16 رجب 1434

السؤال

كثير من الناس حينما يتحدث عن أسباب النجاح والتفوق المدرسي يقول: إذا أردت أن تنجح فأخلص النية لله. السؤال: كيف يخلص من أخلص للنجاح؟ أرجو توضيح المسألة.

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
فسؤال هذا الأخ ذكرني بقصة وقعت لأبي حامد الغزالي، وهو أنه سمع في بعض الآثار أن "من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه".
قال أبو حامد: فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجر شيء! فذكرت ذلك لبعض العارفين، فقال لي: إنك إنما أخلصت للحكمة، لم تخلص لله !.
وهذا الذي استشكلته صحيح، وهذا في الحقيقة من التناقض، إذ لا يجتمع الإخلاص مع هذا القصد، وحقيقة الأمر أن من أراد شيئاً لغيره، فالثاني هو المراد المقصود بذاته، والأول يراد لكونه وسيلةً إليه.
فإذا قصد بإخلاصه أن ينجح في حياته، أو في دراسته، أو تجارته، أو لغير ذلك من الأغراض، فهو لم يرد وجه الله، بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى.
وحقيقة الإخلاص الذي يثاب عليه العبد، أن يكون الله تعالى هو المقصود أولاً في العمل الذي يقوم به العبد.
والمخرج لمثل هذا الأخ السائل، أن يصحح قصده، فيخلص في تعلمه، أو في تجارته؛ لينال رضا الله ، ولتكون دراسته، أو تجارته – مثلاً – وسيلةً لرفعة الأمة، وسد الثغرات الموجودة في مجاله الذي هو فيه، وبهذا يحصّل الحسنيين.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.