8 رمضان 1428

السؤال

اتفقت أنا وخطيبي على الصراحة المطلقة بيننا، ولكن في بعض الأحيان تكون الصراحة جارحة. مثلاً علمت أنه تعرف على صديقة جديدة... إني أثق فيه ولكن أحس أن كرامتي تجرح عندما أعلم بهذا الأمر. و قل مثل ذلك عن مواقف أخرى مشابهة . وعندما أشكوا من تصرفه وأنتقد سلوكه يأخذ موقفاً مني، ويقرر عدم مصارحتي مرة أخرى. ماذا أفعل؟

أجاب عنها:
د. محمد العتيق

الجواب

أختي الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشكر لك ثقتك بالموقع ونسأل لنا و لك التوفيق أختي الفاضلة الثقة بين الزوجين وإحسان الظن هي أمور لا يجب أبدا التفريط فيها أو التشكيك بشأنها. لكن سؤالك لا يتعلق بموضوع الصراحة فقط بل يتعلق بأمور أخرى أكثر أهمية. إن لكلا الزوجين حدودا فيما يجوز له أن يفعله وما يتركه سواء علم بذلك الطرف الآخر أم لم يعلم، فالأصل أن يراعي الإنسان حدود الله وأوامره ونواهيه في حياته وبالذات فيما يتعلق بشريك حياته. والتعرف على الفتيات وإنشاء العلاقات معهن أمر لا يجوز بالنسبة للرجل المسلم المحافظ على دينه، وهو أمر يعد مخاطرة بالعلاقة الزوجية، وتهديداً لها و إهانة للزوجة وإهداراً لكرامتها، وهو أمر لا يحل له سواء عرفت بذلك أم لم تعرفي. و كذلك الأمر بالنسبة إليك. وأنا أسألك هنا: إن كنت تعتقدين أن خطيبك يفعل أشياء خاطئة فهل تخافين أن تصارحيه بها حتى لا يغضب عليك؟ هل تعتقدين أن سكوتك سوف يحل المشكلة؟ إن مثل هذا التصرف يؤدي إلى قيام علاقة زوجية هشة وسوف يعاني معها الطرفان من مشكلات ما بعد الزواج دون شك. لذلك فأنا أقول لك: عليك أن تتأكدي أن خطيبك رجل محافظ على دينه وملتزم بالحدود الشرعية والأعراف الاجتماعية وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع النساء الأجنبيات و التعرف على الفتيات، وقبل ذلك بأدائه لفرائض الدين وأركانه كالصلاة و الصيام غيرها. و يجب عليه أن يكون صريحا وصادقا معك في هذه الأمور دون مواربة. أما الأشياء الأخرى التي هي أقل أهمية ولا تتعلق بك مباشرة وليس فيها حلال أو حرام فلا يجب عليه أن يصارحك بها إذ ليس مطلوبا منه أن يصارحك بكل صغير ة وكبيرة في حياته فهذا أمر غير ممكن ولا حاجة إليه. أرجو أن أكون أجبت على ما في خاطرك و فقنا الله و إياك لكل خير