لماذا نتدبر القرآن (3-6)
3 شوال 1426

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على المبعوث بالهدى والخير العميم، وبعد:
إن من أسباب تدبر القرآن والوقوف مع آياته وتأملها... استجلاب طمأنينة القلب في خضم هذا العالم المضطرب "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" .. وأي ذكر أعظم من كلام الله، إن القلوب إذا فقهت مراد الله من آياته سار أصحابها إليه باطمئنان وثبات لا تزعزه بدع المحدثين ولا تأويلات الجاهلين ولافتن المضلين، فتأمل المرء للآيات كما قال ابن القيم: "يصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل، وتبعثه على الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل، وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل، وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل، وتسهل عليه الأمور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل، وتناديه كلما فترت عزماته وونى في سيره: تَقَدَّم الركب وفاتك الدليل، فاللحاق اللحاق والرحيل الرحيل، وتحدو به وتسير أمامه سير الدليل، وكلما خرج عليه كمين من كمائن العدو أو قاطع من قطاع الطريق نادته: الحذر! الحذر! فاعتصم بالله واستعن به وقل: حسبي الله ونعم الوكيل".










نــزه فـؤادك عـن سـوى روضاته فـر يـاضـه حِــلٌ لـكـل مــنـزه

والــفهمُ طِلِّسْـمٌ لكنز عــلومـه
فاقصد إلى الـطِلِّسْمِ تحــظَ بـكنزه

لا تخش مـن بـدع لهـم وحـوادث
مادمت في كَنَف الكتاب وحِرزه

من كان حارسُه الكتاب ودرعه
لم يخش مــن طـعـن الـعــدو ووخذه

لا تخش مـن شبهاتهـم واحـمل
إذا مـا قابـلــتـك بــنـصـره وبــعــزه

والله مـا هاب امرؤٌ شبهاتهم إلاّ
لضعـف القلب منه وعجـزه

ياويح تيس ظالع يـبغي مســا
بقـة الهـزبر بعـدوه وبجمزه

ودخان زبل يرتقي للشمس يسـ
تـر عينـها لمـا سرى في أزه

وجبـان قلبٍ أعزل ٍقَدْ رام يـأ
سر فارساً شاكي السلاح بهزه

هذا بالإضافة إلى أن تدبر القرآن سبب لتسلية النفس وتثبيتها وحثها على الاقتداء بمن سبقها من أنبياء الله ورسله والصالحين من عباد الله وإمائه، قال الله _تعالى_: "وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ". وبهذا يعلم أن تدبر القرآن يحتاجه المسلم في كل زمان وآن, وليس هو أمر خاص بأيام معدودات في رمضان.

فاللهم ارزقنا الطمأنينة وتحقيق الإيمان، وثبت أفئدتنا وأقدامنا على الإسلام.