17 ذو القعدة 1435

السؤال

فضيلة الشيخ: زوجتي أصيبت بمرض عجز عنه الأطباء ووجدت عبر الانترنت طبيب يعالج بالأعشاب شرحت له حالة زوجتي بالتفصيل وقال: دوائها عندي ومضمون مئة بالمئة، وقال: لي ابعث ربع المبلغ المطلوب والباقي بعد الاستلام، ووافقت على ذلك، وعندما استعملت زوجتي الدواء لم ينفعها، فهل أبعث له باقي المبلغ لأننا اتفقنا على ذلك؟ أم أنني غير ملزم لأنه وعدني بالشفاء ولم تشفى؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه مسألة قضاء، وليست فتوى، ولكن إذا كان الأمر كما ذكرت، فكيف يضمن العبد الشفاء والله _عز وجل_ هو الشافي؟!
والطبيب لا يملك إلا فعل الأسباب فقط، أما الشفاء فلا يكون ولا يملكه إلا الله _عز وجل_، يقول الله تعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (الشعراء:80).
وقد يكون العلاج فيه شفاء كما هو مجرب، ولكن لم يوافق محله عند المريض، فيكون السبب من المريض لا من الدواء. وعلى كل حال إذا كان الاتفاق بينك وبين الطبيب أنه إذا لم يتحقق الشفاء فلا شيء له، فيجب أن يفي بهذا الشرط؛ لأن النبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول: ( المسلمون على شروطهم)، أخرجه أبو داود والحاكم بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أما إذا تنازعتما، فلا بد من الذهاب لأحد القضاة ليحكم بينكما أو يصلح. والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.