الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فالاحتفال بأعياد الميلاد لا أصل له في الشرع المطهر، بل هو بدعة؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته من حديث عائشة _رضي الله عنها_ . وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري _رحمه الله_ في صحيحه جازماً به:" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" ومعلوم أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ لم يحتفل بمولده مدة حياته ولا أمر بذلك ، ولا علمه أصحابه وهكذا خلفاؤه الراشدون ، وجميع أصحابه لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بسنته وهم أحب الناس لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأحرصهم على اتباع ما جاء به فلو كان الاحتفال بمولده _صلى الله عليه وسلم_ مشروعاً لبادروا إليه ، وهكذا العلماء في القرون المفضلة لم يفعله أحد منهم ولم يأمر به . فعلم بذلك أنه ليس من الشرع الذي بعث الله به محمداً _صلى الله عليه وسلم_ ، ونحن نشهد الله _سبحانه_ وجميع المسلمين أنه _صلى الله عليه وسلم_ لو فعله أو أمر به أو فعله أصحابه _رضي الله عنهم_ لبادرنا إليه ودعونا إليه . لأننا _والحمد لله_ من أحرص الناس على اتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه، ونسأل الله لنا ولجميع إخواننا المسلمين الثبات على الحق والعافية من كل ما يخالف شرع الله المطهر إنه جواد كريم . (مجلة البحوث الإسلامية العدد الخامس عشر ، ص 285) . والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.