24 ربيع الأول 1427

السؤال

انا كثير الضحك، ولهذا السبب أصبحت أقع في حرج مع الناس، ماالحل؟

أجاب عنها:
جمّاز الجمّاز

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وبعد: فالابتسامة محمودة، ورغّب فيها الرسول _صلى الله عليه وسلم_ فيما صحّ عنه بقوله: "تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة"(1)، وهي جالبة للمحبة في قلوب الناس، ومُظْهرة للتواضع وعدم الترفع، بخلاف الضحك الذي يصاحبه قهقهة، فإنه متى كان كثيراً وغالباً على حياة الإنسان، فإنه مذموم. واللائق بمن ابتلِيَ بكثرة الضحك المذموم: أن يعلم أن الإكثار منه سبب في موت القلب وتغيّر حاله، فقد صحّ عنه _صلى الله عليه وسلم_ أنه أوصى بعض أصحابه، فقال: "لا تكثروا الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب"(2)، وأن يعلم أن الإكثار منه مُذهب للهيبة ومخالف للمروءة. وأقترح عليك: 1- أن تكثر من الدعاء بأن يُيسّر الله أمرك ويجنبك الضحك المذموم. 2- أن تُعوّد نفسك على الجدّية، وتشتغل بالأمور التي تبعث في نفسك الجد. 3- أن تتجنب مجالس الضحك، وتستبدلها بمجالس أفضل منها، وإن كان لا بدّ منها، فعليك بتقليل المدة التي تمكثها عندهم. 4- أن تترك صحبة من عُرف بهذه الصفة، وتستبدلها بشخصيات أخرى جادة. 5- أن تستحضر عند الاستمرار في الضحك المصحوب بالقهقهة أنك واقع في أمرٍ نهى عنه النبي _صلى الله عليه وسلم_. 6- أن تستحضر عند الاستمرار في الضحك المصحوب بالقهقهة العواقب المستقبلية من ذهابٍ للحياء، واستخفافٍ بالمجالس وإهمالٍ لآدابها، وعدم احترامٍ لمن يحضرها. وليس معنى ذلك، عدم الضحك، لا، بل إن الضحك ولو صحبه قهقهة من الأمور الجائزة التي تعرض للناس في أقوالهم وأحاديثهم ومذاكراتهم في أمور دنياهم وقد صحّ أن الصحابة _رضي الله عنهم_ كانوا إذا جلسوا في المسجد بعد صلاة الفجر، وطلعت الشمس، "تحدثوا فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم _صلى الله عليه وسلم_"(3). وينبغي للإنسان بين الحين والآخر أن يتعاهد نفسه بتربيتها وتزكيتها. أسأل الله لك التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. _______________ (1) سنن الترمذي رقم (1956) البر والصلة، صحيح الترمذي، للألباني ج2 ص 185 رقم (1594). (2) سنن ابن ماجه رقم (4193)، الصحيحة، للألباني ج2 ص 18 رقم (506). (3) صحيح مسلم رقم (670) المساجد.