27 محرم 1429

السؤال

أحببت ابنة عمي المطلقة، ولم تكن فكرة الزواج مطروحة في الوقت الحالي على الأقل.. بسبب عدم حصولي على وظيفة بعد تخرجي، والآن أفكر جديا بالتقدم لخطبتها؛ لجمالها أولاً ثم رأفتي بحالها بعد طلاقها ثانياً.<BR>سبب ترددي وحيرتي كونها مطلقه فالبعض يقول: إن المرأة تتعلق بزوجها الأول.!<BR>والسبب الثاني هو أن هذا زواجي الأول فمن حقي الزواج من بكر.. <BR>فهل الزواج من مطلقه يختلف عن الزواج من بكر؟<BR>وماذا عن حالة المطلقة النفسية بعد زواجنا لو تم ذلك؟ <BR>وهل ستقدر حبي لها وتنازلي عن حق من حقوقي؟<BR>شاكراً لكم تفضلكم.<BR>

أجاب عنها:
د. إبراهيم النقيثان

الجواب

أخي الكريم: نشكر لك تواصلك مع موقع المسلم وحرصك على استشارة الآخرين يدل على رزانة عقلك، فبارك الله فيك. أخي العزيز: الحياة دار ابتلاء وامتحان فهي إن أضحكت أبكت، وإن سرّت أحزنت، ولذا لم تكن أهلاً لاستقرار المؤمنين وإنما ذاك في جنات عدن عند مليك مقتدر. أيها الغالي: الطلاق من أبغض الحلال عند الله، وطلاق ابنة عمك بعد شهرين من زواجها أمر مؤلم لها ولأسرتها، ومن المهم أن تعرف سبب الطلاق بطريقة أو بأخرى، هل مصدره تلك الفتاة أم ذلك الزوج، فإن كان السبب الزوج فهذا أمر يتوقع حدوثه؟ أم أن السبب هو بسبب خلق أو طبع فيها؟ فإذا افترضنا أن السبب الزوج، وليس خصلة سيئة لديها، فالأمر يقتضي البحث عن أهم خصلتين حث عليها الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وهما الخلق والدين، أما الجمال فهو عرض زائل ثم إن الانبهار بالجمال وقتي، فتصبح بعد الزواج في نظرة الزوج لهذه الزوجة عادية وتصبح الأقل جمالاً منها أكثر جمالاً!! لذا عليك بما لا يتغير بل يتجدد ويتحسن وهو الدين والخلق، قال _عليه السلام_: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه. فإن كان مع هذا الجمال دين وخلق وورع فخير على خير، أما إن كان الدافع – كما ذكرت – الجمال والإحساس بالشفقة، فالذي يحدث بعد الزواج في الغالب فتور نحو هذا الجمال، وذهاب تلك الشفقة، ومن ثم تبدأ المشكلات، خاصة إذا صاحَبَه منّة، دافعها قولك: (وهل ستقدر حبي لها وتنازلي عن حق من حقوقي). تذكر أنها أيضاً تنازلت عن حق من حقوقها وهي أنها – على اعتبار أنها قبلت بك – تنازلت عن قبول ذلك الثري، وذلك الآخر ذو المركز... إلخ. أخي أشكر لك صراحتك بقولك: (الجمال أولاً ثم رأفتي بحالها)، ولكن لا تنسَ ما أشرت إليه أعلاه، فإذا تحقق، فأقدم، وليس بالضرورة تعلق الزوجة بطليقها بل قد يحدث العكس خاصة حين يكون الطلاق بدون سبب، أما الزواج من مطلقة (وقد تكون بكراً) فلا يختلف عن البكر، الأمر يعتمد على الدين والخلق وحسن التبعل. أما الحالة النفسية للزوجة بعد الطلاق فهذا يعتمد على نضج المرأة ومستوى السعادة التي تعيشها مع زوجها الأخير. دعواتنا لك بالزواج الناجح.