المحاضن التربوية

أيها المربون والمربيات، أَرسل إليكم الآباءُ والأمهاتُ فلذاتِ الأكباد، أرسلت إليكم الأمة أعز وأغلى ما تملك، أرسلت إليكم أجساداً لكي تنفخوا فيها روح الإيمان وأوعية لتملؤوها بوحي الله ، ولبنات لتجعلوها حصناً لهذا الدين وثماراً تؤتي أكلها كل حين ونوراً يهدي به الله من يشاء، فليست القضية أن تُملأ العقول بالنصوص ومن ثم تُلفظ على الأوراق وتُنال الشهادات، أو يحفظ القرآن في الصدور وتُجرى عليه المسابقات.
إن الأمة تنتظر أن تُخرجوا لها أُسْداً بالنهار ورهباناً بالليل عالمين عاملين.
أفلا حياء من الله أن يعيش المربي عشرات السنين في محاضن التربية ولم يقف يوماً بكلمة تؤثر في النفوس فتدمع العيون وتُترجم واقعاً عملياً في حياة النشء والقدوة القدوة، يا أيها المربون (لنكن دعاة صامتين قبل أن نكون متكلمين)، ومما يساعد على تلك التربية أمور منها:

- غرس الإيمان وحب العلم وخدمة دين الله في قلوب الناشئة وتربيتهم تربية جادة نحو التمسك الصحيح والاهتمام بهم وتوجيههم لكل خير كل بحسب قدرته وما يناسبه، وغرس الثقة فيهم وأنهم يعيشون لله ومن أجل دين الله لا لأنفسهم " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام:162)، والترقي بهم نحو أهداف منشودة وغايات نبيلة في معارج الخير والفضيلة وليلمسوا منا الشفقة عليهم والحب لهم أثناء التوجيه.

- ربط الشباب حديثي العهد بالتمسك بالصالحين والتوصية عليهم؛ كإمام المسجد، ومدرس التوعية في المدرسة، ومدرس الحلقة، وطلاب العلم وتوثيق الصلات بينهم بالطرق ا لمناسبة.

- متابعة حديثي العهد بالتمسك عن طريق زيارتهم والسؤال عن أحوالهم وتوجيههم لكل خير، ودعوتهم واصطحابهم لحضور المحاضرات واللقاءات المفيدة، والدال على الخير كفاعله، وإهداء المفيد، وكسب قلوبهم، والسفر معهم لأداء العمرة وزيارة مسجد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والارتباط بهم ببرامج مفيدة ومنوعة دون تضييع للأوقات، وكثرة اللقاءات، والعشوات، والسهر إلى ساعات متأخرة ربما كانت سبباً في ضعف الأخوة والانقطاع وعدم الاحترام والتقدير المتبادل، والقيل والقال، والتكاسل عن قيام الليل والوتر وصلاة الفجر، وطلب العلم، وحقوق الأهل والدراسة النظامية وغيرها من الواجبات "وأعط كل ذي حق حقه" رواه البخاري.

- إعداد جلسة فوائد منوعة أو تحت موضوع معين توزع على الجميع عناصره، بحيث يأتي كل واحد بفائدة مع ذكر مصدره،ا والإعداد المسبق لها، أو إعداد جلسة مكتبية تلحقها جلسة الفوائد في الوقت المناسب، وتعطى جائزة لصاحب أحسن فائدة.

- الالتحاق بالمراكز الصيفية الهادفة والبناءة، ومن ثم الصلة بعد ذلك بمن يلمس منهم الحرص والاستفادة والخير وتكليف البعض بذلك.

- تكليف أفراد المحضن التربوي أو أفراد العائلة بالتنسيق والتنظيم للمواعيد والزيارات وغير ذلك.

- المشاركة الفعالة طلاباً ومدرسين في الأنشطة المدرسية، وغرس الخير في قلوب الناشئة من خلالها، وتحبيبهم بالبرامج المفيدة والشيقة، وحث الآباء على التعاون في ذلك، واستغلال المدرسين هذه الآفاق في حصص الانتظار أو العشر دقائق الأولى من حصص المراجعة، وفي بداية العام قبل بدء المناهج وفي نهاية العام عند الانتهاء وفي حصص النشاط ودعوة الدعاة لإلقاء المحاضرات في مدارس البنين والبنات.

- الاهتمام بالوافدين من الدارسين والعاملين وتوجيههم حتى يعودوا إلى أوطانهم وهم أصحاب رسالة.

- زيارة العلماء والدعاة والقضاة وطلبة العلم ومراكز الهيئة للاستفادة منهم ونقل ما قد يخفى عليهم من أخبار المجتمع المسلم.