6 ربيع الثاني 1426

السؤال

كيف أجعل ابني يجتنب المعاصي، ويعظم حرمات الله؟

أجاب عنها:
محمد الدويش

الجواب

إن من أمارات صدق الإيمان وقوته بُعْد العبد عن معصية الله _تبارك وتعالى_ وتعظيمه لمحارمه. قال ابن مسعود - رضي الله عنه- :" إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه، فقال به هكذا - قال أبو شهاب بيده فوق أنفه-"(1). ومن ثم كان من أهم ما ينبغي أن يعنى به المربي غرس تعظيم حرمات الله ومعاصيه في نفوس من يربيهم. ومن الوسائل التي تعينه على ذلك: أ - تذكيرهم بشأن الذنوب والمعاصي وخطورتها، وأثرها على النفس(2). ب - ابتعاده هو عنها، ومجانبته إياها. ج - أن يروا منه تعظيمها واستنكاف إتيانها، وتأثره حين يرى أحداً يواقعها، وهو سلوك لا يستطيع أن يتكلفه من لم يستقر تعظيم حرمات الله في قلبه. د - أن يجنبهم المواطن التي تظهر فيها المعاصي، ويعوِّدهم على هجرها إن لم يستطيعوا إنكارها؛ لذا فقد عظَّم الشرع عقوبة المجاهر بالمعصية، ونهى عن مجالسة أهل العصيان إن لم يرتدعوا عن ذلك "فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ" (النساء:140). هـ - ألا يتساهل بمجاهرة أحد بها، وأن يناصحه حين يراه وقع فيها محذراً إياه من شؤمها وأثرها. _______________ (1) رواه البخاري (6308). (2) من المراجع المفيدة في ذلك: مفتاح دار السعادة، وشعب الإيمان للبيهقي، ومدارج السالكين (منزلة التوبة).