أنت هنا

رسالة من أبو شقرة ..الى سفر الحوالي
4 جمادى الثانية 1426

من محمد إبراهيم شقرة ( أبو مالك ) إلى أخيه الحبيب الودود الشيخ الداعية الموفق الأمين أبي عبد الرحمن سفر الحوالي .
الحمد لله وكفى , وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد :

فكم كانت ثقيلة مريرة تلكم الأيام التي آثر سريرُ المستشفى أن تحل ضيفاً عزيزاً حبيباً إليه , أثيرا عنده على الرغم مما كان يعاني من الآلام الثقيلة, والهموم الباهظة, الملايينُ الكاثرةُ من المسلمين الصادقين في أرجاء العالم, المحبين لك الوالهين فيك وهم يسمعون خبر المرض الذي أزّك ازّاً شديداً إلى سرير المستشفى ، والفرح البهيج يملأ ظهارته وبطانته..

وما كان فرح هذا السرير بالمرض الذي أثقل جسدك الضعيف وأرغمك أن تأوي إليه بل كان أن سعد بك بنومك عليه هذه المدة ليكون نومك عليه جزأ من تاريخ الداعية العالم المجاهد سفر الحوالي بل من تاريخ الدعوة في هذه الحقبة فيذكر الناس من بعد, أن سفر الحوالي لزم هذا السرير مريضا ولا يملك فيه من حول ولا قوة إلا ما يحرك لسانه من ذكر الله وتلاوة من آيات كتاب الله , ومن تذكر لكلمات وجملٍ طالما تحدث بها لسانُه وطالما ملأت أسماع طلاب العلم العارفين فضله, الحريصين على النهل من شريف علمه , تود أن تعود إلى سبيلها التي سلكتها أياما وأعواما كانت نورا يملأ الآفاق ويبدد سواد الأحوال, والنفوس, والعقول ..

ولولا أن السرير كان له من خلق الحياء ما يكفكف من رغبتهِ وحبه لك من أثرة طبعيّةٍ فيه, لما أذن لك بأن تنأى بجانبك عنه من تأثم فضلا أن يُحرم الناس من علمك وأدبك, فانظر بربك فرق ما بين سريرك هذا وبين ما عليه بعضُ من لا خلاق له من أدب وهدى من ذوي الأهواء السائرة, والبدع الجائرة, والفرق الحائرة البائرة, وهم يترادفون في النيل منك والطعن عليك وعلى نفر من إخوانك العلماءِ الدعاة في غير أدب ولا تقوى ولا كتاب منير.
بيد أن من وراء هذا اللسان قلبا عطيا يظاهره, ويشد من حكمتهِ فلا يلزمه بها إلا عدل الحكمةِ, وسرار الإلهام وأطياف الظلال وانداءَ الحق والتقوى, وبرورَ السعي في الخير والهدى والرجاء .

أن سفر الحوالي واحد من نوابغ دعاة الحق, وأشراف العلم ورواحل الإحسان, والقوامين بالقسط والجهاد, الكابتين صوت المرجئة والإرجاء..

فالحمد لله على ما منّ به على الناس من شفائه من سقمته, وبرّأه من علته, وعودته إلى رسالته, ونشكر لله سبحانه وتعالى على ما امتحننا به في أيام وليال, ثم ما افضل به علينا من عافية الشفاء , ونشكر لسرير المستشفى الذي ضمه إليه هذه الليالي والأيام فرعاه..

ونشكر لكل قلب أحنى إليه بالحب والخوف والشفقة, ونشكر لكل لسان تحرك بالدعاء له والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يكلأه ويحوطه بعنايته وان يمتع الأمة والناس به, وأن يطيل في عمره ويحفظه في دينه وعلمه, وخلقه وان يوحّد صف العلماء والدعاة ويجمع على الحق والهدى قلوبهم .

وسلام عليك أبا عبد الرحمن في الأولين والآخرين, ورضي عنك وأرضاك , انه سميع مجيب الدعاء .
واسلم لأخيك المحب الوفي محمد إبراهيم شقرة ( أبو مالك )
[email protected]