26 ربيع الثاني 1428

السؤال

أنا شاب سعودي أتيت لبريطانيا منذ 3 سنوات لأدرس التسويق والعلاقات العامة، ولكن بعد فترة من الانحراف والانهزام (ولا حول ولا وقوة إلا بالله) رجعت إلى الله؛ فتحول عالمي رأساُ على عقب، والتزمت بالدين وهذا بفضل الله وكرمه وبدأت أصاحب الأخيار (ولا نزكي على الله أحد) وألازم الإمام المحلي وهو من أهل السنة والجماعة وأدرس معهم هنا، وأستمع إلى الأشرطة وأقرأ الكتب المفيدة، ولكن أمي هنا بريطانية وهي مسلمة منذ 21 عاماً ولكن لا تطبق الدين (ولا حول ولا قوة إلا بالله) وإخواني وأخواتي أيضاً فأحببت أن أدعوهم إلى الدين وأنصح لهم والحمد لله أنا على برنامج معهم، ومعتدل ومتأني، ولكنني طبعاً أفتقر كثيراً من العلم، لأن تطلعاتي سابقاً كانت تجارية ومادية، وفرّطت في أشياء كثيرة لكنني اكتشفت أن لي مهارة في الدعوة إلى الله وخاصةً باللغة الإنجليزية التي أجيدها جداً، فأحببت أن أخلص نفسي وكل قواي في سبيل الله وأطلب العلم ولكنه من الصعب جداً أن أرجع إلى البلاد وأنتم في الجامعات فما النصيحة؟

أجاب عنها:
د.عبد الحي يوسف

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد. أولاً: احمد الله الذي أخذ بناصيتك إلى الهدى والحق، وَسَلْهُ الثبات على ذلك حتى الممات، والزم ـ بارك الله فيك ـ صحبة الأخيار وحضور مجالس الذكر، واحرص على طلب العلم، وابدأ في ذلك بالأهم فالمهم، واستعن بالله ولا تعجز. ثانياً: اعلم ـ علَّمني الله وإياك ـ أن أولى الناس بك والداك وإخوانك؛ وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الأقربين فاحرص على هدايتهم، وأنت على خير ما دمت بهم رفيقاً، وفي دعوتهم متأنياً، ولا تعجل عليهم، وأبدأ بأهم المهمات وهي أداء الصلوات المكتوبات، شجِّعهم عليها وبسِّطها لهم، واستعن على ذلك بمن ترجو خيرهم من صديقات الوالدة والإخوة؛ لعل الله يهديهم على يد من شاء من عباده. ثالثاً: بقاؤك ـ في بريطانيا ـ إذا كان بنية الدعوة، هو أنفع لك وللمسلمين؛ خاصة بعد إتقانك لغة القوم، فاستحضر نية صالحة، واستفرغ وسعك في الدعوة إلى الله على بصيرة، وأنت مأجور إن شاء الله، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع. والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين