12 جمادى الثانية 1427

السؤال

ذهبت إلى أحد المستوصفات الخاصة، ودخلت على طبيبة الأسنان وأعجبت بها كثيراً؛ لأنها على قدر كبير من الجمال ودائما أفكر فيها، فهل أتزوجها?

أجاب عنها:
جمّاز الجمّاز

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وبعد: مثل هذا الموقف وأمثاله، لا يليق بك أخي الكريم، أن تجزم منه مباشرة بالإقدام على اتخاذ قرار كبير في حياتك؛ لأنك تجهل أمرها وحالها وأخلاقها ودينها، وأخشى أن يكون كل من رآها فكّر في الارتباط بها، حلالاً أو حراماً. وإذا كانت جميلة، فمئات الفتيات أجمل منها، وما يدريك أنه يوجد امرأة في بلدك أو حيّك الذي تسكن فيه، أفضل جمالاً منها ولا مقارنة، بل توافقك في الطبائع والعادات، وإنك إن تزوجتها، فسوف تحمد الله _عز وجل_ على أن وفقك للزواج منها، وأن لم تتزوج بتلك المرأة التي وقعت عيناك عليها. ماذا لو أنك متزوج، ثم وقعت عيناك على امرأة جميلة في مستشفى أو دائرة أو على شاشة أو على صحيفة، فأُعجبت بها، وفكّرت في الزواج بها، وإهمال زوجتك الأولى أو تطليقها، هل هذا منطق صحيح معقول؟! أبداً، لا، ولهذا جاء الشرع بوجوب حفظ البصر عن النظر إلى ما لا يحل من النساء، قال _تعالى_: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ" (النور: من الآية30)، فإطلاق البصر إلى الحرام، شر وضرر ووبال على صاحبه، ونصيحتي لك أيها الأخ الكريم، ألا تتزوجها، وواجبك أن تبتعد عن التفكير فيها، وعن قرب المكان الذي تجدها فيه، وكل مكان تكون فيه النساء كاشفات لوجوههن. وعليك ألا تعالَج عند امرأة مطلقاً، والواجب أن تعالج عند رجل مثلك، وهكذا المرأة ليس لها أن تعالج عند رجل مطلقاً، والواجب أن عالج عند امرأة مثلها، حفظاً للأعراض وصيانة للفروج، إلا ما دعت الضرورة لمخالفته. واللائق بك، أن تحرص على خِطبة المرأة التي حثَّ عليها النبي _صلى الله عليه وسلم_ بقوله فيما صح عنه: "تُنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك"(1). وقوله _صلى الله عليه وسلم_ فيما صح عنه: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"(2). وصحّ عنه أنه سُئل _صلى الله عليه وسلم_ "أي النساء خير؟ قال: "الذي تسرّه إذا نظر، وتُطيعه إذا أمَر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله"(3). وهذه الأوصاف الجميلة حقاًن لا تتوافر إلا في المرأة الصالحة، فاظفر بها، ومن الصفات المهمة التي ينبغي أن تتوافر في المخطوبة، ما يلي: 1 – أن تكون محافظة على الصلوات الخمس، وعليها آثار الصلاة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. 2 – أن تكون حافظة لقلبها وجوارحها من الشبهات والمحرمات. 3 – أن تكون محافظة على حجابها، وتتشرف بالتقيّدية، تطلب ستر الله _تبارك وتعالى_ وتشكره أنْ صانها وأكرمها بحجابها. أسأل الله _تعالى_ لك التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. _______________ (1) صحيح البخاري (5090) النكاح، صحيح مسلم (1466) الرضاع. (2) صحيح مسلم )1467) الرضاع. (3) سنن النسائي (3231) النكاح، الصحيحة للألباني ج4 ص 453 رقم (1838).