1 ربيع الأول 1424

السؤال

لدي طالب في حلقة تحفيظ القرآن متميز في الذكاء وسرعة الحفظ ولكن مشكلته الفوضوية والتشتت، حيث تضيع أوقاته دون استفادة حيث نزع إلى العبث، وأخشى أن أكثر عليه بالتكاليف الجادة، فيبتعد عن الحلقة ويكره أهل الخير، لا سيما مع وجود زملاء سيئين حوله في المدرسة؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

أولاً: ثبتك الله على العمل في مجال تحفيظ القرآن ورعاية الطلاب على أخلاق القرآن. ثانياً: اعلم أن هذا الطريق فيه معاناة تربية النفوس وهذه المعاناة مستمرة وتدل على توقد حس المربي ولزوم استحضاره للحكمة والحلم. ثالثاً: في مثل هذه الحالة هذا الشاب لديه قدرات وطاقات لا بد من استثمارها مع مزيج من الرغبة لديه، دون أن يشعر بالإلزام والتكليف، كأن تعرض بعض الأفكار والمشاريع ويرغب فيها فيختار منها أو أن تعرض عليه مشكلة علمية أو اجتماعية أو .... فينبري لحلها. كذلك لا بد من الاقتراب منه ومعرفة بيئته، وما يدور في نفسه، وهل يعاني من ضغوط منزلية؟ هل لديه اقتراحات؟ هل لديه أفكار؟ من الجميل تقدير أفكاره وتقبلها والسعي في تطبيق أحدها واعتباره مشروعاً يستحق الاهتمام وانفراده به أو مشاركته مع غيره، وحينها لا تخشى غروره أو تكبره في مرحلة البداية، فهذا الخوف عليه ربما كان قاتلاً لفكره وعطائه، وحين ترى شيئاً من ذلك في المستقبل فلكل ظاهرة علاج ومستوى من العلاج وطريقة تناسبه. ومن العلاج – أيضاً – نقله إلى بيئة تؤثر فيه، كحلقة أخرى أكثر تميزاً من حلقته، أو إشراكه في عمل آخر يساهم في علاج هذا الخلل بطريقة عملية، أو نقله من مدرسته إلى مدرسة أخرى تبعده عن هؤلاء الأشرار.