الدين عندهم أن يشرع من نفسه ويضع الأحكام بلا مناقشة(16) من أحد، ولذلك انقلب الغرب على دولة الكنيسة وصارت الدولة الدينية عندهم تعني تسلط رجال الدين بأهوائهم التي يفرضون على الناس قداستها، وهو ما يعني قهر إرادة الناس والحجر على عقولهم، وليس الأمر كذلك في الإسلام، فعند أهل السنة ليس عالم الدين أو الفقيه مصدراً للتشريع، فمصدر التشريع هو الكتاب والسنة، وعمل الفقيه أو عالم الدين هو استنباط الأحكام وبيانها للناس، كما أن كلام عالم الدين أو الفقيه عند أهل السنة قابل للمناقشة من مثله من أهل العلم والتخصص، يحتمل الخطأ والصواب، يؤخذ من قوله ويرد عليه.

وهذا هو تراث العلماء وكتب الفقه مليئة بالمناقشات والمحاورات والمناظرات بين العلماء، إضافة إلى ما فيها من فقه واجتهادات وأصول ومبادئ ومناهج، كانت سبباً في شحذ العقول عبر عصور الإسلام، وتخليصها من قيود الغلو والجمود، وكون للأمة تراثاً كان ولا يزال نبعاً فياضاً لا ينضب، ولا يُظن وجود مثله عند أمة من الأمم، ومصنفات علماء الدين الإسلامي عبر العصور تعد من أقوى معالم الحضارة والتقدم، وأبرز الأدلة والشواهد على مدى ما قام به علماء الدين من جهود أثرت الفكر الإنساني، هو ما سطروه من موسوعات، ومصنفات، ومعاجم، وبحوث، تدل على عبقرية حضارية فذة، سبقت حضارات الشرق والغرب، سواء من حيث الإبداع في التصنيف، أو التنوع في مناهج البحث والتأليف، أو من حيث قوة الفكر وسعة الأفق، أو من حيث بناء حضارة الأمة والسعي لمعالجة مشكلاتها وإصلاح أحوالها-كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى لا حقاً-، فكيف يزعم أحد بعد ذلك أن علماء الدين يمثلون عقبة في طريق التقدم!

_______________
(1) انظر عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة، محمود المراكبي، مجلة التوحيد، جمادى الأولى ، 1420هـ. ص 49.
(2) الوصايا لابن عربي، ص 160، ط بيروت.
(3) الصوفية نشأتها وتطورها، الدكتور محمد العبدة، طارق عبد الحليم، ص 88
(4) نقلاً عن كتاب: الأضرحة وشرك الاعتقاد، الدكتور عبد الكريم دهينة، ص 67.
(5) انظر: التصوف إيجابياته وسلبياته، أحمد محمود صبحي، ص 44- 45، وابن عطاء هو تلميذ أبي العباس المرسي الذي هو تلميذ أبي الحسن الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية.
(6) الإحياء للغزالي، ج 3 ص 21.
(7) الشاذلية أكثر الطرق الصوفية عدداً وأشدها أثراً،. انظر: التصوف إيجابياته وسلبياته، مصدر سابق، ص 44.
(8) وانظر على سبيل المثال ما نقله الشعراني عن إبراهيم الدسوقي نفسه، الطبقات للشعراني، ج1، كرامات الدسوقي.
(9) "والشعراني، وهو صوفي لا يبخل على نفسه ولا على شيخه من عرض مناقبه الموصوفة بالصفات الإلهية، راجع : لطائف المنن للشعراني" نقلاً عن كتاب: الأضرحة وشرك الاعتقاد، الدكتور عبد الكريم دهينة، ص 107.
(10) الرأي والرأي الآخر، عثمان القطعاني، ص 67.
(11) يضع الصوفيون لأئمتهم درجات لا دليل عليها، فهي صفات مبتدعة وخرافات مخترعة، فأول هذه المراتب الغوث الأعظم، وهو واحد لا يتعدد، ويزعمون أنه هو الذي يغيث العباد، أو أن الله تعالى لا يغيث العباد إلا بواسطته، وتزعم كل طريقة أن شيخها هو الغوث، والمرتبة الثانية هي القطب أو الأقطاب، ولا يزيد عددهم عن سبعة وبعضهم يقول أربعة، ويزعمون أنهم يتصرفون في الكون، والثالثة الأوتاد، وعددهم أربعة أو ثلاثة، ويدعون أنهم لو ماتوا جميعاً لفسدت الأرض، والرابعة الأبدال، وعددهم أربعون بدلاً، 22 في الشام، و18 في العراق، والمرتبة أو الدرجة الخامسة لأولياء الصوفية النجباء، وعددهم 70 كلهم في مصر، ويزعمون أنهم يحملون عن الخلق أثقالهم، والدرجة السادسة النقباء، وعددهم 300، وقيل 500، وهم الذين يستخرجون خبايا الأرض. انظر: الأضرحة وشرك الاعتقاد، الدكتور عبد الكريم دهينة، ص 67 – 85.
(12) ولشدة هذا التأثير وقوته يسمى عالم الصوفية باسم "مملكة الصوفية"، ومن الصوفيين أنفسهم من يسميها "الحكومة الباطنية" كما فعل الدكتور الصوفي الشرقاوي، و الذي سمى كتابه بهذا الاسم منبهاً على أهمية قبور شيوخ الصوفية وأسرارها الباطنية من تفريج الكربات وقضاء الحاجات، فلكل قبر سر ووظيفة، فقبر البدوي مثلاً لنصرة المظلوم وفك المربوط، وقبر محمد رمضان لشفاء الأمراض وإحضار الفاكهة قبل أوانها. وهكذا إلى آخر هذه الخرافات التي لا تزال تسيطر على عقول كثير من الناس..
(13) حقيقة الصوفية في ضوء الكتاب والسنة، الدكتور محمد بن ربيع هادي المدخلي، ص 25.
(14) ومنها عائلة (ابن عاشور)، انظر كتاب النهوض الإسلامي دراسة للحركة الإسلامية التونسية ولمحنتها الحالية، عبد الجبار البوبكري، ص 16، ط دار العُقاب.
(15) انظر كتاب النهوض الإسلامي، مصدر سابق، ص 22.
(16) انظر: الرأي والرأي الآخر، عثمان القطعاني، ص12.