11 ذو الحجه 1430

السؤال

السؤال : فضيلة الشيخ لي أخ أخََّر طواف الإفاضة إلى آخر أيام التشريق، ليجعله مع طواف الوداع، فنسي نية طواف الإفاضة وطاف بنية الوداع، ولم يذكر ذلك حتى رجع إلى بلده، فماذا عليه؟

أجاب عنها:
سليمان العلوان

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلاشيء عليه في أصح قولي العلماء؛ لأن نية الحج تشمل نية طواف الإفاضة والسعي، كما أن نية الصلاة تشمل جميع أفعالها، فلا يحتاج إلى نية الركوع والسجود، وهذا مذهب أبي حنيفة والشافعي .
وقال الإمام أحمد وإسحاق وغيرهما: إن نوى بطوافه الوداع لم يجزئه عن نية طواف الإفاضة؛ لأن الطواف بالبيت صلاة ولا تصح الصلاة إلا بنية ،
وهذا فيه نظر. فإن حديث " الطواف بالبيت صلاة " لم يصح رفعه، والمحفوظ أنه من قول ابن عباس _رضي الله عنه_ ، رواه عبد الرزاق وغيره، والطواف يشبه الصلاة من بعض الوجوه وليس كالصلاة من كل وجه، والأحاديث الصحيحة تقضي بالفرق بين مسمى الصلاة ومسمى الطواف ، وعليه فالصحيح أن نية الطواف ليست بشرط لصحته ، ونية الحج تغني عن نية الطواف والسعي، كما لو وقف بعرفة نائماً أو ناسياً أو جاهلاً أنها عرفة، فإنه يصح وقوفه في قول أكثر العلماء من الحنابلة وغيرهم .
ومن حيث الدليل والنظر فإنه لا يصح التفريق بين الطواف وبين الوقوف بعرفات ، فإذا صح الوقوف بعرفات بدون نية منفردة فإن الطواف بالبيت يصح بدون نية منفردة، والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .