أنت هنا

ابرز ملامح فترة حكم خادم الحرمين الشريفين
26 جمادى الثانية 1426


شهدت فترة حكم الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، والتي امتدت فترة 23 عاماً تقريباً؛ العديد من الأزمات والتغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية، كان للمملكة دوراً فاعلاً ومؤثراً في الكثير منها.
فالمملكة التي تطفو على 25% من احتياط نفط العالم، وتضم أراضيها الشاسعة الحرمين الشريفين (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وتنتمي إلى منطقة الشرق الأوسط الملتهبة، والمحاذية للعراق والخليج العربي، والقريبة من إيران وفلسطين المحتلة (إسرائيل)، وغيرها.. كل ذلك ساعد على أن تكون للمملكة دوراً حيوياً وهاماً داخلياً وإقليمياً وعالمياً.

فعلى الصعيد الإسلامي، تزايدت خلال السنوات الماضية أعداد الزائرين للمملكة بقصد الحج والعمرة، وبات الحرم المكي يزدحم ويغص بالمصلين والوافدين من كل مكان, فكان أن قرر الملك فهد توسعة الحرم المكي على عدة مراحل، ومن خلال عدة محاور. ليصل استيعاب الحرم لأكثر من مليون مصلي.
كما أمر بتوسعة المسجد النبوي الشريف، وأصبح يستوعب أكثر من مليون ومائتي ألف مصلي.
وشهد عصره اهتماماً كبيراً بحجاج بيت الله الحرام.

من الناحية الاقتصادية، استطاع الملك فهد أن يقود المملكة العربيّة السّعوديّة خلال فترة الطفرة البترولية إلى التقدم والحداثة العمرانية.
حيث استخدم الثروة البتروليّة لبناء المدن الحديثة والطرقات السريعة الواسعة، وأنشأن بنية تحتية للتّكنولوجيا المتقدّمة.
كما شهدت المملكة في عهده أزمة التفجيرات والملاحقات الأمنية ضد أتباع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وما رافقها من هجمات تفجيرية مسلحة وحملات أمنية مشددة.

وبشكل عام، فقد تطور الاقتصاد السعودي بشكل كبير، معتمداً على النفط كمورد أساسي لخزينة المملكة، وعلى مواسم الحج والعمرة، والتي أنعشت الاقتصاد الداخلي وحركت السوق نحو الأفضل.
إقليمياً، دخلت المملكة العربية السعودية في اتفاق شراكة مع دول الجوار، لتشكيل دول مجلس التعاون الخليجي، الذي أسس لقاعدة عامة تجتمع على أساسها الدول الخليجية، تمتلك فيها السعودية الدور الأبرز في تسيير القرارات والخطوط العامة.

وعلى الصعيد الدولي، لعب الملك الراحل دوراً نشيطاً في الشؤون الدولية، كمثل جهوده لإحلال السلام في لبنان عبر اجتماعات الأطراف المتنازعة في السعودية، وصولاً إلى عقد اتفاق الطائف الذي أنهى السنوات الطولية من الصراعات الطائفية.
وموقفه من الحرب الطويلة بين العراق وإيران، والتي دعم فيها نظام صدام حسين السابق في وجه المد الشيعي من إيران.
وموقفه من احتلال العراق للكويت، والسماح للقوات الأمريكية باستخدام الأراضي السعودية في حربها ضد النظام العراقي السابق عام 1991.
وهذا الأخير أشعل في وجه النظام السعودي استياءً من قبل بعض العلماء وطلاب العلم والسعوديين الذين رأوا في استخدام القوات الأمريكية للأرض السعودية موطئ قدم تعدياً على مقدسات دينية.

كما شهد في عصره انفتاحاً سياسياً على الولايات المتحدة، تعمقت خلالها العلاقات بين البلدين بشكل كبير وملحوظ.

وكان للمملكة في عهده مواقف داعمة للمقاومة الأفغانية في أفغانستان، حيث قدمت الدعم المالي والسلاح والمجاهدين الذين ساندوا إخوانهم في أفغانستان، إلى أن تم طرد القوات السوفيتية آنذاك، والتي حاولت لسنوات عديدة بسط سيطرتها على تلك البلاد.
ثم سياسة المملكة حيال المقاومة الشيشانية في وجه الاحتلال الروسي، حيث قدمت المملكة أيضاً السلاح والمال والمجاهدين في تلك المناطق المسلمة.

وعلى الصعيد الإنساني، تبوأت المملكة مكانة مرموقة في العالم العربي والإسلامي، تمثلت بمواقف المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الداعمة للشعوب المسلمة في وجه الأزمات الإنسانية والعسكرية، كمواقفها من الحرب الطاحنة في البوسنة والهرسك، ومواقفها من بعض الكوارث الطبيعية كتسونامي في جنوب شرق آسيا، والمجاعات في بعض الدول الإفريقية، وغيرها.