2 رمضان 1435

السؤال

نحن مجموعة من الأئمة قرأنا ماكتبتموه في موقعكم (قنوت الوتر وأحكامه) وتقيدنا به في مساجدنا _ولله الحمد_ من عدم التطريب والتلحين في الدعاء كما بينتم وعدم الإطالة في الدعاء, ولكن هناك من الناس من عاب علينا هذا الفعل وقال: أنتم أفضل أم أئمة المسجد الحرام؟<BR>فهل مانسمعه من أئمة الحرم من رفع الصوت وتطريب الدعاء واستثارة العوام هو الصواب؟<BR>أم مابينتم لنا؟ <BR>وجزاكم الله خيرا<BR>

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فما ذكرته هو من باب آداب الدعاء، وهو مأخوذ من هدي السلف مقتدين في ذلك بسنة النبي _صلى الله عليه وسلم_، أما ما يقوله العامة فإن الحجة في هدي المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ لا بفعل فلان أو فلان، ولا يعني هذا أن ما يفعله بعض الأئمة محرماً، ولكن ما ذكرته هو الأولى والأقرب إلى السنة، ويجب ربط الناس بسنة نبيهم _صلى الله عليه وسلم_، "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" (الحشر: من الآية7)، "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ" (آل عمران: من الآية31)، "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ" (النساء: من الآية80)، "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" (الأحزاب: من الآية21).
وأشير هنا إلى أن أئمة الحرمين حريصون على اتباع السنة والالتزام بها، وتعميم الحكم لا يجوز، فهذا من جهل العامة وتعميمهم الأحكام، ومع ذلك لا بد من الرفق معهم، وحسن سياستهم، وتجنيب المساجد الخلاف والشقاق، فالخلاف شرّ كما قال ابن مسعود، حتى لو اضطر الإمام إلى فعل المفضول وترك الفاضل دفعاً للخلاف والشقاق حتى يقنعهم بذلك ما لم يكن محرماً، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والله المستعان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.