20 ربيع الثاني 1426

السؤال

سوف يأتيني _بإذن الله_ مولود، وأريد أن أجعله من المتربين على دين الله وسنة محمد _صلى الله عليه وسلم_ ولكن لا أعرف كيف، خصوصاً أنني ساكن مع أهلي، ويوجد عند أهلي دش فلا أعرف كيف أتصرف بتربية المولود ؟ هل تتفضل وتزودني بمعلومات أتخذ منها سبيلاً لتربية ابني؟

أجاب عنها:
فهد السيف

الجواب

في البداية أسأل الله _تعالى_ أن يصلح ذريتك ويجعلهم قرة عين لوالديهم وأمتهم. أما سؤالك عن التربية فهو سؤال كبير لا تمكن الإجابة عليه بصورة مختزلة؛ لأن التربية أمر صعب، ولأنها عمر إنسان يبدأ قبل ولادته ولا تكاد تنتهي إلا مع نهايته، ولأنها أيضاً تختلف من فرد لآخر. ثم إنها توفيق من الله _تعالى_ قبل وبعد كل شيء. ولهذا فإني أنصحك بكثرة المطالعة والقراءة في كتب التربية القديمة والحديثة، وسماع الأشرطة والمحاضرات المعنية بذلك. ويأتي في مقدمة هذه الكتب: (تحفة المودود بأحكام المولود) لابن القيم، ومن الكتب في العصر الحاضر كتاب (التربية النبوية) لمحمد نور سويد، وأيضاً كتاب (تربية الأولاد في الإسلام) لعبد الله ناصح علوان، والمكتبة الإسلامية اليوم قد ازدحمت رفوفها بكتب التربية. أما بخصوص حالتك ووضعك الشخصي فيمكنني أن أضع لك بعض النقاط المختصرة التي لا تفي عن الرجوع للكتب سالفة الذكر. الخطوة الأولى: احرص على إخراج هذا الطبق الفضائي من منزل أهلك لتقي نفسك وأهلك وولدك شره، واتخذ في ذلك أكثر الأساليب حكمة ورفقاً؛ وكلما كنت متفقداً وخادماً لهم كنت أقرب لهم وأقدر على التأثير عليهم . والخطوة الثانية: حاول بالبديل كقنوات المجد أو أشرطة الفيديو فإن لم تستطع ؛ فاحرص على ألا يكون مفتوحاً حال وجودك ووجود ذريتك على الأقل مراعاة واحتراماً لخصوصياتك، وبيّن لهم أن وجود الطبق يقلل من جلوسك معهم. الخطوة الثالثة: حصن ذريتك من شرور هذا الطبق، واعلم أنه ليس هو المشكلة الوحيدة التي تعوق صلاح الذرية، لا سيما في هذا الزمن فهناك ما هو أخطر منه وأقوى مفعولاً، ويكون التحصين بطريقين: أحدهما: أن يعرف ابنك الشر والخطر، ويكون لديه مراقبة ذاتية ودافع شخصي للنفور من كل الشرور، فلا يكفي أن أغلق عيني ولدي عن رؤية الحرام، بل يجب أن أعوّده مثلاً على غض البصر، وإنكار المنكر بالحسنى، وإغلاق أصوات المزامير وغيرها، فينشأ وفي ذاته بغض داخلي للمنكرات فلا تتشربها نفسه، بل حتى لو وقع في شيء منها أو زل فإنه يعرف أنه على خطأ، وأن وضعه غير صحي فسرعان ما يؤوب ويعود. وثانيهما: (وهو الأهم) أن تستخدم أسلوب الهجوم، وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم، حيث تقدم لأبنائك برامج تربوية نافعة وقوية، لا تهدمها رؤية راقصة في لحظة واحدة، ويمكنك الاستفادة من البرامج العامة في المجتمع كحلقات ومدارس تحفيظ القرآن، وتشركه برفقة صالحة، ولا تنس أن تعقد صداقة متينة مع أبنائك يبوحون لك من خلالها بهمومهم ومشاكلهم بدلاً من البوح للآخرين، واحرص أيضاً على الرقي بمستوى والدتهم تربوياً. وفي النهاية عليك بالدعاء لذريتك بالصلاح والهداية، أكثر منه ولا تغفله فالدعاء سلاح المؤمن. أصلح الله لك النية والذرية وجعل أبناءك قرة عين لكما ومباركين أينما كانوا