9 رمضان 1426

السؤال

السلام عليكم<BR>أود طرح مشكلتي عليكم، و أرجو مساعدتي في حلها<BR>مشكلتي تكمن في التغيير الجذري في تصرفاتي<BR>القلق الشديد,الصراخ لأتفه الأسباب, ترك الصلاة, الفزع و الخوف الشديد أثناء الليل, كثرة ارتكاب المعاصي, عدم الرغبة في العمل و في الدراسة,سيطرة اليأس, العزلة,التفكير الدائم, القيام بأفعال لا أشعر كلياً بأنني أنا من قام بها.<BR>أحياناً أكون عادياً و لكن في لحظات يتغير كل شيء، مع العلم أنه يتكرر معي عدة مرات في اليوم.<BR>أشعر و كأنني أعيش صراعاً داخلياً عنيفاً.<BR>أشعر و كأنني شخصيتان متناقضتان في جسد واحد.<BR>مخاوفي أن يكون بي مس من الجن, أعوذ بالله.<BR>فهل هذا صحيح.<BR>وان كان كذلك فهل سأتمكن من التخلص منه أم سيتمكن مني وأعيش حياتي هكذا في هذا الصراع.<BR>هل الأمر يستوجب الرقية أم هنالك علاج آخر.<BR>وهل أستطيع الرقية بنفسي؟ و كيف يتم ذلك؟.<BR>بماذا تنصحونني في وضعي هذا؟<BR>وجزاكم الله خيراً.<BR><BR>

أجاب عنها:
جمّاز الجمّاز

الجواب

الحمد لله رب العالمين, وبعد: عصرنا الذي نعيشه قد كثرت مغرياته, وشغلت الناس, ونقضت كثيراً من عرى الإيمان, وقلّت الأذكار, وانصرف فئام من الناس كثير, عن طاعة الله _عز وجل_, فكانت العاقبة أن تسلطت الشياطين, وانقضت على القلوب الفارغة من ذكر الله _تعالى_, فكثرت الأمراض, وانتشرت الوساوس, وراج سوق السحرة والكهنة, وهذا بلاء كبير وشر مستطير. واعلم أخي الكريم أن ما أصابك فهو من الله, وخيرة الله فوق كل شيء, ومهما كانت الأحوال والظروف والملابسات, فالله _عز وجل_ لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, وكان أمر الله قدراً مقدوراً. وما تشتكي منه, قد يكون سببه تسلط الشياطين عليك, حتى أصابتك بشيء أوصلك إلى ما أوصلك إليه, واعلم أن ما يصيب الناس بسبب الأرواح الشيطانية ثلاثة, وهي: السحر والصرع والعين. فأما السحر والصرع فهما مس داخلي يُؤثر في الجسم تأثيراً واضحاً, ويظهر ذلك أثره في الأقوال والأفعال والأفكار والتصورات لدى الممسوس حتى أن من يراه يظن أنه شخصية أخرى. وأما العين فهي مس خارجي يضايق ويؤذي من الخارج, وله نفوذ جزئي داخل الجسم فتتغير معه كيميائية الجسم من برودة الأطراف وحرارة الظهر والعينين, وجفاف في الفم وانفعالات زائدة, وتحدث هذه أموراً ظاهرة في بدن الإنسان، مثل: صفرة الوجه وتغير لونه المعتاد, وصداع مستمر غير منقطع لا يُعرف سببه, وتبول كثير, وضعف شهية, ورطوبة اليدين والرجلين مع تنمل, وأرق بالليل, وأثر تلك الأمراض الثلاثة على الإنسان متفاوت, فبعضهم تنهار نفسه, وبعضهم يصاب باليأس من الشفاء, وبعضهم يترك كل شيء وينتظر الموت, وبعضهم الآخر يقف مستبسلاً أمامها, واثقاً بالله _عز وجل_, محسناً ظنه بربه _تبارك وتعالى_, مؤمناً بقضاء الله وقدره, ساعياً في علاج نفسه بكل ما يستطيع, وهذا هو الواجب لا أن يُسلم أمره إلى الشيطان ويقنط من رحمة الله _تبارك وتعالى_, وقوة المرض على الإنسان من ضعفه, راجعة إلى أمور، ومنها: قوة الجان المتلبس بالإنسان فقد يكون كافراً أو مسلماً فاجراً ظالماً باغياً, وحينها يكون أثره كبيراً, ضعف الإيمان بالله _عز وجل_ بالنسبة للإنسان ويصاحب ذلك وقوعه في حمأة الرذيلة, وإقامته على المعصية, وحينها لا سلاح معه يدافع به الجان, ضعف الشخصية للإنسان وعدم قدرته على التعامل مع المواقف والناس بشيء مقبول, طبيعة القبيلة أو الأسرة حيث لديها قابلية لتك الأمراض, وغير ذلك. وأنت أيها الأخ الكريم, سوف تتخلص _بإذن الله_ من ذلك, وتعيش عيشة هنيئة خالية من تلك الصراعات, فالأمر سهل ميسور _إن شاء الله_, وإليك البيان: 1. الجأ إلى الله _تعالى_, وتعلّق به وحده, وألح في الدعاء أن يشفيك. 2. أيقن أن الله هو الشافي وحده, وما تستخدمه من أسباب كأدوية ونحوها, قد ينفع الله بها لحكمة أرادها, وقد لا ينفع الله بها, لحكمة لا يريدها. 3. ما عند الله لا يُنال بمعصية الله, فأت البيوت من أبوابها. 4. طهر بيتك من المنكرات, وخاصة مزامير الشيطان (الغناء, وآلات الطرب والموسيقى), والصور الفاضحة المحرمة, فهي محبوبة للشيطان, جالبة له, لا تنفك عنه. 5. الأصل في التداوي أن يكون بالقرآن الكريم ثم بالأسباب الدوائية المتاحة. 6. اعلم أن المداومة على ذكر الله على كل حال قائماً وقاعداً ومضطجعاً وأدبار الصلوات, وأوقات الخلوات, وإذا أصبحت وإذا أمسيت (أذكار الصباح والمساء), مطردة للشيطان, مزعجة له, لا يقر له قرار, حتى يهرب من ذلك البدن أو البيت, فاحرص على ذكر الله _تعالى_ واستكثر منه. 7. اعلم أن المحافظة على الصلاة المكتوبة, والحرص على صلاة النافلة ليلاً ونهاراً, هي راحة للأبدان المتعبة, والأنفس المجهدة, وكم من مريض فشلت العقاقير الطبية في علاجه, فلما اتجه إلى الصلاة برأت علته, وشفي الله مرضه, فالصلاة تحصين. 8. اعلم أن (القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية, وأدواء الدنيا والآخرة, وما كل أحد يُؤهل ولا يوفق للاستشفاء به, وإذا أحسن العليل التداوي به, ووضعه على دائه بصدق وإيمان, وقبول تام, واعتقاد جازم, واستيفاء شروطه, لم يقاومه الداء أبداً. وكيف تُقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء, الذي لو نزل على الجبال لصدعها, أو على الأرض لقطعها, فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه, والحمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه, فمن لم يشفه القرآن, فلا شفاه الله, ومن لم يكفه, فلا كفاه الله) قاله ابن القيم. فقل لي بربك, كيف حالك مع كتاب ربك, قد تكون ناسياً له, مهملاً له, غير مهتم به, لا تعرف القراءة فيه إلا للضرورة أو في رمضان, فافهم ذلك جيداً. 9. اعلم أنك لا زلت تتقلب في نعمة الله _تعالى_, والله _تبارك وتعالى_ ابتلاك بهذا الأمر اختباراً لك, فما أنت صانع فيه, كن مؤمناً لا منافقاً, صادقاً لا كاذباً, صابراً محتسباً لا متضجراً متأففاً. 10. عالج نفسك بالرقية الشرعية, وتول أمرك بنفسك, فالنائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة, وما حك جلدك مثل ظفرك, فتول أنت جميع أمرك. وفي ذلك إحياء لسنة الرقية الأساس (رقية الإنسان نفسه) وشعور الناس بعظمة هذا القرآن, وأن بمقدور كل مسلم كائناً من كان, الاستشفاء به دون واسطة, وفيه بروز معلم عقدي غائب, وهو التوكل على الله _تعالى_, حيث لم يلتفت قلبه إلى غير الله _تعالى_, وفيه إيجاد أناس في كل بيت يرقون بكتاب الله ويجيدون ذلك, فلا يكون الأمر مقصوراً على أناس بأعيانهم هم الذين يرقون فقط. 11. إذا لم تستطع فعل ذلك بنفسك لأي سبب, فلا مانع من الذهاب إلى أناس موثوقين في دينهم وعبادتهم, وطلب الرقية منهم. 12. اعلم أنه قد تتكامل الأسباب من الرقية الشرعية وتعاطي الأسباب الدوائية, ومع ذلك لا تُشفى لأنه فوق كل هذه الأسباب, إرادة المسبب وهو الله _عز وجل_، فالشفاء بيد الله وحده متى ما أراد. 13. الرقية هي العزيمة, والمراد بهما قراءة الآيات والدعوات على المريض, بدون نفث, ويمكن فعل الرقية ومعها نفث, وهو جمع الريق والنفخ به نفخاً لطيفاً أثناء الرقية أو بعد كل جملة أو بعدها مباشرة. 14. إذا كنت ترقي نفسك فاجمع كفيك واقرأ فيهما, وبعد الانتهاء انفث فيهما, وامسح بهما سائر جسدك. 15. إذا كنت ترقي غيرك فليكن المريض بين يديك يعني أمامك. 16. عندما تريد الرقية (ليكن في نيتك), إصلاح العضو المريض, والشفاء من المرض, ودعوة الجان المتلبس لأن يترك ظلمه واعتدائه, ويغادر جسم المريض, ولا يعود إليه أبداً, وهذا التصور له أثر كبير على الجان فيتأثر وعلى المرض العضوي فيشفى. 17. قد يحدث لك أثناء الرقية أو بعدها وأثناء النوم, أن ترى رؤيا, ويغلب على ظنك أنها لا تعني شيئاً, والحال ليس كذلك, بل أسأل أهل التعبير عنها, فقد تعرف منها ما أصابك أو من أصابك, وكيف تستطيع معالجة نفسك. 18. إذا أردت الرقية, فأحضر ماء وزيت زيتون وعسل, واقرأ فيها كلها, ثم اجعلها عندك, واشرب من هذا الماء ما شئت كل يوم, وادهن من الزيت لكل بدنك كل ليلة, واخلط العسل بماء واشربه كل يوم على الريق, وإن وضعت معه وخلطته بالحبة السوداء فهو أفضل, فإن في ذلك شفاء _بإذن الله_. 19. احرص على الجري أو المشي كل يوم, فإذا تعرق بدنك, اغتسل بالماء البارد واشرب منه, قال _تعالى_: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ" (صّ:41-42). 20. القرآن كله شفاء, ومن الآيات والدعوات التي يرقي بها الإنسان نفسه بعامة وهي نافعة في السحر والصرع والعين والأمراض العضوية, ما يلي: - سورة الفاتحة - أول سورة البقرة من آية 1 إلى آية 5 - آية الكرسي (من سورة البقرة آية 255) - آخر آيتين من البقرة من آية 285 إلى آية 286 - أول سورة آل عمران من آية 1 إلى آية 2 - آية من سورة يونس رقم 107 "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". - بعض آية من سورة الأنبياء رقم 87 " لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" - آخر سورة الحشر آية 22 إلى آية 24 - آية من سورة الأنبياء رقم 69 "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ" - بعض آية من سورة البقرة رقم 137 ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) - سورة الإخلاص كاملة - سورة الفلق كاملة - سورة الناس كاملة - (بسم الله أرقيك من كل شيء يُؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك, بسم الله أرقيك). - (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم). - (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم). ومن أيقن أن به سحراً, قال ما أعلاه, وزاد عليه: - آيات من سورة الأعراف "فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ" (لأعراف:118 إلى 121) - آيتان من سورة يونس "فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ" (يونس:81- 82) - بعض آية من سورة طه "وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى" (طـه:69) وليحرص كل الحرص على معرفة مكان السحر وماهية السحر, ثم يقوم بإتلافه, والطريقة المثلى لإتلافه, أن يضعه في إناء وفيه ماء وملح ليذوب ما فيه, ويقرأ بعض الآيات كالفاتحة وآية الكرسي والمعوذات, والآيات الخاصة بالسحر, بنية إبطاله, ثم يقوم بدفنه ويسمي الله _عز وجل_ عليه. ومن أيقن أنه به صرعاً مساً من الجن, قال ما أعلاه, وزاد عليه: - آيتان من سورة البقرة 163-164 "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِد" - أربع آيات من سورة المؤمنون 115- 118 "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ". - أربع آيات من سورة الأحقاف 29- 32 "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ". - أول الصافات 1-10 "وَالصَّافَّاتِ صَفّاً" إلى " فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ". - آية من الحديد 3 "هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" - ويدعوه بـ اخرج عدو الله, أعوذ بالله منك. ومن أيقن أن به عيناً (نظرة), قال ما أعلاه وزاد عليه: - آية من النساء 54 "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً". - آيتان من الملك 3-4"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ ". - آيتان من القلم 51-52 "وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ". فإذا رقى الإنسان نفسه بهذا, على التفصيل كما تقدم, أو رقى غيره, توقف قليلاً ثم قرأ رقية ينوي بها إلباس الصحة والعافية وحصول تمام الشفاء. - آية من التوبة 14 "وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ". - آية من يونس 57 "وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ". - آية من النحل 69 "فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". - آية من الإسراء 82 "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً". - آية من الشعراء 80 "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ". - آية من فصلت 44 "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ". - آية من الشورى 28 "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ". - آيتان من طه 25-26 "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي". - سورة الشرح كاملة - ويدعو بـ "امسح الباس, رب الناس, بيدك الشفاء, لا كاشف له إلا أنت" - ويدعو "اللهم رب الناس, أذهب البأس, اشف أنت الشافي, لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً". - ويدعو (أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك (أن يشفيني)). ثم يتوقف قليلاً ثم يرقي بنية التعويذ والتحصين له أو لمن يقرأ عليه, وأن الأذى لا يعود إليه أبداً _إن شاء الله_. - آيتان من المؤمنون 97-98 "وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ" - بعض آية من البقرة " فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"(البقرة: من الآية137) - ويدعو بـ (أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه, وشر عباده, ومن همزات الشياطين وأن يحضرون). - وبـ (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة). - وبـ (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برد ولا فاجر, من شر ما خلق وذرأ وبرأ, ومن شر ما ينزل من السماء, ومن شر ما يعرج فيها, ومن شر ما ذرأ في الأرض, ومن شر ما يخرج منها, ومن شر فتن الليل والنهار, ومن شر طوارق الليل والنهار, إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن). - وبـ (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق). - وبـ (تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو, إلهي وإله كل شيء, واعتصمت بربي ورب كل شيء, وتوكلت على الحي الذي لا يموت, واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله, حسبي الله ونعم الوكيل, حسبي الرب من العباد, حسبي الخالق من المخلوق, حسبي الرازق من المرزوق, حسبي الذي هو حسبي, حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء, وهو يجير ولا يُجار عليه, حسبي الله وكفى, سمع الله لمن دعا, ليس وراء الله مرمى, حسبي الله لا إله هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم). وإن كان يرقي غيره, فعند التعوذات النبوية يبدل الضمير ويجعله للمخاطب (أعيذه) أو (أعيذها) أو (أعيذهم) أو (أعيذكم) وعند التحصين يقول: (حصنت نفسي ومالي وأهلي وكل شيء أعطانيه ربي, بالحي القيوم الذي لا يموت أبدا, ودفعت عنهم السوء لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). وأما الأمراض العضوية والنفسية فتعالج بالقرآن أيضاً, وللسلف تجارب نافعة في هذا الباب, كابن تيمية وابن القيم وغيرهما. فللنزيف والرعاف: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ "(هود: من الآية44) وللأمراض الصدرية: "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ" (الشرح:1-3) و "وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ"(التوبة: من الآية14) و "وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"(يونس: من الآية57) وللأمراض الباطنية: "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا" (الزلزلة:1-2) وللأمراض العصبية والروماتيزم: "وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ" (الانشقاق) وهذا معنى قول من قال بالقراءة التصويرية حيث شبه الإنسان بالأرض. ولعامة الأوجاع والآلام: "وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (الأنعام:13) وللفزع والأرق وعدم النوم: "فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً" (الكهف:11) وللخراج والدمَامِل: "وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً * لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً" (طه:105-107) وللشمانيا: " فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ"(البقرة: من الآية266) وللمرأة إذا عسُرت ولادتها عليها: "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ"(الأحقاف: من الآية35) "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا" (النازعـات:46) "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ" (الانشقاق:1-4) وغير ذلك كثير لا يتسع المقام لذكره. تنبيه: لا يُفهم مما سبق, ترك الأسباب الدوائية, إذ فعل الأسباب من الأمور التي ينبغي العمل بها, فيحرص الإنسان على التداوي, فهو مشروع, بل هو في منزلة مدافعة ألم الجوع والعطش, وحقيقة التوحيد لا تتم إلا بمباشرة الأسباب, وتعطيلها يقدح في التوكل, فالتداوي ليس كالاسترقاء. الاسترقاء طلبه مباح وتركه أفضل, بخلاف التداوي فإنه مسنون, وقد يكون واجباً, وهذا هو المشهور عن الشافعية, ومذهب جمهور السلف وعادة الخلف, واختاره ابن تيمية وابن القيم, وهو ما يفتي به أئمة الدعوة في الديار النجدية بعامة, ومن التداوي التداوي بالطب النبوي أو الطب الشعبي أو الطب الكيميائي الحديث, ومنه الذهاب إلى العيادات والمستشفيات والمصحات. وقد صح في الحديث أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "لكل داء دواء, فإذا أصاب الدواء الداء برئ _بإذن الله عز وجل_". أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك, وأن يهيئ لك من أمرك رشداً, وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.