21 شعبان 1427

السؤال

أنا معلم للمرحلة المتوسطة والثانوية، ويعمل معي زميلان آخران غير مبالين بالتدريس لا يكلفون الطلاب بواجبات ولا مناقشة، ويحددون الأسئلة .<BR>أنا ملتزم بإعطاء الواجبات، أناقش الطلاب، أتابعهم، لكن أسئلة الاختبار تكون سهلة، لكنهم أصبحوا يتذمرون مني ولا يشاركون في التوعية، والسبب الزملاء الذين أصبح بيني وبينهم تفاوت كبير، حيث إن الطلاب يحبون المعلم المتساهل ولا يريدون الانضباط، فما هو الحل _جزاكم الله خيراً_ ؟<BR>

أجاب عنها:
أمين الدخيل

الجواب

منذ أن خلق الله الخلق ، جعل فيها المتناقضات كالجنة والنار ،والصالح والخبيث ، والصحيح والعليل ، والكريم والبخيل ، ومحب الخير للناس والأناني الشحيح ، والقوي والضعيف ، والأمين والخائن ، وهذه حكمة الله - سبحانه وتعالى - ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ، ثم يا أخي هناك ثلاث صور للمعلمين: 1 – معلم متساهل في إيصال المادة العلمية ومفرط في تعامله مع طلابه. 2 – معلم مبدع في إيصال المادة العلمية ومخلص ولكنه غليظ في تعامله مع طلابه. 3 – معلم مبدع في إيصال المادة العلمية ومخلص ومبدع أيضا في تعامله مع طلابه. فالصورة الأولى: دائماً ما يرغبها الطلاب ويحبون من يتصف بها من المعلمين تهرباً من أجواء الدراسة ، ولكنهم بعد نهاية الدراسة أو انتقال الطلاب للمرحلة الجامعية فلن يتذكروا هذا المعلم إلا بازدراء واحتقار؛والسبب لأنه لم يقدم لهم شيئاًيذكر ، لا مادة علمية ، ولا تأثيراً تربوياًإيجابي ، بل عندما يكونون أباء فستجدهم يبتعدون بأبنائهم عن أمثال هذه العينة من المعلمين، ولا شك أن هذه الفئة قد خانت الأمانة الملقاة على أعناقهم . الصورة الثانية: صورة جميلة ولكنها لم تكتمل؛ لأن صاحبها لا يمكن أن يوصل مادته العلمية والطلاب يبغضونه ولا يتقبلون منه، بل ما أسرع ما يُنسى هذا المعلم بعد تخرج الطلاب،والله _جل وعلا_ يقول لنبيه _صلى الله عليه وسلم_ : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"(آل عمران:159)) وننصح أصحاب هذه الفئة بمراجعة أساليبهم التربوية وعلاقاتهم مع طلابهم وخاصة أن الزمن قد تغير ويحتاج إلى بناء علاقات طيبة فاحتواء أهل الخير للطلاب خير من أن يُتركوا لأهل الأهواء والمصالح . الصورة الثالثة: وهي التي تبقى في الذاكرة لا تُنسى – بإذن الله - ، قد أفادت وأجادت ، صاحبهاإن قال سُمع ، وإن أمر أو نهى أُطيع ، بل كثيراً ما يتحدث الطلاب عنهم عند آبائهم وأصدقائهم افتخاراًً بهم ومحبة لهم. وهذه الفئة كما قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: "الناس كإبل المئة قليل ما تجد منها الراحلة". ولذلك حتى تكون منهم نقول: 1 – أخلص النية لله _جل وعلا_. 2 – كن صاحب هدف، فصاحب الهدف غالباً ما يصل إليه _بإذن الله تعالى_. 3 – نوِّع من أسلوب تعليمك وطرق تدريسك، واحذر من الركون إلى طريقة واحدة فهي غير مرغوبة بل ومملة، ومن الأساليب على سبيل المثال لا الحصر: أ – التعليم عن طريق الحوار، وذلك بأن تحاور طلابك. ب – التعليم عن طريق العروض المرئية كأشرطة الفيديو أو أقراص الليزر أو ما شابهها بشرط أن تكون متميزة ومشوقة. جـ – التعليم عن طريق الرحلات العلمية والزيارات، فهي من أمتع الأساليب لدى الطلاب، بشرط ألا تكون جافة، بل امزجها بالترفيه قدر الإمكان مع عدم التفريط. د – استخدم الوسائل التعليمية الجذابة، فمثلاً إذا كان المعلم يشرح عن الزكاة، فيمكن أن يطلب المعلم من الطلاب إحضار أرز أو شعير ويقوم بإحضار (صاع) ليتم تطبيق سنة النبي _صلى الله عليه وسلم_ عملياً، وهذا الأسلوب مما يفعّل الطلاب مع الدرس. هـ – التعليم عن طريق القصة، وهذه من أكثر الأساليب ترغيباً لدى الطلاب، وينبغي لك أن تتعلم أسلوب عرض القصص وفن التشويق. 4 – احرص على أن تشارك الطلاب في برامجهم التي تُقدم في المدرسة. 5 – أكثر من البشاشة في وجوه الطلاب بما يألف قلوبهم. 6 – كن للطلاب كالأب المشفق والأخ الناصح والصديق الصادق، وستجد نتائجها _بإذن الله_. 7 – غيِّر من نمط النقاش والواجبات، كأن تكلف الطالب بزيارة عملية فردية أو أكثر يسجل لك تقريراً عنها. 8 – احذر من جرح مشاعر الطالب أمام زملائه، فهذا من أعظم الأمور التي لا يرضاها الطالب؛ لأنه يشعر أنه رجل ولا يقبل الإهانة. 9 – ناقش مدير المدرسة أو أحد الزملاء المتميزين الناصحين في وضعك مع الطلاب. 10 – ضع استبيان، وقم بتوزيعه على طلابك، وخاصة ممن تتوقع تخرجهم أو انتقالهم من مرحلة إلى مرحلة أعلى، وهذا مما يعينك على وضع تصور عن نفسك. 11 – احرص على عدم الخلط بين الحصة الدراسية وبرنامج التوعية الإسلامية، وعدم النقاش حول التحصيل الدراسي. 12 – نوِّع برامج التوعية الإسلامية وامزج التربية بالترفيه قدر الإمكان. 13 – كن قدوة خير في المدرسة وخارجها. 14 – استعن بالله وأكثر من الدعاء وطلب العون والسداد.. كان الله في عونك.