22 جمادى الثانية 1427

السؤال

إنسان طعن آخر بسكين، وقد عاش المعتدى عليه أسبوعاً، وقبل موته أوصى بألايعفى عن القاتل، والآن يريد بعض أولياء الدم العفو، فهل يحق لهم ذلك؟

أجاب عنها:
د.عبد الحي يوسف

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن قتل النفس التي حرم الله عمداً عدواناً يعد من أكبر الكبائر، يبين ذلك قول الله _تعالى_ : " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً " .  وروى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله _رضي الله عنه_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" فالذي أقدم عليه ذلك الشخص من طعن الآخر بالسكين متعمداً كبيرة من أكبر الكبائر. والقصاص حق لأولياء الدم؛ يشهد لهذا ما ذكره أهل السير والتاريخ من وصية الإمام علي _رضي الله عنه_ ابنه الحسن قبل موته، حيث ورد فيها (وفي ليلة وفاته ليلة الواحد والعشرين من رمضان أول وصية أوصى بها الإمام علي ابنه الحسن، فقال: يا بني أنت ولي الأمر من بعدي وولي الدم فإن عفوت فلك، وإن قتلت فضربة مكان ضربة ولا تأثم) .ا.هـ حيث ورد في كلامه _رضي الله عنه_ وصية لولده بألا يزيد على ما فعله الجاني، وأن له العفو إن أحب، وعلى ذلك فإن لأولياء الدم التنازل عن حقهم في القصاص مطلقاً أو على دية، قال خليل بن إسحاق _رحمه الله تعالى_: والاستيفاء للعاصب؛ وذلك لأن الحق في القصاص إنما يثبت بعد الموت، والمطالبة به قبل ذلك أو العفو هما من باب المطالبة أو العفو عن حق قبل وجوبه. والله تعالى أعلم