1 ربيع الثاني 1427

السؤال

سؤالي حفظكم الله: إن لي أخاً يبلغ من العمر 16 سنة، وأعلم أن هذا سن المراهقة، لكني أواجه مشكلة وصعوبة في التعامل معه، بحيث إنه لا يتحمل المسؤولية، ولا يهتم بالصلوات، ولا يعطيني أي اهتمام، سوى أنه يريد مالاً فقط، وأنا أعلم علماً يقيناً أن أسلوب الشدة لا ينفع معه، فما الحل تجاهه؟ مع العلم أنه يذهب مع أخي الكبير _هدانا الله وإياه_ لأماكن الشباب العامة، حيث الرقص وسماع الأغاني. أفيدونا مأجورين؟

أجاب عنها:
إبراهيم الأزرق

الجواب

من خصائص مرحلة المراهقة النزعة للتمرد على السلطة، والميل إلى الاستقلالية. والمراهق قد يفسر أي نصح يقدم له على أنه وصاية، لذلك قد يحرص على تجنب كل ما أمر به ليثبت ذاته، خصوصاً إذا كان النصح بأسلوب فيه شيء من الحدة. كما أن التحدي والازدراء يدفعان المراهق دفعاً إلى العناد بخلاف إشعاره بالمسؤولية، فإن هذا ما يريده. وبالنسبة لهذا المراهق، فأنصح السائل بأمور – أسأل الله أن ينفع بها-: أولاً: يجب أن يحرص الأخ السائل على التودد لأخيه ومعاملته كصديق، وإشعاره بأنه كبير وأنه محل تقديره وحبه. ثانياً: الحرص على الثناء على ما فيه من خصال حميدة. ثالثاً: مناقشته، وتوجيهه بشكل غير مباشر لئلا يحس بأنه مجبر على فعل ما ينبه له. رابعاً: يمكن إعطاؤه كتباً مختصرة تبين أهمية الصلاة، والطلب منه أن يقرأها ويبين رأيه فيها، ويمكن أن يتعرف السائل من خلال ذلك على أسباب تركه للصلاة ويحاول التغلب عليها. خامساً: اصطحابه لرحلات أو نحوها، ومجاراته في بعض اهتماماته، لتكون بديلاً للأماكن التي يرتادها. وجماع الأمر أن تعامله كشخص مسؤول أهل للتصرف والاعتماد، والتوجيه مع استمرار الترغيب والترهيب ولكن وفقاً للأسلوب الذي لا يشعره بالوصاية أو النظرة الدونية. وقبل كل شيء، الدعاء فهو أهم الوسائل المعينة على استقامته. نسأل الله له الهداية ولكم التوفيق.