19 جمادى الثانية 1434

السؤال

ماحكم العرضة والطبل؟ وماالدليل؟<BR>

أجاب عنها:
د. سعد العتيبي

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه .. أما بعد ..
فأمَّا العرضة - وأظنك تعني ما يعرف بالعرضة الشعبية - فقد أفتى شيخنا محمد بن صالح العثيمين _رحمه الله_ بأنَّها تكون من العبث واللغو ، إذا لم يكن لها سبب .
وأمَّا إن كان لها سبب ،كأيَّام الأعياد ، فلا بأس بها ، بمعنى أنَّه لا بأس أن يلعب النَّاس بالسيوف والبنادق وما أشبهها، ولكن بشرط أن تخلو من منكر ، كالطبل والزير والأغاني التي تتضمن الهجاء والسب ؛ فإنها حينئذ تكون عرضات محرَّمة لا يجوز حضورها ، و يجب النهي عنها ، وتكون من مجالس المنكر التي من حضرها فإنَّه يكون مشاركاً لأهلها؛ لقول الله _عز وجل_ : "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً" (النساء140) .
وذكر – رحمه الله - في هذه الفتوى جواز ضرب الدف للرجال ؛ ففهم منها بعض النَّاس أنَّه يجيز لعب الرجال بالدفّ ، فأصدر فتوى خطية هذا نصها : " بسم الله الرحمن الرحيم – وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ما نسب إلينا من جواز لعب الرجال بالدف غير صحيح ؛ لكن ذكرنا أنَّ من أهل العلم من أجاز الضرب بالدف في أيام العرس للرجال ، كما يجوز للنساء ؛ بل يسن لهنّ ذلك إذا لم يكن على وجه تخشى منه الفتنة" . كتبه محمد الصالح العثيمين في 11/4/1420هـ " انتهى نص الفتوى، نقلتها من خط يده - رحمه الله- كما هي .
وأمَّا الطبل ؛ فإنَّ النصوص الشرعية وردت بالنهي عن المعازف مهما كانت مسمياتها ؛ والطبل من المعازف ؛ و قد قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: " ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف..." الحديث ، وهو حديث صحيح لا شك في صحته ؛ فيكون الطبل داخلاً في النهي عن المعازف ؛ لأنَّه داخل في معنى المعازف في اللغة العربية التي هي لغة الشريعة الإسلامية ؛ فيكون محرماً لا يجوز استعماله ولا الاستماع إليه ؛ والبديل الشرعي في العزف ما ورد الشرع باستثنائه ، وهو : الدف، وذلك في حالات معينة كالعرس والعيد والجهاد ؛ بل هو مستحب في بعض الحالات . والله _تعالى_ أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.