خواطر في الدعوة: مدينة على تلة

نعم، الإسلام واضح والمسلمون واضحون، يراهم القريب والبعيد (مدينة على تلة) ترى من جميع الجهات، بعض الناس يخجل من تقديم الإسلام بشموليته : الإسلام العقدي والتشريعي والحضاري. هل نغطي الشمس بالغربال كما يقال؟ نحن مكشوفون لأن القرآن ليس فيه غموض، آياته بينات يتدبرها من له قلب وسمع. والسنة ليس فيها غموض، المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة زمن البعثة النبوية واجهوا النصارى بحقيقة عيسى عليه السلام، ولم يخفوا شيئاً، ولم يبتعدوا عن النص القرآني. الناس من غير المسلمين يقرؤون ترجمات القرآن، ويقولون للمتأولين والهاربين من الحقائق: هذا قرآنكم يقول كذا وكذا...
الإسلام لدى غالبية الشعوب الإسلامية، لدى غالبية العرب هو المبدأ والمعاد، هو الوطن، وهو دفء الانتساب إلى أمة. إنه اعتقادات راسخة تمد الأفراد بتوتر عال يدفعهم دائماً إلى التسامي والمعالي.
الإسلام دين بني وأسس على (التوحيد) وعندما تقع البشرية في الشرك فإن هذا معناه القضاء على حرية الإنسان وكرامته { ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ..} (آل عمران/64).
نعم، الإسلام واضح والمسلمون واضحون، يراهم القريب والبعيد (مدينة على تلة)
هل نخجل من هذا التوحيد، ونحاول إبعاد هذه التهمة حين نتعرض لهجوم المغرضين أو الذين لم يطلعوا على غايات القرآن، ولم يتعمقوا في فهم رسالة الإسلام، وإنما يسمعون أغاليط من هنا وهناك فتلوكها ألسنتهم وهم يظنون أنهم يعلمون.
إن الذين يطلقون الاتهامات ويشنعون على الإسلام والمسلمين، هؤلاء ليست غايتهم اتهام الكتاب الفلاني بالتشدد أو تصريح العالم الفلاني بأن فيه غلو وكأن غايتهم طلب الحوار والسلام. إنهم في الحقيقة وفي النهاية يريدون الوصول إلى القرآن نفسه، إلى السنة نفسها، يقولون: لماذا لا تكونون مثلنا تحذفون الآيات والأحاديث وتبدلون وتغيرون حتى ينسجم كل ذلك مع العصر، فهذا هو الاجتهاد المطلوب، اجتهاد مشرّع الأبواب والنوافذ لكل دخيل وطارئ لتأتلف النصوص مع كل جديد، وعندئذ نلتقي نحن وإياكم، وعندئذ نرضى عنكم؟!
هل نستسلم للواقع المشوش، حيث تختلط الأفكار والمفاهيم التي لم تبن على حقائق علمية ولا على حقائق الحياة. الإسلام قوي برغم الزوابع التي تثار. ولكن المشكلة في طريقة عرضه وقوة عرضه.